بين النبية والولي - جوانا إحسان أبلحد

  • 3-08-2021, 12:32
  • شعر
  • 675 مشاهدة

إلَّاكَ ولاغير.. والآتياتُ مِنْـكَ

رَهَـافَـة

وَ

رُقِـيٌّ

وَ

رَخَـاء..

أيا جدوى الواو وجَمَالِها لو عَـطَـفَـتْ على حُـلُمِي أكثرَ مِنْ رؤيا فردوسيَّـة لذيَّـاكَ العراق !

يا جواهرجـيَّـة الهَوَى هَلْ تُحبّينهُ أكثرَ مِنْي ؟

أتوَكَّـأ ذراعَكَ الحنطيَّة وأقول : أنتُّما الواحد الأحد..

كَمْ قُـبْـلـةٍ عَـجَـائِـبـيَّـة صنعتُ على جبينِ الوَطَن اليابس مِنْ خلالِ جبينكَ المُندَّى !

بَلْ نحنُ الـثَّـالـوثُ الصَّمَد، أنا وأنتَ والرُّوحُ القُدس !

الكُلُّ مِـنَّـا تَـألَّـهْ..

الواحدُ مِـنَّـا تَـوَلَّـهْ..

ياعراق الرُّوح القُدس، وكيفَ لا.. وأولُ روحٍ نُفِخَتْ مِنْ طينكَ !

ياعراق الرُّوح القُدس، وكيفَ لا.. وآخرُ روحٍ زُهِقَتْ على طينكَ !

يا جواهرجـيَّـة الهَوَى أنَّى لكِ يواقيتُ الـقُـبَـل ؟!

أتـواشَـجُ بثلاث هالاتٍ نورانـيَّـة حولَ رأسي وأقول :

هذا الأبهرُ يتدفَّـقُ بكُرياتِ الوَجْـدِ البيضاء، ثُمَّ تُساوِرُ اِحمرارَها بشريانِ لُقياكَ..

هَلْ عَرَفْتَ كيفَ أصقلُ يواقيتَ الـقُـبَـل..

تبرقُ عيناكَ وتقول :

بجاه الرافديْن أبتهلُ إليكِ بمَسْبَحَةٍ، أنْ تنفرطَ خرزاتُ قلادتكِ مِنْ قوَّةِ عِناقي !

تتجمَّرُ عينايَ وتقول :

بجاه الرافديْن أدعو عليكَ بقُـبْلَـةٍ، أنْ يذوبَ ثلجُ القُطب الشِّمالي بالتآلُفِ مَعَهَا !

فجأة، خبرٌ عاجلٌ بداخلي يقطعُ بثَّ الآياتِ إليكَ،

عاجل : قصيدة بمُستشفى الوَجْدَان المُريد تحتاجُ زُمرة دم جَوَى زائد !

يَنْصَهِرُ العابدُ والمعبود بـ نيرفانا الـقُـبَـل..

وأتدارَكُ العاجلَ بهذا المَزْمُور الرَّنيم..

نُواصِلُ التَّمَشِّي بأزقَّـةِ الرؤيا..

حتَّى نَصِلَ إلى ساحةِ التَّحرير..

وهُناكَ تنْحَسِرُ المسافةُ بَيْنَ المَلَكُوت والرَّهَبُوت !

وهُناكَ كُـلُّـكَ المجذوبُ يقول :

يا جواهرجـيَّـة الهَوَى، أحجارُ الشِّعرِ الكريمة تـتـبَـدَّى عليكِ..

هَلْ ليَّ أنْ أُداعِبَ ياقوتَ خدّيْكِ ؟

بَلْ توَشَّحْ بحافتِهِ الحمراء، لأنَّهُ رديفُ الياقوت الأحمر، وأعجَبْ !

هَلْ لي أنْ أتحسَّسَ زُمُرُّدَ قُرطيْكِ ؟

بَلْ رَفرِفْ بأجزائهِ الخضراء، لأنَّهُ شبيهُ الزُّمُرُّد الأخضر، وأثمَنْ !

هَلْ لي أنْ أتلمَّسَ كوارتز كَتِفيْكِ ؟

بَلْ اِمسَحْ دمعتَكَ بقطعتهِ البيضاء، لأنَّهُ قرينُ الكوارتز الأبيض، وأرهَفْ !

هَلْ لي أنْ أتمَلَّى عقيقَ عينيْكِ ؟

بَلْ رتِّـقْ الفَـتْـقَ بأطرافهِ السوداء، لأنَّهُ نظيرُ العقيق الأسود، وأعتى !

فجأة، سَقَطَ العَلَمُ مِنْ يدِكَ، ولَمْ تلحقْ أنْ تُنقِّبَ عَنْ أحجارِي الكريمة بمَنْجَمِ ألوانهِ..

قالوا : لفَّوكَ بهِ وشيَّعوكَ كَـآخر الأولياء إلى مَرْقَدِكَ..

قالوا : الدُّخان الذي تصَاعَدَ مِنْ صَدغِكَ تصيَّرَ بخوراً ثميناً على مَرْقَدِي..

33 / تشرين الثالث / ألفين وَ نبوءة

ملبورن/ استراليا