سبعة كتب جديدة تنضم لمنشورات اتحاد الأدباء في حقول إبداعية مختلفة
بنجاح وتميّز كبيرين.. مهرجان الحبوبي السابع يختتم أعماله في ذي قار
كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بمناسبة افتتاح مهرجان الحبّوبي/ الدورة السابعة
بمشاركة متخصّصين أكفاء.. مؤتمر الأدب الشعبي في اتحاد الأدباء يزهر بجماله ومعرفته
"أوراق الطفل الوقح/ عزرا باوند قارئاً جيمس جويس" ترجمة جديدة بمنشورات الاتحاد
صار كامل في منفاه ، رمزاً ثقافياً بارزاً ، وملمحاً ثقافياً ، رشحه ان يكون مستشاراً لوزارة الثقافة وبالتالي افضت به مسؤوليته الى الاغتيال ، لأن الحركات الاسلامية وجدت مستشاراً مدركاً وواعياً وقادراً على الجدل وتصويب المشاريع وتصحيح الخطى وكان موته خسارة كبيرة للوسط الثقافي . ترك كامل سجلاً من السيرة المهمة الثقافية على الرغم من تجربته بالمحافظات كانت قلقة ومنحازة للوزارة وغير متفق مع الجماعات الثقافية التي فرضت الظروف والمناسبات عليه التعاون معها . للمنفى تأثير كبير على المثقف ، واعترف سعيد ويقرّ بفضل المنفى فيما كتب وفي صياغة رؤاه المختلفة العميقة / تأملات حول المنفى / ص144 .
من الملاحظات الجوهرية الموضحة لانهمامات كامل شياع ، وهو يكتب رسائله وخصوصاً المرسلة الى اخيه مصطفى ، والاخرى المبعوثة لبعض من اصدقاء ، هي التقاط مشاهد اليومي البسيط ، لكنه مزدحم ومكتظ بالحوارات بين الافراد . بروز الشعرية بلغته والهدوء الرصين ، السخرية وعنايته المكشوفة بكشف الاسرار ، والبوح مع بروز العفوية ، وسيادة الكلام الشفوهي . لا يتكلف استهلالات ما يكتب بل تتضح عفوية ما يكتبه لأخيه . لم يترك رحلاته مثلما تتبدى له ، بل قال عنها بشكوكية بينة ، لأن تفكيره بما يشاهد في رحلاته لا يساعده على تقويم ما يريد الاعلان عنه والكشف والتقاط الكلام الشفوي ، البسيط الجاذب للأخر وهو خبير بالكيفية والشروط المراد العناية بها من اجل الكتابة والتميز بما يكتب ، يجب ان تحوز شروط التواجد والعيش الحقيقي في المنفى ، انها شروط الطوارئ ، بينما المنفى يبدأ حينما يجد المرء ، نفسه في وضع عادي ... يومي .... بعيد نسبياً عن التهديدات المباشرة والاعاقات . اعترافه تلقائي بما هو متسيد في المنفى ، يكاد يكون الاختلاف مع وطنه بسيطاً لكن التفكير المحاذير والتعمق بتأويلها يضع الوطن هامشاً مع المنفى ، ولا فرق بين الاثنين . وهو ذاكرة حية ويقظة لأنه يتذكر قلقه وحزنه منذ بدأت افكر . رغم ذلك فأنا اتعثر بالكلمات ، واسقط فيها أخيراً ، لكن اقول أنه لا يمكنني اجلاء بعض الكدر ، واعول على الكتابة كثيراً .
يمتلك كامل بوصفه إنموذجاً للمنفى، كلاماً مختزناً ، قال منه ما هو مثير ، وملفت للانتباه لمن لا عرف المنفى بشكل جيد . هو خائف ، والاحساس بالمراقبة قوية مراقب ينتظر المعاقبة ولديه ما يريد ان يقوله في الفترة التي تكون حريته اكثر قوة وتتقشر كل متاعبه وهو الذي قال " ان ثأري سيحين في فرصة اخرى .. وهو الذي وضع شروطاً للكتابة ، هي ذاتها شروط الكاتب وبحاجة الى سنوات من الكتابة حتى يحوز شروطها وشروطه ، ومثل هذا الكلام معروف لنا منذ بداية اشتغالنا بالتدوين ، حتى نمزق اكثر مما نحتفظ به .
