عبد الأمير شمخي.. المسرح.. سرديات التأثير - شوقي كريم حسن

  • 4-11-2020, 19:44
  • نقد
  • 1 147 مشاهدة

*السؤال الذي تطلقه حناجر الاولاد المارين بزعل عبر دورب موحشة، يبحثون من خلالها عن ضرورات وجودهم الممل غير المرضي عنه، يبدأ من متون الحكايات التي لاتخلو من اثارة وتشويق ودهشة، حكايات الليالي تلك لاتكرر افعالها بل هي قابلة على تغيير مناحي واشكال بداياتها واللعب بقصد التشويق في الخواتيم التي تطلق الحناجر معها الكثير من اهات التوجع والخذلان، لحظة الامساك بتلك الخواتيم تتحول عند وسائد الوسن الى بدايات ترسم لشخوصها دروب مغايرة ومغامرات اشد فتكاً بالازمنة والامنكة، تلك اللعبة هي التي شدت عبد الامير شمخي الى المسرودات المسرحية اولاً ثم مالبث ان تحول الى مسرودات مثيرة للجدل حطت رحالها بين المذياع والتلفزة، المسرح تشكل داخل اروقة وعيه المدرسي، اذ عمد الى تحويل سوالف ايامه الى مايشبه الفعل الدرامي، اراد استعداداً لخطواته القادمة ان يمرن نفسه ويعلمها كيفيات الأمساك بمعاني الجمال المصحوبة بالتجسيد والاضاءات، منصتاً بجذل الى الاكف وهي تلوح بتصفيق مدو، تلك الاشكاليات النفسية هي التي جاءت بعبد الامير شمخي الى بوابة الفنون، يدرس خبرات الصناعة الصعبة ومقوماتها التي تجعل من الانسان الغارق برذاذ احلامه جمالياً على قدر كبير من الحرفية والاتقان، مع اول درس انغمر مع المشهد التجسيدي، جرب ان يكون  مجسداً، ينتمي بكامله رضاه الى تلك الاثارات التي كان  يقدمها اساتذته من اجل ديمومة الحياة وتغيير بعض مظاهر الشرور والاثام، اقترب عبد الامير شمخي من حرفيات التجسيد، لكنه  الولد المصحوب بالبحث والقلق كان يريد الوصول الى منابع وعي اكثر اهمية من مهنة المجسد، راح يقرأ سرديات مسرحية  عالمية ومسرودات عراقية في السرد القصير والطويل، وعند اكتشاف اذهالي توجه الى اساتذته ليقدم لهم اول اعداد عن سردية اجتماعية السارد فؤاد التكرلي اسماها الرهن، تلك الخطوة منحته ومضات اكثر الفة وان كانت كامل شخصياته تتحرك داخل قسوة السرد الاجتماعي وردود افعالية الدرامية، لاتنتمي سرديات شمخي الى  الاعتمام المقصود ، لهذا تتحرك داخل طاقاتها الارثية التي تستوعب الفعل وردوده، دون محاولات لتجميل القبيح، او ادانة  الوعي النقدي المتقدم، شخوصه تعتمد القياسات الزمانية لهذا يرى المتلقي ان للزمان تأثير نفسي يرسم ملامح الحدث ويأخذه الى متلاحقات سردية تشكل الفعالية الدرامية الاساس، اما المكان فهو لدي شمخي قابل للتحول والانتقال فليس ثمة ضرورة لابقاء ماهو جامد وخامل فوق خشبة التجسيد، الامكنة المتحركة هي التي تحث المجسد على فهم ماهيات ابعاد شخصيته المجسدة، ولان عبد الامير شمخي، فاعل درامي، مالبث ان حول كل تلك المفاهيم الاشتغالية الى الاذاعة اولاً حيث سعة التجسيد والايمان المطلق بالحكاية كفعل محرك اساس، السؤال لدي شمخي هو المدخل الدرامي، وهو الملاحق الموضوعي لمكملات السرد واهتمامتاته، والسؤال الذي يجب البحث عن اجابة حاسمة له، من اين ستقي شمخي شخوصه الكتابية، وكيفيات تحويلها من الخارج القلق الى عمق الادارة التجسيدية؟.
اظن انه الفهم الحقيقي لحركة الواقع وحتمياته التأريخية، ليس بالضرورة التعامل مع الارث الاجتماعي والسياسي ، وتوابعه السلوكية يعني ان السارد قد تبنى تلك الحواسم الانسانية، هي مجرد استبان وتبني درامي لااكثر من هذا، ولابد لهذا التبني من احتياجات اهمها ضرورة الاختيار، واهميته، ومديات تأثيره في العقل الجمعي لحظة التلقي، لهذا امسك عبد الامير شمخي عصا السرديات المسرحية والدرامية رغم الغربة التي يعيشها، مع الدراما يجد لوجوده الانساني المحلي اكثر من مسرة ومعنى، ولكنه يشعر بالحيف والاجحاف وربما الانكسار، فبعد كل تلك التجسيديات الدرامية، لم تنتبه النقدية المسرحية العراقية ولا حتى الدرامية ، ولم ينل حصة من المتابعة والتقديم، ظل يتابع مسروداته الدرامية لوحده، ويقدمها للمجسدين لوحده، مع حسرات متلاحقة واسف شديد، عبد الامير شمخي.. يحتاج الى تفحص معرفي لانه غني بكل ما قدم وشخص ومن حق متلقيه ان يعرفوا عنه وعن تجاربه ما يجعلهم يشيرون اليه بحب وامتنان!!