مجلة الأديب العراقي - العدد (3) للسنة 64 -2025
صدور العدد الثالث للعام الرابع والستين لمجلة (الأديب العراقي)
جبران خليل جبران في اتحاد الأدباء
(لا بغداد قرب حياتي) إصدار شعري جديد لعلي حبش عن منشورات الاتحاد
(كشكول الأخرس) إصدار جديد لمحمد غازي الأخرس عن جماليات البلاغة الشعبية
منشورات اتحاد الأدباء تدعم مهرجان (الزعفرانية تقرأ) بإصداراتها..
الأدب النسوي ودوره في المجتمع في اتحاد الأدباء
قراءة في قصائد أجنبية مناهضة للحرب على العراق في اتحاد الأدباء
مهدي المخزومي في اتحاد أدباء العراق
عميد كلية الآداب بجامعة بغداد يشيد بمتحف الأدباء في اتحاد الأدباء
إلى أمي، التي علمتني كيف أكون نهرًا لا يُصطاد
١
كانت أمي تمشطُ الوقتَ بأسنانٍ مكسورة،
وتعصرُ ضوء النهار من قميصها لتكوي به قلبي،
تغسلُ وجهي بماءٍ قديمٍ
وتُرْقِدُني في حكايةٍ لم تنتهِ بعد،
كانت تقول:
لا أحد ينجو من النار،
لكنّ بعضنا يتعلم أن يرقصَ فيها.
٢
أمي لا تكتبُ،
لكنها حينَ تغضب
تُعيدُ ترتيب الكون،
وتسحبُ غيمةً من السماء
لتمسحَ بها دمعةً على خدِّ الغياب،
ثم تعتذر للشمس
لأنها سبقتها في النور.
٣
في صدرها،
زنزانةٌ للقلق،
تُطعمُها كلَّ مساءٍ من تعبِنا،
وتُغني لها حتى تنام،
أمي لا تنام
هي فقط تُغلقُ عينيها كي لا نراها تنكسر.
٤
كانت تزرعُ الشايَ في أكوابِنا،
وتسكبُ سُكّرها على كآبتنا،
تحملُ صبرَها كعكازٍ
وتتوكأ علينا
كي نستقيم.
٥
سألتُها مرةً:
أما زلتِ تبكين؟
قالت:
أبكي حين يضحك أحدكم،
كي لا يُصاب الفرحُ بالغرور.
٦
أمي لا تشبه الأمهات في الصور،
هي ترتدي الحنينَ كجلدٍ ثانٍ،
وتحملُ قلبها في كيسِ نايلونٍ شفاف،
تفتحه كلما احتجنا،
وتخيطه كلما انكسرنا.
٧
حين أموت،
ستُعيدني أمي إلى الحياة
بصحنِ عدس
ورغيفٍ ساخن
وحكايةٍ منسية
عن ولدٍ خاف أن يكبر،
فخبّأته في قلبها.