شعرية التاريخ الشخصي - حميد حسن جعفر

  • 23-09-2020, 22:37
  • نقد
  • 972 مشاهدة

يظل التاريخ البابلي عامة، والتاريخ الشخصي للإنسان اليهودي العراقي خاصة يمثل منهلا ومنبعا ثرا لتجربة الشاعر جبار الكواز في الدخول لأحداث تبدو خاصة حيث تتحول الوقائع والأحداث إلى مادة دسمة لكتابة نص شعري يأخذ بيد الإنسان /المتلقي /البابلي إلى مسرح الحدث حيث تتحول الكسر /الذاكرة إلى منجز ابداعي قادر على الاعلان عن نفسه بعيدا عن التردد والمخافات،

الإنسان الأول مادة الشاعر جبار الكواز كما لو كان الطين كفعل مهني يشكل خميرة لكتابة القصيدة،

مع التاريخ /الماضي تتصاعد رايات الكتابة لا للإعلان عن الغبار، بل لأن الكتلة ما زالت متماسكة، قادرة على أن تقول الكثير على لسان الشاعر،

(عزرا مناحيم )( أنور شاؤول )

الشاعر يستحضر التواريخ الشخصية --هل كان أنور شاؤول روائيا، هذا ما اعتقده --صاحب الرواية الايقاظية --هنا يتداخل الفعل الثقافي/ الفكري مع الفعل المادي /اليدوي،بين شجر النجار وشجر الكاتب الروائي

جبار الكواز الشاعر هو الأولى من سواه في الدخول إلى الحيز الواسع ،/--الذي من الممكن أن يتحول إلى تيه بين يدي سواه --الحيز الرابط ما بين شجر تي البابليين وشجرة القصيدة في محاولة مؤكدة لاستفزاز القاريء واخراجه من حيز الصمت إلى الإعلان، إلى القراءة على يد الشاعر الوريث التاريخي لبنية الفعل الثقافي /الإبداعي،

جبار الكواز شاعر مالك لتجربة ربما تنتمي للخصوصية، لخصوصية المكان والزمان، حيث التاريخ الديني و الثقافي المتشكل من خلال الدخول الى فعل استحضار الآخر والإعلان عنه، ضمن فعل ابداعي مقابل،

قصيدة النثر التي يكتبها جبار الكواز امتلكت الكثير من خصوصية التجربة العراقية في الكتابة، أن لا يتحرك في المنطقة الهشة من الكتابة حيث المشاعية /انعدام الخصوصية /مشاعة الشكل والفعل والتداول، بل إنه يشتغل لا على تدجين المنطقة الصلبة و تدميرها بل إلى دفعها إلى الاحتفاظ بخصوصيتها من خلال الحفر، الحفر الذي لا يستجيب لافعال التعرية و التآكل، أنه الحفر في الفعل المنتمي للبقاء غير الخاضع للانجراف،

جبار الكواز شاعر يكتب نكاية بالنسيان،