صدور العدد الرابع للعام الثالث والستين من "مجلة الأديب العراقي" بطبعة غنية بالجمال
يوم اللغة العربية فعالية مشتركة بين اتحاد الأدباء وكلية التربية في الجامعة المستنصرية
اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض العراق الدولي للكتاب
اتحاد الأدباء يبارك للأدباء الفائزين بجائزة الأبداع العراقي والمكرَّمين بقوائمها القصيرة..
الشعر والأدب الساخر محاور جديدة طرحها اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
الأجيال الأدبية والمسرح الجماهيري أهم محاور اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
(١٥) كتاباً جديداً يصل لجناح منشورات الاتحاد بمعرض العراق الدولي للكتاب
*كلما نظرته، بهدوءه الجنوبي العذب، تذكرت تلك اللحظة التي رايته يصعد المنصة ليقرأ(الكلب تشريف لايستحقه)كان ذلك بداية ثمانينيات القرن الذي رمت علينا ايامه بكل ويلات حروبه، صخبنا لايتفق وسلوكياته المنضبطة الى حد الادهاش، كل شيء في الحياة او الادب محسوب بحساب، مع الكثير من الحذر وعدم الاندفاع، مع ذاك الكلب ، رحت اقرأ له كل ما ينشره، واتابع خطواته التي تشظت داخل المشغل السردي، مع السرديات القصيرة، انغمس بدراية ودربة في ما سمي بالقصة القصيرة جداً ومعهما جرب الكتابة للمسرح، ثم استهوته الكتابة للطفل، ربما خيار هذه الكتابة كانت ارضاءا لذاك الولد المعجون بحكايات المواقد، وقصص الليالي، ومشغولات الحياة اليومية، كل ماكان هناك، دخل الطمر المعرفي لديه، صار يستدعيه كلما تطلبت الضرورة ذلك، لايكتب دون تخطيط مسبق، ودون خلوة حتى وان كانت قسرية، عزلته كونية، كما يحلو لي ان اسميها، لهذا تجيء سردياته القصيرة محملة بهموم التفحص ومراقبة مايحدث بعينين عارفتين، يحاور شخوصة بالفة غير محايدة، يطلق الافعال ويتركها تصنع الثيم المتعالية، في قصصه القصيرة جدا، يختار لحظات وعي حاسمة، تقترب من الومضة الشعرية، لكنها لاتلج اليها قط، اللحظة تنتمي الى المؤثر المشهدي السمي، سريع بارق ، قاردر على تحريك ذهن المتلقي وشده الى الاتي، تلك اللعبة جعلته ينتقل وياها الى السرديات القصيرة، والتي يهتم حنون مجيد من خلالها بالاهمين الراسخين لدى كتاب الجيل الخمسيني وما بعدهما، الزمان بوصفه دليلاً محركاً للاحداث ووجدانية الشخوص العامة، والمكان كدال تاريخي يعطي للمتلقي فرصة، التأمل والبحث عن التطابقات الزمانية والمكانية في السلوكيات والاحداث، ثمة مايميز حنون مجيد، وهو كم القيم والمباديذ التي تحملها شخصياته السردية، حتى وان كانت هذه القيم سلبية، لانه يؤمن أن تلك الثنائيات هي التي ترسم مسارات الوجود الانساني برمته، مره قيل لتولستوي، كيف يمكن ان نتخلص من الشر؟
فأجاب.. حين نرغب بالتخلص من الحياة؟
اشارة دقيقة، اهتمت بها الدراما منذ اسخيلوس حتى اللحظة، ونقلتها السرديات القصيرة والطويلة، لا فن دون صراع تطهيري، يوضع للمتلقي ضرورة وجود كل تلك الوسائل غير القريبة للنفس، ولان حنون مجيد، نهل من الواقعية كثيراً، وانتمى الى الارثيات الاشتراكية، لم يستطع التخلص من ذاك الضغط الايدلوجي،، وتقديمه كمهمة صراعية تقترب من عقلية المتلقي، وتجلعه ينتمي بل ويتمنى تلك الطروحات، وقد تخلص السارد من لغة القص الخمسيني المباشرة، واضعف وجود السردية الستينية التي تجد في اللغة اداة توصيل قد تبدو ضعيفة وباهتة احياناًْ، ولج مجيد مجددات القص السبعيني الذي حرر اللغة مع الابتعاد عن والوجوديات الستينية، والاهتمام بشؤون الانسان ومخلصاته، حتى مع الحرب ظل حنون مجيد وفياً لقراءاته الانسانية، الحرب مؤثر اجتماعي نفسي، والارباك الحاصل انما هو ارباك وجود، وحين قرر ولوج السردية الطويلة، ازدادت رحلته غرابة، كيف يمكن التفريق بين لغة السردية القصيرة، وتلك التي تتطلبها السرديات الطويلة، الاكتشاف لدى حنون مجيد كان سهلاً، شظى المكان الواحد ومنحة قدرات تداخل ثيمية تنطلق منفردة ، ثم ماتلبث ان تتوحد مع الثيمة الاساس ، وهي الثيمة الفاعلة والدافعة الى حلول، ومنح المكان ابعاداً نفسية، بعد ان وزعها هي الاخرى داخل الازمنه، واعطاها قدرات تأثيرية فاعلة على مجمل شخوصه، حتى ان المتلقي يعتقد ان تلك الامكنة هي التي تحرك الاحداث وتمنح الازمنة وجودها، ولان حنون مجيد ، عارف بالاشتغالات الدرامية المسرحية، بكتشف المتلقي ان حواراته تصاعدية، متصارعة، خالية من الطول غير المبرر، والاسفاف الذي يضعف الحوار ويرهله، والاشارة هذه واحدة من عيوب السردية العراقية، اذ كثيراً ما يجد المتلقي ان الحوارات تحولت الى اداة وصفية خال من الافعال ومشتركاتها، حقق حنون مجيد، حضوراً طيباً لدى النقدية العراقية، لانه يعرف ان مايقدمه فعل جمالي يستحق المتابعة والتشخيص، وتعدديات القراءة النقدية التي يجب ان تتخلص من عروضياتها الصحفية، السردية العراقية، تحتاج الى ناقد يفكك ويشيد ويشير الى مايمكن الاشارة اليه من مغايرة وثبات سردي،!!