حسب الله يحيى.. تنويعات على اوتار السرد - شوقي كريم حسن

  • 18-10-2020, 23:14
  • نقد
  • 695 مشاهدة

* هو لايشبه مجايليه، رغم انتماءه اليهم كلياًْ ، جيل اراد ان يمزق كل حكايات المواضي، الشعرية منها والسردية، ليقدم مايرضي حضوره النفسي الذي يمنحه فرصة بقاء تأخذه الى المستقبل الذي يريد، وجوده منحه قدرة ايمان غير مؤدلجة، كان يشعر بأن الحياة بكل قسوتها تحتاج الى فكر جمالي مقاوم، لا تحركه الادلجات ورغبات افكارها، وقف خارج السرب متأملاً، وهو دائم التأمل، مع شيء من الاضطراب والقلق والتأرجح في الاختيار، منحته مدينته الاثرية التي يحملها الى اينما اتجه، قوة وعي وشكيمة عمل، واخذته اختيارات الكتابة الى دروب عدة، يضع اسماً عند عتبات النقد المسرحي الذي اصبح واحداً من أهم متابعية ، ومصححي موجات انحرافه.، ليندفع بقورات غضب الى السرديات القصيرة التي يختار عنواناتها بحذر اجتماعي، لا يؤمن بتنظيرات الجيل الستيني ، ومطالباته بشطب كل ماهو خارج وجودهم، يعظم شخوصة التي تتعامل مع القاع، ومتغيراته التي بدات تتراجع كثيراً، مع خيارات لغة بلاغية خالية من التفخيم والاشكاليات البنائية، يمنح متلقيه ، فرص متعددة، من اجل الفهم والتقصي، والاعتماد، ارثه انسانية شخوصة، حين جاءت الحرب الاولى تحمل طبولها، وقف حسب الله يحيى ، حائراًْ قرأ تلك اللحظات السارقة لفتوة الارواح، وقد عرف عنها الكثير وخبر، صمته ينتمي الى التحليل الموضوعي الذي لابد وأن يوجه سردياته الى مايوثق الخوف والقلق والفناء، تحت هذه الأشارات، كتب ودون وان كانت كتاباته في مرات عدة تثير ضجر الرقيب وزعل المسؤول، ورفض المطبوع، تلك محنة عاشتها الاجيال التي مارست حياتها تحت ظلال المدافع والشظايا وهدير المواجع، لكن قتالات حسب الله يحيى تختلف كلياً، شخوص سردياته تجد في الحرب مضيعة للوقت، وجريمة خطف حياة، وتدمير الارثيات الانسانية، يتذكر جيدا ماقاله ريمارك.. في للحب وقت وللموت وقت.. ان لا منتصر في حرب تقتل الاحلام، وتزرع الخوف في النفس،!!

هذه المهمة، جعلت حسب الله يحيى يكتب بعجالة وكأنه يريد التوثيق خوف ضياع الحقائق، او طمسها او انحرافها بأتجاه معرفيات ايدلوجية مقصودة، لهذا ظلت سردياته، خارج خيارات النقد السردي الا في القليل القليل، لم يكترث لتلك القصديات الموجهة، وظل همه ااسردي متتابعاً، كلما ضغطت الحياة على ايامها، انبثقت سردياته لتحلل وتمنح فرصاً للامل والرضا، ولم يكتف بذلك، وهو الناقد المسرحي العارف بحيثيات النقد واسراره ومكونات المشهدية المسرحية التي بدات تنحرف بوضوح يسيء الى تاريخانية المسرح العراقي المعروف بجده وتجديده، اندفع بهدير موجع ليقف ضد تلك الانحرافات الشاذه، فيما سمي المسرح التجاري، كان حسب الله قد شكل كتيبة انقاذ وطني، من اجل الحد من ذاك التدهور الذي وصل الى حد محزن، وقدظهرت موجة مرافقة سميت سينما السكرين، لاتقل خبثاً وسوءا عن مسرحهم التجاري، كانت هاتيك الموجات تواصل الانحراف، وكان حسب الله يحيى وكتيبته تقاوم كل الخث التهريجي، حتى ان احدهم اقام عليه شكوى لانه ، لانه كتب نقداً ضد تهريج مضر ويساعد على انحراف الفعل الجمالي، لدى المتلقي، الصراعات تلك منحت السارد تحديات مااهملها يوماً، كانت سردياته القصيرة انموذجاً لقراءات اجتماعية بتوصيفاتها الدقيقة، السياسية، والفكرية، والاقتصادية، ثيم سرديات حسب، وبحكم قربه من المسرح، تتحرك داخل اطر مشهدية تكاملية، بعضها ياخذ بالآخر من اجل الوصول الى الثيمة الاساس، مع حلول لايهتم بها كثيراًْ ومع هذه الثيم يكون الحوار داخل السرديات زاحفاً بافعال توضيحية دقيقة وخالية من الاطالات، ولايمكن ان تجد عند حسب الله يحيى حواراً دون قصدية توضيح، تنتمي روحية سردياته الى الدراما المسرحية ، وهذا ما يميزها فعلاً، والسؤال الذي يحتاج الى اجابات متعددة فعلاً، برغم سعة ماكتبه حسب الله يحيى وكثرته، ظلت الدراسات الاكاديمية لا تلتفت اليه، مثلما توقفت النقدية العراقية عند حدود الاراء غير الفاعلة والخالية من دقة التشخيص؟

حسب الله يحيى.. يحتاج فعلاً الى تفكيك اشتغالي لكافة مسروداته التي تشكل ارثاً سردياً عراقياً لايمكن طمره او تجاهله!!