الكتابة اللائذة بالشعرية ، ذات الصفاء والشفافية ، ثمرة اختراق اللغة ، والذات كما قال كامل ، سنوات من الاختزان وامتلاك ما هو شامل .
الاضطراب عام ، والتشوش يلغي الاستقرار ويطمس لحظات الجمال ، التي يحوزها وهو يراقب ما موجود ، في الاماكن والقاعات . ولكن لا يتعامل كامل على حقيقة ما يعيشه ويتنفسه . هو مشدود لمكانه الاول وهو الضاغط عليه لا يقوى نسيان ما يبوح به خزان الذاكرة ذات الارادة القوية ، التي قادته تحت ضغوط لم يعرفها احد من قبل ، حتى تفكيره باهله قليل ، لا اخبار من الاهل ، ولم أكتب لهم منذ فترة ، ولا اعلم سوى ان " حسبه تجيبني وحسبة توديني " وهذا المقطع الغنائي ، هو الشعرية التي بحاجة لها ، يستذكره ويريد العيش به ، ومعه للأبد حتى يتخلص من المنفى ولا توجد اكثر شفوية ومحبة ، من شعبيات الاغاني وهذه التلقائية غذاء المنفي ومعززه طاقته ، فالجمال ترصين للكائن ومؤهل له لحظة الكتابة .
يبدو لي من خلال متابعتي لأدوارد سعيد وكتبه الكثيرة ، وفي مكتبتي وجدته مغرماً كونراد وذهب اليه بوعي عال ، ومهارة كبيرة التقط تجوهرات الآخر وعلاقته بالحياة ، والخسارة المواجهة له وسقوط البطل في البحر وما ستفضي اليه السرديات ولكني اخذت من كونراد سعيد ملاحظات شفافة ووجدت كامل شياع مندهشاً بكونراد وحاز فيه ما توفر على دهشة الكلام . وبلاغة الكلام الذي غذى كامل شياع ، واعتاد كتابة كلام شفاهي ، لكنه الشعرية التي نريد .
يقول كلاماً سهلاً وبسيطاً ، لكنه يجبرنا ملاحقته ، واستعادته اكثر من مرة ، وتأمله والغور بتأويلاته ، من اجل البحث عن العمق ، في مكامنه ، ومن هنا مهارة كامل شياع وصعوبة تجوهراته ، لأنه خبير بسياسة الشعرية وبلاغة الشعر واستعاراته .
انا واثق ، بأن كامل قد اطلع على كتاب ادوارد سعيد " تأملات حول المنفى " وعرف اهتمامات سعيد بالروائي جوزيف كونراد، والدروس المستخلصة التي حاز عليها ادوارد سعيد وسحرته والتقط منه ، لأنه يهرع وراء مكامن اللغة ومستوراتها لذا التقط نصاً لكونراد ولأهميته سألتقط بعضاً منه ، لأنه طويل .
" تبدو شخصية المرء مجرد قناع تنكر ، فتهافت وعبثي الشيء ، يصعب تعريفه ، حينها يكون تحقيق السكينة ليس بعيداً جداً ، ما يتبقى عندئذ مجرد استسلام لتلقائية المرء صدق احاسيسه المستجدة التي تكون اقرب الى الحقيقة ، من اي فلسفة للحياة . ولم لا ؟ فان كنا في صيرورة دائمة ــ دون ان نكون أبدأ لذا من الحماقة ان حاولت ان اكون هذا الشيء بدلاً من ذلك ، لانني اعرف جيداً اني لن اكون اي شيء . لذا من الافضل لي امتلاك قناعة راسخة بإخطائي ، واتحدى اسرار السماء جوزيف كونراد / فيصل عبد الله / ص60 .
