وطني

  • 24-07-2025, 14:06
  • شعر
  • 23 مشاهدة

(( وطني ))


وإن أساءَ الأقزامُ

البَوّالونَ على أعقابِهمْ

بعضُ قُمامةٍ وبقايا عَفَنٍ

وطني الثُرَيّا

وإنْ ألقَوْكَ في الجُبِّ إخوةَ يوسفَ

لا غرابةَ فقدْ اعتادوا

كذئابٍ آدميةٍ تنهشُ لحمَكَ التَرِفَ

وما زالوا

أيها الوطنُ المُعافى دوماً

تبقى الأجملُ مِمَّن قَدَّتْ قميصَهُ زُليخة

يا زهوَ الشرقِ حيثُ الشروقِ الأبهى

عمَّدتُكَ بمسَلَةِ حمورابي من عينِ الحُسّادِ

رششتُ فوقَ رأسِكَ الشامخِ ما تبقّى من ماءِ الأهوارِ

قَبَّلتُ نخيلَكَ المرفوعَ الهامِ نخلةً نخلةً

يا فريدَ الشمائلِ والصفاتِ

آمنتُ ببلاغةِ جنوبِكَ السومريِّ والدَلَّةِ والفِنجانِ

أحببتُ رقصةَ الجوبي والدبكةَ الكرديةَ

تحملني الغيرةُ العراقيةُ حيثُ الرجولةِ النادرةِ

الكرمُ بصمةُ شرايينِكَ النابضةِ بالمحبّةِ

أنتَ منتهى الرغباتِ

مِنَ الناعورِ إلى الثورِ المجنحِ

أيها الفاعلُ المُدهشُ عِبْرَ التاريخِ

ضُمَّني حيثُ تشاءُ

فإنِّي دونَكَ غريبٌ أبحثُ عنِّي فيكَ

حُثَّني على المرورِ عِبْرَ بواباتِكَ المُشرَعاتِ

بوابةُ عشتارَ تُحييني تحيّةً بابليّةً

أجدني أرفعُ هامتي

الملكُ نبوخذنصرُ يمرُّ بموكبهِ المَهيبِ نحوَ معبدِ الإلهِ مردوخَ

بابُ الشرقيِّ حيثُ ثورةُ الفقراءِ تُضيءُ نُصْبَ الحُريَّةِ

بابُ المُعَظَّمِ تُوَدِّعُ الجنرالَ مودَ مهزوماً بالفالةِ والمكوارِ

أبوابُنا لا تُغلقُ بوجهِ السائلين

يا وطني الباحثَ عن نبتةِ الخلودِ

منذُ كِلكامشَ والطَيِّبِ الذاتِ أنكيدو

خالدٌ أنتَ دونَها

يا وطني القاهرَ الغزاةَ منذُ آدمَ

يا بلدَ الثائرينَ على الطغاةِ

يا بلدَ عليٍّ والحُسينِ

يا بلدَ المتنبي والجواهري

يا بلدَ النقيبِ حارثَ وأمِّ قُصَي

يا بلدَ تشرينَ قبلَ سرقتِها من أحزابِ السلطةِ

صبراً فإنَّ موعدَكَ السيادةُ غيرَ المنقوصةِ

أرضُكَ مقابرُ للغزاةِ

أرضُكَ سيفٌ يقتصُّ منَ السُّرّاقِ ولو بعدَ حينٍ

أرضُكَ حُبلى

أرضُكَ المعطاءُ كُلِّي، أيها الوطنُ


... جَنان السعدي ...