قحطان جاسم جواد.. البحث عن وجوه الحياة - شوقي كريم حسن

  • 9-11-2020, 00:01
  • نقد
  • 1 009 مشاهدة

*مبكراً حدد غاياته، حلم بأن يحاور الزرازير، ويغرد مع البلابل ويبني اعشاشاً من بهاء لكل تلك الالحان التي شغلته بعذوبتها، الوالد الذي يحمل رقماً تاسيسياً اول في الجندية العراقي وفوج موسى الكاظم كان يعد السادس عشر، ظلت لحظات التأسيس هذه تلاحقه مع كل تقدماته حتى وصوله الى رتبة ضابط بارادة ملكية، بين حدة الجندية وانضباطيتها وليونة الحلم المصحوب بالدهشة كان الولد يرنو الى المسافات التي ستقله ذات حلم الى مبتغاه، الصحافة ايام اذ مهنة اللهاث والانتظارات الملوحة بالقسوة، اختار قحطان جاسم جواد.. كيفيات البدء بالحلم وحدد ماهيات تكوينه، نمت رغبته ضمن حدود اللقاءات التعريفية مخترقا بيوتات الفنانين والادباء والمشتغلين بعنوانات الجمال، وقد نجحت مهمته ، مع تطور ادواته الكتابية ونمو معارفه، وتنوعها بشكل ملفت للانتباه، لم يستقر عند مطبوع واحد، لانه يرغب بالتنوع ويبحث عن التميز والاجتهاد، عظمت موارد تاريخه، فأختار المباحث الاجرأ والاهم، دون داخل مطبوعات كتبية سير حياة ممهورة بالقسوة اعلنها اولاً بحضور الفاعل النقدي الراسخ عزيز علي، بدت المهمة صعبة، وتحتاج الى مدخل ذهني  اكتشافي، يعيد لعزيز علي الذي قضى سنوات طويلة في سجن محفوف بالكونكريت والاحزان، كيف نبدأ ، كان السؤال يعيد ترتيب المطمورات التي حاول عزيز علي اخفائها، في الحياة ثمة الكثير من الدسائس والخبايا والمحظورات التي لايمكن الوصول اليها، اسرار يعتبرها البعض مقدسة رغم قبحها وجبروتها، هذا المدخل نفض الغبار عن روح عزيز علي وحركها بعد ان كانت تتحفز الى الركود، مهمة قحطان جاسم جواد، نجحت بقوة، ومعها تطورت حيثيات الاشتغال النبشي الذي خلص قحطان من بعض رتابة الكتابة الصحفية الاستهلاكية، صار يبحث عن المغاير ليعطي لوجوده معنى، حطب الصحافة اوهام المشتغلين ضمن اتونها المرعب، هي نار تصرخ هل من مزيد، ولكنها تعطي من يتعامل معها بحذر ودربة وضوح، علو في الفهم والتقصي، صار الصحفي نباشاً من طراز رفيع توجته احفورياته مع المبهجة اللذيذة عفيفة اسكندر، بدقه محترف اعطاها مفاتيح الاستذكار، احذ باصابعها الرقيقة الى حيث الموصل، والام المغنية والزواج المبكرْ، وعاد بها الى شدو بغداد وثقافتها المعرفية التي اثارت جدلاً جعل من بيتها مجلساً ثقافياً تحرص على ديمومته وادامته، هكذا ترسخت الفكرة ايضع كل افكاره حيز التنفيذ، ما يجعل متلقيه يصاب بالادهاش فعلاً هو مواصلته وعدم تركه كل شاردة وواردة تعلن عن ثقافة وحياة، اعطى قحطان جاسم جواد ، لوجوده الاعلامي اكثر من علامة تميز، اخذته الى حيث عوالم الادب والادباء والفن وملهماته، وطفولة الصانعين للجمالْ، تكررات لايجيدها احد غيره، ولا ينتبه اليها احد سواه، حريص على الفعل اكثر من القول، ومعلن ذكي عن وجوده الذي بات يلفت الانظار ويشار اليه بحب وامتنان، قحطان جاسم جواد... سيبقى الظاهرة الاهم في الاعلاميات العراقية التي جرب الاشتغال بها ومعها وخرج بفرح ووجد وهيام وحلم يتسع كلما اراد وتمنى!!