صدور العدد الرابع للعام الثالث والستين من "مجلة الأديب العراقي" بطبعة غنية بالجمال
يوم اللغة العربية فعالية مشتركة بين اتحاد الأدباء وكلية التربية في الجامعة المستنصرية
اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض العراق الدولي للكتاب
اتحاد الأدباء يبارك للأدباء الفائزين بجائزة الأبداع العراقي والمكرَّمين بقوائمها القصيرة..
الشعر والأدب الساخر محاور جديدة طرحها اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
الأجيال الأدبية والمسرح الجماهيري أهم محاور اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
(١٥) كتاباً جديداً يصل لجناح منشورات الاتحاد بمعرض العراق الدولي للكتاب
-1-
من موته المؤجل / استيقظ في زقاق الرماد مندهشاً / تلمس أكفان أصابعه المنقوعة بالدم كانت لؤلؤة القبر تدير الراح على زوبعة الأفواه / وتلعن زمناً صار الأعمى فيه ضبعاً مذؤوباً / يا ضيعة النساء ! / السحنة لن تفتح مائدة للدود / وخيط التابوت الذي قيس على شبرك يا بروكوست / ما عاد يداجن ليكون البيت أو الموت أو المقهى / خمسة أعوام وقلبك تنورٌ يهدج فيه الفيءُ يمج الحقد على غيمات عجلى ستطيل الهمس بلا جدوى / في جذع النخلة هزي يا ضلع العازر بلحاً / حوّاء اختصرت فتنتها قوساً للفجر وطالت لتكون لنا العاهرة المجنونة في القلب الأقدس / أو زنوبيا المجنونة باللجة أو بالهدهد وهو يخصمها في ( اللات ) ومعنى النفي وخلود الروح / والعازر في محنته يرهنُ شيباته ليصبغ لحيته من دنس العمر بقطران أزرق ودهان عتقها الماضي / يا العازر خذ من كفن أدماه رعاة الوهم وقل : باسمك اللهم / ينخلع الأفق ليصير أثنين فالنصف لها والنصف لك / وأنت في المحنة خيط من موت يتلاقفه الشعراء المجنونون فضلة كأس من ناب الأفعى / يالعارز يا زمن السبي / ها قد بدلت العتبات مقاسات الأقدام وتناسى الناقوس صدى الروح وصار العقعق بلبل (شنعار ) / فليخسأ عاقولك إن كانت شجرة ملعونة ستلد الغابات المرسومة بالتبر الزائف والطلِّ الراعف والليل الآزف / يالعازر انا نعرف سحنات الغرباء .
-2-
من تمر عظامك ستصير خمورك صرخة عمر ضاع / وأنت تمج دما / هل تعلم أن الكأس الملأى فارغة وهي تسوق الليل وتشرب من شخب الرمل وترسم أقواسا للنصر تزينها بجماجم قتلاك / كانت أرضك تصرخُ قيامتك الآن على نهدي نهر / من كفك يرغو العبث ليحرق فجر الماء / وينير لأخوتك المرد أرض التيه وقد أنزرعوا عوسجة للريح وصاروا أسباطاً / رهنوا الكبر / وباعوا الفأس كسروا القوس / هدموا الدار / حرقوا الحقل / بقروا الحبلى ثمناً لنشيد الغرباء الآتين بجرن ذهبي / ورنين فضي / وشراب نبوءة ( ارميا ) / ومازلت تغني / خذ من كأس لا يشربها إلا ( بعل ) وصل الآخرة / وعلق أجراسك في رقبة مصلوب على جسر ( الحلة ) / غنِّ لمزيد من قتلى الحقد الأخوي المرسوم على بيت الماء .
-3 -
العازر ليس الأعزب بين جياع اللذة / لا المتزوج في جيش العزاب / ليس الأنثى بلا طمث / لا الذكر يراود بطنين ذكورته ماء الجنة / ليس الميت بين الأحياء / لا الحيوان الأوحد في غابات الأموات / العازر كان ، يكون ، فكن / كيف نفسِّر طلعته الخنثى في المرآة ؟!
-4-
وحين دعاه الكهان الى مذبحة / ألجمه الخوف / وفكر في طعم الذبح / حمل المدية مهموماً قال : تبارك قاتلنا وهو يقود الغرباء على منضدة المجد / ليبنوا بحروفك يا ( شنعار ) الهيكل / وكانت طرقات الليل عاقرة ألا من جمع سكارى يتهدج واحدهم وينوح ليتبعه الجمع / يالعازر ! يا ابن الربِّ العذري كيف تدنسُ أيامك ببقايا الشجرة الملعونة ؟ / يالعازر لا معنى لرفيفك فوق العمر وموتك تلعنه دقات الساعة في منتصف الموت / إلا من يأتي ليقول كلمات الربِّ على سريرك يا ( بروكوست ) / بالحق يقول :
كن جلموداً فلقد كنت الكاذب دوما /
كن صهد الرمل فلقد كنت الحاقد دوما /
كن حندس كانون ، فلقد كنت الخائن دوما /
لا ينفعك اللهبُ ولا الظل في القر ولا الصيف /
يا العازرُ كن خنثى الأسر القادم ومت بالحقد .
-5-
أقدام عارية وقلوب خاوية وعيون كالموت / تدندن أغنية الصخرة وهي تقاوم طلع التوت على باب الفردوس / يالعازر ! أعبر نهر الموت ، قاربك الآن بلا ملاح والنجار يحارب في الغابة ! أشجار البلوط / يالعازر أعبر نهر الموت / أكفّ سود وأفواه جياع / ومياه تنثر لهبا / صرخات ثكالى وكهوف موصودة / أجساد محصودة / وطرق مرصودة / يالعازر ! أعبر نهر الموت /
-6-
كان العازر في نشوته المعهودة فوق سرير ( بروكست )
نائماً على دكة الوقت .
هائماً وهو يستمتع بنقيع التمر في آخر أسبوع الحقد .
حالما وهو يغني لنساء الريح والعازر داهمه الموت .
أختار بإصرار كفنه .
فلماذا اختار الأسود ؟!