قد جفاني الخليل - وليد حسين

  • 24-10-2020, 19:39
  • شعر
  • 1 333 مشاهدة

في فمي سِفرٌ ..

من صحائفِ أمسِ

وعويلٌ لنادباتٍ ورَمسِ

وحياةٍ .. بين اصطبارٍ تلاشتْ

قصّتي خجلى

في احترازٍ وهمسِ

وأنا مُسرِعٌ بأدنى صهيلٍ

قد تخطّى الصدى طلائعَ قوسِ

قد كبا قَيّمٌ ..

يودُّ لحاقاً

والمدى شاسعٌ ينوءُ برأسي

لم تزلْ .. بيننا منابرُ وعظٍ

تدّعي الشِركَ في دكاكين بَخسِ

ذاكَ بَعثٌ..

يحتاجُ ألفَ دليلٍ

كشهيدٍ ومبهرٍ دون لَبسِ

في فراغاتٍ لن تسدَّ بِلَمزٍ

تَفضحُ الدينَ إنْ ثوى بين هَرسِ

هل أماطَ اللثامَ ..؟

ممّن تَوارى

عن خبايا الرؤى بلغطٍ ودسِّ

وتجنّى عليَّ مَحضُ ادّعاءٍ

قد قَضى أمراً في سِنانٍ ودَلسِ

ليغورَ الرواةُ دون احتِرازٍ

في لظىً موغلٍ بريحٍ ونحسِ

أيُّ وغدٍ ..

يبيحُ سفكَ دِماءٍ

وانتصاراً لحاقدٍ منذُ خَلسِ

والبلى طاعنٌ يهيمُ مِراراً

هل تردّى ..؟

بلا شعورٍ وجَرسِ

إذ أغارَ البلاءُ ..؟

حينَ ضياعٍ

واسترابَ الورى بنفيٍ وحبسِ

وجلاءُ الرياحِ يومَ هبوبٍ

عن رعيلٍ من حبيبٍ ونفسِ

قد جَفاني الخليلُ بين اعتقادٍ

ويزيدُ الخلافُ قوّةَ حَدسي

وأطالَ الوقوفَ في طيِّ لجٍّ

شاكياً في الأسى قواعد رَكسيِ

يا سماءً ..

أحتاجُ ومضةَ ضوءٍ

والضبابُ الكثيفُ ساحةُ دعسِ

والنوى ما أخفى شيوعَ المنافي

واندثارُ الضياءِ حالةُ بؤسِ

وحقيقُ الأمرِ المعنَّى تَرامى

في سماواتٍ لم تلدْ غيرَ قُدسِ

فليكنْ لي ملاذُ عمرٍ تبقّى

في ابتهالٍ من دون فوتٍ ويأسِ