في محاضرة للروائي سعد محمد رحيم باتحاد الأدباء..

  • 13-07-2020, 23:16
  • صحافة ثقافية
  • 1 741 مشاهدة

والكتاب في العراق لهذا الاسبوع، وضمن منهاج جلسات منبر العقل، حيث اقيمت هذه الجلسة تحت عنوان " مفكرون عراقيون" وتضمنت محاضرة قدمها الكاتب والروائي العراقي سعد محمد رحيم... الجلسة أقيمت على قاعة الجواهري مساء يوم الأربعاء الفائت، قدمها، وأدار حواريتها الناقد علي الفواز الذي ذكر قائلاً " أن من خلال علاقة الشرق والغرب نجد أن هنالك عدة عقد، منها عقدة اللون، والهوية، والمستعمِر، والمُستَعمَر، إلى هذه الاشكاليات تطرق كل من طه حسين، وخير الدين التونسي، ورفاعة الطهطاوي وآخرين، جميعهم اشاروا الى هذه العلاقة وإلى التيارات المتأثرين بهذه الثقافات، وتأثيرات الثورة البلشفية وموضوعة الاستشراق وغيرها." أيضا اشار الفواز خلال كلمته " أن هذه العلاقة تتضمن رؤيا مخابراتية، حيث يرى البعض ما يحدث اليوم في الشرق له علاقة بعلاقة الشرق بالغرب، وغالباً ما نجد المركز الغربي هو ابن العنق والذي يحاول اعادة الهيمنة والسيطرة، الموضوع مطول وشائك لهذا سأترك الحديث لمحاضر الجلسة". الكاتب والروائي سعد محمد رحيم اختار، أن يتحدث عن موضوعة محددة واحدة في هذا الكم المطول من موضوع علاقة الشرق بالغرب، وقال رحيم "إن موضوعة الترحال والتنقل بين الثقافات هو الموضوع الذي سأتحدث عنه، ذلك انه غيّر الكثير من المفاهيم ونقل الكثير منها من والى الشرق والغرب". العصر الحالي المعولم يستهين اليوم بالحدود التي ماعادت راسخة، فيذكر رحيم "أن الاسواق اليوم تنفتح على بعضها البعض، والاتصال اصبح اكثر سلاسة، والسياسات أيضاً انقتحت على بعضها البعض، رغم أن هنالك من يخرج ويتحدث عن صراع الحضارات وانعزال الثقافات ونجد أن مع طرح فكرة زوال الحدود والاستهانة بها والكلام عن العولمة والانفتاح هنالك انتعاش للأنظمة الفاشية". ومن منطلق لنعرف نفسنا يجب أن نعرف الآخر يذكر المحاضر "أن مسألة الهوية والنظر الى الآخر هي مسألة مركزية للطروحات الفكرية بين الشرق والغرب، ذلك أن نظرة الآخر لنا تؤثر في معرفتنا لأنفسنا". الكثير من المفكرين حققوا ما يعرف بالترحال، أو قد يكونوا نشأوا في بيئة ما وينتمون لها، ثم عاشوا في بيئة أخرى وتأثروا بثقافاتها، قال سعد محمد رحيم "إن الكثير من الثقافات المغلوطة في الغرب والتي تصل الى الشرق وبالعكس، وإن هؤلاء المفكرين الرُحُل، يقومون بهذه الرحلات الثقافية ويحملون معهم الصورة الصحيحة لتصحيح الصورة المغلوطة". من بين هؤلاء المثقفين هو ادوارد سعيد، الذي ركز عليه المحاضر قائلاً "إن الثقافة تُشكل وفق اطار تاريخي وتحولها يحدث لاحقاً بتضارب مصالح شتى، وتبدأ فترة الانغلاق والتغلق وغيرها، فكل ثقافة هي صورة معرفة تتلوث بطروحات الساسة، وعند التركيز على الشخصيات الثقافية، نجد أنه أسس مصطلح البنيوية ووضعها مقابل المنهج البنيوي، واستطاع ادوارد نقل هذا الاصطلاح لمجال ثقافي أعم عندما درس الاستشراق وباقي الموضوعات ضمن اطار اهتماماته". أيضاً نجد أن ادوارد سعيد، يقارن بين ماركو ابولو الرحال وبين روبنزو كروزو المستعمر، ويشير رحيم لهذا المقارنة قائلاً " يدعو سعيد للمثقف الرحال لا للمثقف المستعمر، ذلك أن الرحال لا يخذله حسن تقديره للوقائع، فالترحال بين الثقافات لا تُعدّ غزواً لذا فإن المثقف الرحال يلهم لمعرقة الذات وكل ثقافة بحاجة لنظرة الآخر للتخلص من اوهامها ومن هنا يجب أن ينعطف التفكير للمثقف المنفي، فيشير له موقعه للإشراف على فضاء ثقافي حر وترجمي". المحاضرة كانت غنية بموضوعات كثيرة خاصة بالعلاقة بين الشرق والغرب ثقافياً، شهدت المحاضرة مداخلات عدّة منها مداخلة الأمين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ناجح المعموري والذي قدم العديد من الملاحظات الخاصة بالمحاضرة قائلاً "محاضرة اليوم مهمة جداً وهي تجربة جديدة لمنبر العقل اتمنى أن تتكرر لأهميتها، ملاحظاتي لن تكُن تراتبية، بل حسب اهمية ما اعتقده مهماً لطرحه، ولنبدأ من ادوارد سعيد، باعتباره أحد أهم وابرز واخطر الاسماء الفكرية والمعرفية في العصر الحديث، وقد يطرح لنا المستقبل ما سنعتقده مجاور لادوارد سعيد، فحديثه عن الاستشراق جاء منتجاً للعلاقة مع السلطة". فما توصل له ادوارد سعيد لم يكن من نتاجه بل هو الحلقة الاخيرة من سلسلة حلقات معرفة تجريبية، وقد كانت نتاجات قناعاته كما ذكر المعموري " اخذ ادوارد سعيد من ثلاث قواعد معرفية هي قاعدة نيتشا عن قوة الإرادة، وقاعدة فوكو وكلاتشي، فتوصل الى اهمية الدرس هذا الذي حصل عليه عن علاقة الشرق بالغرب مع بعض التحفظات التي جاءت حول طروحات ادوارد سعيد". أما عن موضوعة الهوية فجاءت ملاحظة المعموري قائلاً " لدينا مئات الهويات، ولكل مكون ميزة ونظام ثقافي خاص به وما يحصل اليوم من صراعات ناتجة عن صراع الهويات التي هي عبارة عن تكتلات وهمية وتخيلات متكتلة لهذا ذهبت هذه التكتلات للقتل والدمار متناسين أن القوة لا تأتي بالسلاح بل بالثقافة".