طَغَى بِهَا الخَصرُ ، و الرُمّانُ مَحبُوسُ ..

قَميصُهَا حَاجِبٌ ، و العِقدُ جَاسُوسُ ..

بِكامِلِ الجُرمِ و الإغوَاءِ لَو قَدِمَتْ..

كأنها حينَ تَغوي النَاسَ إبليسُ ..

مَواسِمُ الكرَزِ المَفضُوحِ أحمَرُهُ ..

بَدَا لَهَا مِن شَفيفِ الثَوبِ تَرْويسُ ..

مَا جَاءَ مِنْ غَزَلِ الأشعَارِ وَاصِفُهَا ..

وَ ما تَنَبّأ فيهَا قبلُ قَاموسُ ..

صَغيرَةٌ ، وَ بَيَاضُ الوَجهِ يَفضَحُهُ ..

خَالٌ تَرصّعَ فوقَ الخَدِّ ، مَغرُوسُ ..

عَينَانِ ، ما رَأتِ الدُنيَا بِوِسْعِهِمَا ..

وَ حَاجبٌ مِثلُ قوسِ اللهِ مَعكوسُ ..

وَ رَصْعًتَانِ عَلَى خَدّينِ مِنْ عَسَلٍ ..

نَبيذُهُ بِدِنَانِ الخَمْرِ مَغمُوسُ ..

خَصرٌ تَمَايَسَ فيهِ الغنجُ ، وَ اكتَمَلتْ ..

بِهِ الأنوثَةُ ، يُغري فيهِ تَقويسُ ..

لَو مَاسَ أهيَفُهَ المَمشوقُ مَعصيَةً ..

لَتَابَ عَن رَاهِباتِ الديرِ قِدّيسُ ..

كأنّهَا القُدْسُ ، كلّ الكونِ يَعشَقُهَا ..

تَغَارُ مِنْ عِطرِهَا المَسحورِ بَاريسُ ..

أنثَى مِنَ الزَمَنِ المَخفِيّ أرسمُهَا ..

قَلبي بِهَا دونَ كلّ النَاسِ مَهووسُ ..

وَ تَصطَفيني ( نِزَارًا ) في تَغزِّلِهَا ..

مَعشوُقَتي تِلك في الأحلامِ(بلقيسُ)  ..

جعفر الخطاط