كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، بمناسبة الاحتفال الذي أقامته رئاسة وزراء العراق بمئوية الشاعرة نازك الملائكة

  • 25-05-2023, 20:13
  • وكالة الأديب العراقي
  • 247 مشاهدة

 ألقاها مساء يوم الأربعاء ٢٤ أيّار ٢٠٢٣ في مسرح الرشيد الشاعر عمر السراي/ الأمين العام لاتحاد أدباء العراق :

دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم.. 

السيدات الجليلات.. 

السادة الأجلّاء.. 

أصحاب الثقافة والمعالي والسعادات.. 

أيها الحفل الكريم.. 

طاب مساؤكم بالخير والمحبة والسلام.. 

وبعد.. 

إنّه لشرفٌ كبيرٌ اليوم، أن أقف بين أيديكم متحدّثاً باسم أرباب الكلمة الحرّة والأصيلة، الذين جادوا بعملهم من أجل مسيرة ثقافية مهنية ومثابرة، تخدم الوطن وتُعلي شأنه. 

فأن نكون في بغداد محتفلين، هذا أمرٌ يعني الكثير، إذ ليس كمثلها أمٌّ تحتضن القادمين إليها، وليس كمثلها حضنٌ رؤومٌ يحتفي بالجميع، وأن نكون مجتمعين من أجل نازك الملائكة، رائدةِ الشعر العربي الحديث، فإن مساحاتِ البهجةِ تعلو لتعانق السماء، فبلدٌ أنجب نازكاً؛ ظل قوياً بوجه كل عواتي الدهر، وبلدٌ أنجب الملائكة؛ ظل عصياً على الشياطين التي تحاول ان تثنيَ لواءه. 

وهذا اللقاءُ المباركُ دليلٌ حيٌّ على عودة الروح إلى نصاب جسدها، إذ لا نهوض للأدب العربي إلا والعراقُ هو الرائدً القائد، واليوم، وانطلاقاً من هذا الحدث المهم، يعود وطنُنا ليعلنَ عن وجوده الدائمِ أعلى قممِ الدول المتقدّمةِ في ثقافتها، والجاذبةِ لكل العقول في رحابها. 

السيدات.. 

السادة.. 

لقد ولّى زمنُ الظلام بصبرِكم، فاستقبلوا الضياءَ الذي صنعتُموه بمشاعلكم، لتوقدوا القلوبَ كلَّها، فأنتم الجذوةُ وأنتم النور، ولقد كان السلاحُ الأمضى الذي دحر به العراقُ كل الخراب، هو السلاح الثقافي الذي أنتم أهلُه.

لقد بادرت القصيدةُ لتكون درعاً ضدّ السهام، وعلا السردُ ليدوّنَ البطولات، وسما النقدُ ليرسمَ الطريقَ للباصرين، واحتفالُكم اليوم هو احتفالٌ بالحداثة والتغيير والولادة، والموازنة بين أصالة التراث، وبين جموح التطور،

إذ ليس كتجربة الرواد وعلى رأسهم نازكُ الملائكة مثالٌ لهذه الموازنة المطلوبة. 

وها نحن اليوم بعد مئة عام من ولادتها، نقفُ وقفةَ وفاء لها، وهي تضعُ ابتسامتَها ملاذاً ضدَّ الأفول، وبلسماً للجراح، وهذه هي عادةُ الأممِ الحيّة، أن تقدّر رموزَها لتستمدَ الطاقةَ نحو المُضيِّ قُدماً للمجد. 

لقد وعد مثقّفو الوطن، وأوفوا وعودَهم بأن يكونوا موازينَ للحقِّ والعدل، وأسفر حصادُ ما قدّموه نجاحاً عمّ البلاد، وفكّروا واستمرّوا وثابروا وآن زمنُهم في البناء الذي لم يغادروه. 

فشكراً لهم عراقيين أصلاء، ومواطنين صالحين.

يا أدباء بلد الحضارة والشموخ.. 

نزفُّ لكم بشرى وردت إلى اتحادكم أمسِ، وهي كتابٌ من من مكتب دولة رئيس الوزراء المحترم، بأن نرسل لدولته خطّة الاتحاد فيما يخصّ المهرجانات في كل مدن الوطن، لتبادر الحكومةُ بدعمها، اللهمّ اشهد، إنها المرةُ الأولى التي نشعرُ فيها بهذا الاهتمام، فقريباً ستتحقق أمنياتُكم بأن تكون لكم مهرجاناتكم التي طالما حلمتُم بأن تجد لها ثباتاً مستمراً، ووجوداً مدعوماً، والشكر كله لدولة رئيس الوزراء وهو يُعنى كل العناية بأدب الأمة، ويفتح بوابات الدعم لصناعة المواقف واستلهامها من أفكار المثقفين، فقد بانت الملامح لخطة ثقافية كبيرة من شأنها أن تضع شريحة الأدباء في موقعها السامي، فشكرا ألف شكر، وطوبى لمن حقق أمنيات الكتّاب عبر منحهم ما يستحقون من حياة كريمة، ومنافذ تغذّي وعيهم، وكلنا ثقةٌ بأنَّ عملكم السامي سيثمر عن دعم أكبر لكم، فأنتم خيرُ أبناءٍ لخير آباء. 

والشكر للشاعر د. عارف الساعدي، المستشار الثقافي لدولة رئيس الوزراء، فلولا روحه الدؤوبة لما تحقق هذا العلوُّ الثقافيُّ الذي يبشّر بمقبل ناصع، فبتفانيه وقُربِه من الأوساط الثقافية كلها صنع الفارقَ، وجلب الاستثناء، فهو ابن الاتحاد البار، والمختارُ لكلِّ مأثرةٍ، ويدُ الاتحاد معه أينما حلَّ تعاوناً وجهداً، كما وهبَ صافيَ أنفاسه للمثقفين. 

والشكر لكم أيها الأدباء، يا من تحدّيتم ومازلتم فاعلين عاملين من أجل وطنكم وأهلكم وناسكم ومن أجل الإنسانية جمعاء. 

اشحنوا أقلامكم فدوركم ريادي في مرحلة البناء التي ابتدأت، والوعد أن يظل اتحادكم مساندا ومعاضدا ومبادرا، وأن يظل معكم وبكم خير داعم لمسيرة الارتقاء. 

اغمضوا أعينكم لمحةً، وافتحوها سريعاً، ما هو إلا وقتٌ قصيرٌ وسترون ثمار إبداعكم، وافخروا فأنتم اليوم خير ممثلين للحضارة التي تفجّر على هذه الأرض. 

أيها الأحبة.. 

من نازك الملائكة مبتدانا، ولها القول دائما وابدا، 

اذ لا أروع من جمعكم هذا في رحاب خلودها المستمر. 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. 

بغداد - ٢٤ أيّار ٢٠٢٣

#الأدباء_نبض_الوطن