اختيار كامل للمقطع النثري لجوزيف كونراد قصدي ، لأنه ينطوي على تمثيل لأفكاره العميقة والاخرى الطافية لنا اثناء كتابته ، لكنه قبل تكملته لرسالته ، الى فيصل واستمراره فيها لا يعلن حيوية المعرفة وحيوية الأقمار وتواجد الفلسفة معقد ، ولكنه يعطي مفتاحاً لفحص المكتوب ، او عدد من المفاتيح وهذه الرسالة رسمت بوضوح حدود شخصية كامل شياع ، وسعيه لملاحقة حافات الكلام ، القابلة بالتغيير من الشعر ، الى المفاهيم والقيم والافكار .
قال كامل مكملاً رسالته : المقطع الذي كتبه كونراد زاخر بفلسفة كاملة وان كانت عبثية وذاتية ، لكنها تمتلك اكثر من صلة مع مشاكل الفلسفة ، كما اتيح لي الاطلاع عليها هنا في معهد الفلسفة ، وهو ايضا يبرر لي هذا الانغمار اليومي .
والعجز عن تلمس الصورة المحددة للنفس في خضم حالة تغير غير منقطع . انني امضي في سياق فيه تحد لي ، ذلك أنه مملوء بتوتر بين مطالب الدراسة وبين مطالبي الخاصة ببلورة شيء ، بامتلاك ملامح واضحة ، في لحظة ما يبدو لي ان كل المخارج مغلقة لأن مضمار الفلسفة بمقدار كونه مملوءاً بسوء الفهم . تراكمات تاريخية في سوء الفهم ، فانه ايضا لاستعراض ذكاء وعبقرية المتورطين فيه . / ن .م / ص60 .
لم تكن مغامرة كامل شياع شاعراً سهلة ، وبسيطة ، بل صعبة ، معقدة انها نوع من الخلق والابتكار الذي عرفته البدئيات الحضارية . لأن كامل يدرك بخبرة ووعي عال بأن الشعر مهمة ليست سهلة ، ولذا اختار الالهة مكانتهم العالية لحظة كتابة نصوص علاقاتهم الجنسية المقدسة.
كامل عارف جيد للأهمية التي ينطوي عليها الشعر ، واعني به الشعر الغنائي . فهو الحداثة وهي مسؤولية متعبة مطاردة بالفشل والسقوط . لقد عرف المفكر غادامير، عن الشعر وعلم الجمال معلومة ، ذات بلاغة وبريق للإثارة ، وهو الذي توصل بوقت مبكر الى غنائية الشعر / الكلام . لأن حداثة الشعر الان جعلته نوعاً من الكلام ، وهو ليس من صور او معان ، هذا ما قاله بول فالري الذي دافع عن الكلام بوصفه شعراً . وغالباً ما التقطه وكرره غادامير، وكان يؤمن بما قاله بول فاليري بأن اللغة الشعرية حاسمه الى حد معين وقال بول فاليري : حقوق الشاعر على اللغة . ان لغة الكلام الاعتيادية وسيلة عملية . انها تحل باستمرار مشكلات فورية وتتحقق مهمتها عندما يلغى المعنى كل جملة منها تماماً ويبطلها ، ويحل محلها . والفهم غايتها . اما الاستعمال الشعري من جهة اخرى ، متهيمن عليه شروط الشخصية ، والشعور الموسيقى الواعي والمستمر والمستدام / هانز جورج غادامير من انا ومن انت / ت : علي حاكم صالح وحسن ناظم / دار الجمل / 2018/ص201ــ202 .
..............................
لمتابعة نشاطات الاتحاد:
الويب/ الاتحاد:
https://iraqiwritersunion.com/
الفيس بوك/ الاتحاد:
https://www.facebook.com/iraqiwritersunion?mibextid=ZbWKwL
الانستغرام/ الاتحاد:
https://instagram.com/iraqi_writers?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
انستغرام متحف الأدباء:
https://instagram.com/writers_museum?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
الفيسبوك/ متحف الأدباء:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100089542158676&mibextid=ZbWKwL
قناة الأدباء/ يوتيوب:
https://youtube.com/@user-db3ks4fl6m
https://iraqiwritersunion.com/cpadmin.php?mod=addnews&action=addnews