مستعداً لمعرض العراق.. اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض الشارقة الدولي للكتاب..
كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بمناسبة افتتاح مهرجان النّفّري الثقافي في الديوانية
إنجاز المعاملات الخاصة بقطع أراضي أدباء بغداد مع البلديات المعنيّة..
التجديد في شعر عبد الله گوران" عنواناً للجلسة النقدية الثانية لمهرجان الثقافة الكردية الأول
جلسة شعرية عامرة بالمحبة ضمن فعاليات اليوم الأول لمهرجان الثقافة الكردية
*التعامل مع المسرح، يحتاج الى جهد معرفي وتقني ، وقدرات عملية في كيفيات نقل المسرود الاجتماعي والسياسي، الى داخل فضاء مشهدي تحدده العلاقات بين الفعل والمجسد، ومن ثم بين المجسد وحواظره العينية المصاحبة ، والمتلقي الذي مايلبث ان يتحول الى متلق يسهم في ادارة الاحداث والتأثر بها، ومن بعد اعتبارها ارثاً معرفياْ، يعيد تكوينه كيفما يشاء وساعة يشاء، هذا غير الفعل الاهم وهو التطهير الذي اشار اليه ارسطو، لامسرح، بل لافن دون اشتغالات تطهيرية مصاحبة، داخل هذه الفكرة ومنذ زمن ليس بالقريب، وقف السارد المسرحي، والجمالي المخرج، ليخلق ديمومات معرفية، وينشرها عبر كل وسائله المتاحة على مساحات الكون بكامله، سعد هدابي، حريص على توكيد افعال الادانة، والصراخ سردياً، من أجل تحرير الذات التي امتلأت بالخوف والرعب والتراجعاتْ ، يمسك ماهو يومي ليمنحه ابعاداً درامية تحول الاعتيادية الى دهشة وسؤال، وهذا هو الاهم، لايقدم هدابي فرجة مسرحية خالية من القصديات المعبأة بالاسئلة، ليس ثمة مايمنح شخوصه المسرحية استرخاءا، كل ما يحيط بهذه الشخوص، يحفز لديها معاني الوجود، التي تبدأ.. عادة بماذا.. وكيف.. ومتى؟
داخل هذه الدائرة السردية الوجله يضع هدابي، شخوصه، ليدس معهم لواعج النفوس، مدهشة تأخذ بالمتلقي الى عمق الخشبة، وتشطب عنه دور المتلقي لتمنحة شارات اسهام، ستظل مستعرة حتى بعد انتهاء الفرجة، لماذا يعمد سعد هدابي، الى ادلجة الواقع، واعطائه ابعاداً فلسفية قد تبدو ثقيلة الوطأ في مرات كثيرة، ؟
السؤال الفلسفي، وإن كان فاعلاً لكنه يوقف متعة المتابعة، ويقطع الاسترسال المطلوب، لان المتلقي حين ينصت الى سؤال كهذا يحتاج الى عودة سريعة الى مرجعياته الارثية ليعرف سر السؤال، وكيفيات الاجابة، لكن هدابي المحترف، يعرف من خلال التقنيات ايصال الغاية المشهدية الاساس، لا تجد في سرديات سعد هدابي، زيادات ارباكية، كل شيء بحساب وقياسات زمنية ، وانتقالات من ثيم تبدو بسيطة لاول وهلة عرض، لكنها تتصاعد من اجل اطلاق الثيمة السردية الاساس، والتي تمنح المتلقي فيما بعد الحلول المطلوبة، لكن هدابي لا يمنح حلولاً جاهزة ولا يريد ان يكون وصياً معلماً على متلقيه، هو شخص الامر ومنحه من وجدانياته الكثير، ليترك المتلقي هو الذي يقرر الخاتمة والرسالة الدلالية التي كان المخرج السارد يريد ايصالها؟
السؤال الاهم.. هل المسرح سرداً يقترب من القصة ويأخذ مؤثراتها الجمالية وهي حكائية، يظن البعض ان المسرح قد غادر الحكي، وان المستجدات الايضاحية اوقفت زحف الحكاية وربما الممثل ايضا إليه، ولكن سعد هدابي، هو الادق في جمع المهمتين معا، لايهمل الواقع وهمومه، ولا يترك الواقع ليهيمن على مستويات العرض والياته، نجد ثمة موزنات مع الدور الاهم والفاعل للمجسد، وهو الفاعل الاول لدى سعدهدابي، حتى وان كان هذا المجسد ليس فرداً ، بل مجموعات حركية واضحة الحضور، هذه التقنيات هي التي منحت سعد هدابي قوة حضور في المشهدية العربية والعالمية، برغم عدم اهتمام النقدية العراقية الكسولة والمتراخية، بهذا المنجز الذي يحتاج الى تفحص نقدي اكاديمي دقيق، وتوضيحات فكرية تناقش السرديات المسرحية المكتوبة والمجسدة معاً. وتلك مهمة لاظن ان النقدية العراقية بشقيها الاكاديمي والعام القيام بها، تلك واحدة من معضلات الكتابة المسرحية التي لولا سعد هدابي وبعض من الساردين لمات السارد المسرحي العراقي وتلاشى.!!