أمام حبل المشنقة - رضا السيد جعفر

  • 19-10-2020, 19:56
  • شعر
  • 962 مشاهدة


          (١)
أيّها الهواءُ كيف لي أن أحبّكَ و أنتَ لا تنفكُّ تُذَكّرني بحاجتي إليكَ على مدار الشهقة !!
كيف !!
و أنت لا ترى من رئتيَّ هاتين أكثرَ من إسفنجتين بائستين لاجترارِ مزاجكَ الزَّنِخ من دونِ اعتراض !!
دون أن تحفلَ بغابات الحسرةِ التي تتناسلُ بهما مع كلّ خيبةٍ يتآكل منها هيكليَ العظمي -دون اعتراضٍ أيضاً -!!
ما أجمل أن أفوزَ بفرصةٍ للإستيقاظ من هذا الحلم المزعج الذي تغرزُهُ في وسادتي على شكلِ حياة .
أتذكرُ قريبيَ الشابَّ أيّها الهواء ؟؟
كم توسلّ إليكَ أن لا تعبأَ بهذيان الرصاصةِ في رأسِهِ
و أنتَ تغادرُ قفصَهُ الصدريّ كما تغادرُ الزوجةُ الخائنةُ فِراشَ زوجِها المُغَفّل !!
أيّها الخدعةُ المبتذلةُ كشمسِ الصيف لن يختنقَ بكَ ظِلّي بعد الآن .
 سأجمعُ ما تبقّى ليَ من الفضاء و سأضعُهُ في قارورةٍ لا تنخدعُ بسُعالِ الناجين و سأكسِرُها أمامَ عينيكَعلى هذه المنصّة .
          (٢)
أيّها الربُّ لن نتخاصمَ بعدَ الآن على طريقتِكَ بالردّأو قدرتِكَ على السكوت و أنتَ ترى حصّتي من العمرِلا تكفي ذبابةً سعيدة !!
ربما نعمل معاً كفريق للحدّ من طنطنةِ الأعمار البائرة .
حينها سأرتدي حكمتَكَ الطريّةَ كأصابعِ الأطفال لأمسحَ ترابَ الخيبةِ عن وجوهِ الصغارِ بالنيابةِ عن آبائهم المتفسّخينَ في مقبرةٍ ما .
أيّها الرَّ .