منذر عبد الحر وارث الاناشيد والتراتيل / ناجح المعموري

ناجح المعموري
  • 17-07-2023, 10:13
  • مقالات
  • 530 مشاهدة

تغيب الكائن والمضيّع بسرد ملحمي لا وسيلة للمخلق إلا استعادته للعالم الرمزي حيث تنفتح سردية الغياب على بنائية الملحمة المنفتحة والمنفتحة كثيراً والقادرة على مزاولة اللعب بشكل مهاري قراءة النص بدقة تساعد على التقاط ما تخفيه اللغة والأسطورة والفن والدين . لأنها معاً جزء من هذا العالم . فهذه خيوط التي كونتها حياكة الشبكة الرمزية ، أعني النسيج المعقد للتجارب الانسانية ... ولم يعد الكائن الانساني يستطيع أن يحدق فيها وجهاً لوجه ، فتقلص الحقيقة المادية ، كلما تقدمت فعالية الانسان الرمزية ، وبدلاً من أن يعالج الانسان الاشياء اللغوية والصور الفنية والرموز الاسطورية أو الشعائر الدينية ، حتى أصبح لا يرى شيئاً ولا يعرف شيئاً إلا بوساطة هذه الرسائل المصطفة / آرنست كاسيرر / مقال في الانسان / مدخل الى فلسفة الحضارة .

نص منذر عبد الحر الشعري نافذة صغيرة تومئ الى تلاوين عديدة . للمتلقي خيار التقاط اللون وحينها تقوده ابواب مشرعة ، لكنها مدوخة جاذبة للمكان ، تتسع مساحتها الغيبية لأن البحث عن المعنى من أشكال اللعب وصراع المهارات مع بعضها . وفي مثل هذا الرأي الجدلي تنشر الشعرية لقطاً فريداً من المحكية اليومية ، أو الكلام الذي أكثر هايدجر الحديث عنه مع غادامير لأنهما اعتبرا الكلام روح الشعرية العميقة المتلاونة ، وهو كلام الالهة البدئي كما قال غادامير . إنه متلاون بالدلالة المتمددة باستنشاق أرواح المغيب ومنحه حضوراً ومعاودة ، لكنها معاودة مشابهة الالحاح على عودة الغائب ، الذي حاز صفة الشجرة وصار وردة انتجها الانبعاث .

منذر شاعر الكلام الصعب ، والسهل ، اللين وكأنه يتلاعب بالمروي اليومي ، ويقشر ما زاد عليه . ويتبدى كلامه في النص مهذباً أو أنيقاً ، ويوهم القارئ في لحظات التسلل من أجل الوصول للجمال الذي يحمله الكلام ، الذي تعامل معه الفكر النقدي مع ضرورات استمرار تأثيره في فحص التجربة الشعرية . وما تنطوي عليه من سمات وكشوف لم تعرف من قبل .

اهتمت الفلسفة بالجغرافية الاولية ، مكانية الاصول وهذا يفضي لقول أن الدولة لم توجد منذ الأول . فقد وجدت مجتمعات كانت في غنى عن الدولة ولم يكن لديها أي فكرة عن الدولة وسلطة الدولة . وعندما بلغ التطور الاقتصادي درجة معينة اقترنت بالضرورة بانقسام المجتمع الى طبقات ، غذت الدولة بحكم هذا الانقسام أمراً ضرورياً/ انجلز .

في جغرافية منذر أمكنة نائية ، شطوط / أنهر / فراديس هي كالجنان ، مزدحمة بالهوس الجنسي .

البصرة ، جغرافية كوزومونولتية ، تفضي لجغرافيات عالمية ، سرديات عشق ، ونصوص كثيرة في الشعر والسرد والتاريخ . لذا استفاد من كل هذا في نصه الشذري ، وهو أحد الأناشيد الذي لاذ بسرديات بدئية وتبدت باهرة ، وهي جلجامش الملحمة التي ما زالت تومئ للمداعبة مانحة ما هو مرغوب من جسدها .

الصداقة لها حضور فيه شيء من الخطف الذي يعطيه الشعر للقارئ . ولذا كان المعنى يقود للعذرية في النشيد ، وهو يومئ لتفكك الرموز ، ومعاودة تخيلها ، بما هو كامن فيها من دلالات مثل نشيد المطر .

الالماحة الهمسية للغائب ضغطت عليّ لاستذكار من مات من الاصدقاء ، وكشفت هذه اللحظة المدهشة والانشغال في الركض وراء الكلمات ذات المعنى العميق ، ويلتقطها لتنام تحت وسادة النشيد الذي يظل دوماً هو الغناء الموروث .

* * * * *

الجغرافية الواسطة ، تفتح فيها الحدود وتتسيّد الشفوية / الصوت / الايقاع . ومن هنا تلتمع الأناشيد التي ورثها منذر عبد الحر بوصفها شفاهيات للشرق والشرق هو الذي منح الكتابة الجديدة ، وقلد سعدي وقال كثير من اليومي وذهبنا معهم لكني عندما كرست ملاحظاتي وجدت الأناشيد قوة وحضور / الشرق / جسد / شهرزاد / شهريار / ثقيل بالأوهام .

النشيد روح صحراوية وهو جذر الصوفية وتهاليها منذ بدئيات الميتافيزيقيا.  حدية عديد من النصوص تدنو من الأناشيد وهو ما اتضح مع المراثي .

شعرت مراراً بأني استعيد أناشيده عندما التقط لحظة خلق الشرق / الشفوي / الكلام / الصوت / الطرب / الغناء ، الرقص / الايقاع هي تباينات بسيطة ، لكنها تلتقي بالتراتيل الحزينة / والأناشيد الآتية من الشرق / الشفوي . الشرق / شفوي / الغرب ـــــ أبجدية .

.......................................

لمتابعة نشاطات الاتحاد:

الويب/ الاتحاد:

https://iraqiwritersunion.com/

الفيس بوك/ الاتحاد:

https://www.facebook.com/iraqiwritersunion?mibextid=ZbWKwL

الانستغرام/ الاتحاد:

https://instagram.com/iraqi_writers?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==

انستغرام متحف الأدباء:

https://instagram.com/writers_museum?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==

الفيسبوك/ متحف الأدباء:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100089542158676&mibextid=ZbWKwL

قناة الأدباء/ يوتيوب:

https://youtube.com/@user-db3ks4fl6m