صدور العدد الرابع للعام الثالث والستين من "مجلة الأديب العراقي" بطبعة غنية بالجمال
يوم اللغة العربية فعالية مشتركة بين اتحاد الأدباء وكلية التربية في الجامعة المستنصرية
اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض العراق الدولي للكتاب
اتحاد الأدباء يبارك للأدباء الفائزين بجائزة الأبداع العراقي والمكرَّمين بقوائمها القصيرة..
الشعر والأدب الساخر محاور جديدة طرحها اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
الأجيال الأدبية والمسرح الجماهيري أهم محاور اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
(١٥) كتاباً جديداً يصل لجناح منشورات الاتحاد بمعرض العراق الدولي للكتاب
كلما قرأت واثق الجلبي، شعراً او سرداً ، تيقنت اننا امام تجربة معرفية، سريعة التطور والنمو، ذلك لانه حريص على الخروج من مألوف السرديات العراقية، وشعريتها ، يبحث عن الخارج عن الاطر، ليمنح متلقيه، وهذا ما يسعى اليه، بعضاً من التجولات المكتشفة، وهي تجولات تثير الاسئلة، وتأخذ بمتلقيها الى مساحات، قد يجد فيها الكثير من الغرابة والدهشة معاً، وهذا ما فعله في مسرودته،( كلكامش عودة الثلث الاخير،)نظر من خلالها الى ضرورة ، اعادة الارث السومري، بتحديات الحاضر، وامنياته، يقرأ الحكاية الملحمية، بعيداً عن مواضيها، ومؤثرات تلك المواضي، التي اصبحت جزءا من الارث الجمعي، المحرك للوجدانيات، والدافع الى التأمل، واعادت القراءات، ظل جلجامش محفزاً نفسياً للكثير من الكتاب في العراق والعالم، سطوة تمنح الباحث الولوج داخل الاسرار والخبايا، وهي بهذا، وأعني الملحمة، تحولت الى المغايرة ، والاختلاف داخل الارث الاسطوري العالمي، لانها تناقش، موضوعاً اقرب الى الفلسفة، بل يمكننا القول انها الابنة الاولى في اعمق الخفايا الفلسفية، السؤال الذي لم يجد الانسان له اجابة ناجعة ومعقولة حتى اللحظة، تلك هي الاهمية، وذاك هو السر الذي تعمد واثق الجلبي، التسلل من خلاله الى عمق الملحمة.. ومن خلال عتبة نصية.. تتوافر على فكرة الابهام، كلكامش عودة الثلث الاخير، الابهام في العتبة، يأخذ المتلقي الى مدخل يقول فيه السارد، إنه ود كتابة ملحمته الخاصة.. ليسميها ملحمة واثق، وما كان امامه غير جلجامش، الرافديني الاقرب اليه، والاكثر سعة في بث الاسئلة الفلسفية، والغور في التحليلات النفسية لابطال الملحمة، شعرية الجلبي، جعلته يحاكي الملحمة ، بل ويحاول تقليدها دون الاكتراث لخطورة مثل هذا الموضوع، والسؤال الذي لابد منه.. هل امسك واثق الجلبي، بكل سبل نجاحه، الا يجد متلقيه ان ثمة اربكات.. دفعت بالسارد الى اهمال السرد والولوج الى النصية الشعرية، وبصور رسالية قصيرة، تنفلت احياناً، ولكنها ماتلبث ان تعود لتمسك بخيوط الاحداث ومسار شخوصها، اراد السارد، قصاً ملحمياً، وعمد الى بناء ذاك القص شعرياً، مع القليل من الدخول الى ماذيات القص، وضروراته، الارتباك بدأ بسؤال.. هل حان الوقت؟ وازداد نفوراً حين انهمر، مع الاشارة ان القصص والصور والذكريات تتلاقح في المخيلة.. مع هذا النداخل بدأ السارد مهمة البحث عن الخلود.. خلود يوازي عملية البحث عن الله؟تلك مهمة على غاية من الصعوبة، يتفيء السارد ضلال الشعر، مع انغمار كامل في الاسئلة الوجودية، التي تدفع بمتلقيها الى البحث والتقصي، لكنه وهذا ما تعمده السارد، لايجد فسحة لجواب.. او حتى ومضة ضوء تهدية، الى اهمية السؤال، وضرورة الاجابة..ولان السارد امن بحكمة الملحمة، وقوة فعلها التأثيرية، راح هو الاخر وبخاصة، في فصول سرديته الاخيرة، بناء الحكمة السؤال، وتقديمة كمعرفية توثق السر الاعظم الذي يريد السارد الوصول الى كنهه، تستمر الاسئلة، دون تحريك لعوالم السرد، او تبيان ردود الافعال، ومديات صناعتها للاحداث.. لكنه وعند اخر سطر.. يقر ان سفينة البحث رست تحت ظل العرش.هذا الاستقرار.. حسم الامر، واظنه قال .. ان لافائدة.. مادامت الخاتمة محسومة، وكل شيء لسوف يرسو عند ظل العرش... لااهمية لاعلان البحث، ولابد من ولوج ابواب اليقين مهما كانت اللعبة، الخواتم هي الاهم، والخواتم هي الابقى.. وما الاسئلة سوى غبار، مانلبث عواصف الايمان ان تزيحه، اذ ليس ثمة داع لهذا التجوال، المتعب للنفس، والذي لايمنح السرد وجوده الادهاشي، ماقدمه السارد واثق الجلبي، انما هي امنية، وليست كل الاماني يسجل لها الثبات والبقاء، لكنه حلم وجرب ونجح، ضمن الفعل السردي الخاص، بل الخاص جدا، هي تجربة. شيقة في وقت صارت الأرض تحكي يومياً المئات من الملاحم التي تستحق التدوين.( كلكامش عودة الثلث الاخير..واثق الجلبي..دار الشؤون الثقافية العامة.٢٠٢١. بغداد)