صدور العدد الرابع للعام الثالث والستين من "مجلة الأديب العراقي" بطبعة غنية بالجمال
يوم اللغة العربية فعالية مشتركة بين اتحاد الأدباء وكلية التربية في الجامعة المستنصرية
اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض العراق الدولي للكتاب
اتحاد الأدباء يبارك للأدباء الفائزين بجائزة الأبداع العراقي والمكرَّمين بقوائمها القصيرة..
الشعر والأدب الساخر محاور جديدة طرحها اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
الأجيال الأدبية والمسرح الجماهيري أهم محاور اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
(١٥) كتاباً جديداً يصل لجناح منشورات الاتحاد بمعرض العراق الدولي للكتاب
كنتُ أُسقى وأُغنى صرتُ أسقي وأُغني
(كنتُ ) ....
حين تُداعب عيناي الطرقُ ، أقول فيها عشق الروح وافتتحُ ، في كفي غيمة ذكرى لا تعرفُ أين عثاري ؟! كيف احترق الظل ؟! ولا كيف نجا الأسى من الظن ، كنت أنازل أيام الأسبوع والعن سخف جداول ضرب التجار وعرائض سكرى تتآكل في الريح أسافل نخل يتهاوى حين يمس بجنون الطلع ، كنت أقاوم ما خلفه الفأس وما سكّره الشرك النائم تحت حصى تبكي ، كنت أرمم جسدي وأقول لجدي الكواز خلف دواليب الطين ، رفقاً بي يا جدي لا تضغط بأصابع جنياتك قلبي ...
تحطمنا الأيام حتّى كأننا
زجاج ولكن لا يعاد له سبك
(أُسقى) ...
بنقيع التمر ، بدنان العسل العذري بقناني الجعة على حافات الأنهار / بقوارير العرق المختوم بمهر مغشوش / بماء الجنة بمربى المشمش / وبروح التفاح / بشمس اجاص وكمثرى / بدالية ٍ سكرى وبتين / بمسيل مُرٍّ من ليمون وزبيب وسفرجل / بتوت مجانين ، بطلحٍ وبنبق / برمانات حمراوات سوداوات تخفق شفتي وتقول لهما : ما اعذب قبلاتك يا فاتنتي السمراء / اسقى برضاب سلسل حلو يتكسر في الخطوات العجلى في عهر الغابات العرجاء ، العوراء ، الورقاء / واذا ما اسرجها حلم سجنت اوراق هواها ، حملت ما يقذفه النهر وما يبكيه النجم في ليل طال قصيراً وقصرت خيمته حتى عاد كمرج في كف جراد / فاذا ما زلزلت الارض وفار التنور وصاح الغرنوق الاشعث : لاعاصم من امر الله / فمن يعطي الغابات ظلال العصفور ؟ ومن يمنح اوراق الحناء رداء الجوع / .
(وأُغنّي)...
بوتر الفجر الراعف لفاختة الظل وحمامة روحي / لبلابل سنمار وعصافير الوهم / بهدهد بلقيس / بالخطاف المهموم ببحر الهجرة والظلمات / بالشقراق وبالنورسة وبالبومة / بقبرة حبلى وغراب اعزل / وبلقلق " ديدبا " وهو يوقد ساعة منتصف العمر / بالعقعق والباز وبنسر الافق وصقر الرمل / بزرياب وفيروز وسعدي الحلي / سرب أغان في آخرة الصبوة / من علَّم الحصان نباح الكلاب ؟! / ومن يقاسم الحلوف خفقة الوتر ؟ / كنت اغنّى بالحرب وأطير مع السرب وارى غيري ينبش في الحقل ليلبس من قمصان الماء فرات الدم / ويُبل بأحزان خنثى أغنية تحبل من طين الياس / فلفنائي الأفق منتحراً خلف رداء القصبة / تلك التي سرقت من حنجرتي وتر السر فهاجت في عرقوبة راعي الموت / أغنية عذراء بلا ثديين / يرددها الضبع فوق شخير النار اليابس كجنين ملعون / يا بروكوست أفق فسريرك صار الكرة الأرضية / ملتحفاً بفراغ أحمق / اصرخ بالغابات العرجاء .
(صرتُ) ...
قوساً وكنت عصا / شركاً وكنت خيطاً سيفاً وكنت ريشة / صرخة وكنت صمتاً / دماً وكنت ماءً/ ثعلباً وكنت أفعى / ذئباً وكنت أرنباً / عقاباً وكنت حمامة / نسراً وكنت عصفوراً نسياً ومنسياً / صرت كان وكنت كن / ...
(أسقي) ...
طمي الماء / شجرة الزقوم ، مهل الأحلام / إذا أشرق في كفن الحزن أومأ للجرح فصار قصائد لا معنى لرسيس دخاني / فعولن فعلن ، فاعلن مفاعيلن ، فاعل ، مفاعلتان / ارقص وسط جنوني / لا يأس ولا إقواء لقلبي / دع خبز التنور يشرنق أضلاع الخيمة / لرداء الجوع رداء حصار/ لقطار أعمى يبكي وهو يرى سرب الأحلام يتهاوى حين يؤذن مدفع إفطار الموت / لشوارع قتلت من وقع الأقدام عليها /
ما أبهى كأسك وهي تعاند شاربها !
ما أضيق بابك خلف نسيج القار !
ما اكذب قولك والماء نمرٌ فوق المجرى !
أسقي غيمات دمي وأقول سلاماً : خلّب برقُك / حلم ماؤك / سم بُرّك / جوع عمرك / .
(وأغنّي) ..
لثلوج لا تبقي ما بين عيوني الا ترنيمة مجنون خلف ستار العمر / اغني منتحراً في صندوق الماء / زبدٌ ،، لبدٌ ،، عدد / يتقافز لفظي كأنين الطين / وصليل الخشب المأروض وهديل الورود / وعواء الأفعى في فردوس جائع / اغني تسقط كلماتي فوق ظلالي تفرش دربي وتعد الأرقام دماءً يتطرز في مخدعها الخلد موهوماً كعريس ما زالت تتنطر منه حشود الأبناء وصية زاد لم يتسن ولما في ليلة دخلته / اغني لكراس خدج / لحدائق من طلع جهنم لا تسقى إلا بالأموات / لرعاة الربع الخالي / لناقة صالح / لذئب غيابة يوسف / للحجاج الواقف فوق السوط / لجماجم تضحك وهي تردد أشعار الحلاج / لحناجر صارت طبلا في اسطبل العدائين / للثلج يقفز من نافذة النار / وللنار تحدق في صمت قصائدنا / لعربات تركب سائقها وتسوط راكبها وتعلف طرق الضوء نفاق الأحفاد / اغني من فرط بكائي فكأني ضيعت العمر كضرطة مجنون في سوق الصفارين ..
السوق ....
خاتمة الحزن وهجرة روحي وريفيون كأوراق (الكالبتوز) وريفيات برشوش المسك والعنبر والطيرة والملح والقرنفل / حضريون بلا اجساد فكأنهم أموات بلا موت / وأحياء بلا حياة / حضريات يتقافزن وسط طنين ذكورة اسفلت الصيف / خاتمة الروح ومتحف ايام لا معنى للوقت الا في وقع اذان الظهر / ريفيون وريفيات ، حضريون وحضريات وأطفال صاروا في الليل غوائل همّ لا ينفد / خاتمة العمر ، نهر الدهشة ، ومسيل كرى / وصمت الثرثرة فوق شريط هرَّبه الحالمون بالوان اخرى فوق دماء الصحراء / خاتمة الجذوة وقبور الاحياء / وبداية مهزلة العمر ...