نصيف الناصري... وظيفة السرديات الشعرية

  • 11-09-2020, 19:09
  • نقد
  • 1 097 مشاهدة

* نصيف الناصري، الولد المرتبك دوماً، الحاس الى حد الهلع بالخوف من مجهولات كانت ترافق خطوه، الباحث عن فكرة وجود، عند حافة مدينة الطين، والخرافات، كان يغمض عينيه ، عله يطير صوب باب المدرسة التي لاتبعد غير خطوات قهر، لكنه يرضخ لفشله، حتى امسك اللحظة ذات صدفة، ليبدأجنون السؤال، الشاعر المتمرد، أخذ بوجوده صوب امكنة، مملؤة بالاسئلة، ثمة الكثير من الوجوه التي ادمن النظر اليها، ومحاولة استفزازها، كان يكتشف الأسماء بحرفية الباحث، مثل غراب مقهور، يتنقل من حداثويات سركون بولص ، الى حيث تحديات سليم بركات، ومن محج انسي الحاج، حتى تراكمات خليل حاوي الممتحنة بالخراب النفسي، هو يبحث عمن يأخذه ناحية الخلاص، لكن اضطرابات الحرب، وولوج كهوفها اصابت نصيف الناصري، بالجنون، مثله لايحبذ ان يكون اضحية لاحتفالات القائد، كان السؤال الذي دفعه الى الفرار... لم يتوجب ان يموت شاعر ليحيا الوطن.. كيف تحيا الاوطان دون شعراء، كان الاجرأ في الفعل، والأكثر حدة من ابناء جلدته الجيلية، لهذا ركب الامواج بتيار معاكس، نص الناصري، ثقيل، معافى بصوره المضطربة، وغير المتوازنة بمرات كثيرة، والتي لاتبحث عن عموميات التلقي، بل عن الاخص من الخاص، تتوافر نصوص الناصري، على تحديات ثيمية ، تربك العقلية المتابعة، لأنها تسحبه الى دلالات وشفرات غير معروفه، عالمه واضح من الخارج تمام الوضوح، لكنه ضاج، ملغوم بالمغاير المحطم لكل الأرثيات الشعرية، لايميل الناصري قط، الى اعتياديات الاشتغال، ولايمكن ان يشعر بالخدر ان لم يحطم وعي المتلقي وارثياته، هذا الفهم الخاص، وضع نصيف الناصري، امام امتحانات صعبه، خاصة قبل ارتحاله صوب مجهول المدن، الشعر ايام التحدي، والانهزامات كان منبرياً، وقريب من الهم السياسي، فيما كان الناصري، يهشم هذه الأرضيات دون انتظار اشارة من احد، لهذا ماتفقت نصوصه مع السائد، ففر بها، وفرت به الى امكنة، كان يظن انها قد تمنحه الالفة والطمأنية، لكنها ومع خيارات الابتعاد، منحته الشعر الذي كان يحلم به، ويرغب باشاعته، مع فقدان واضح للمتلقي، الذي يشكل الارضية المعرفية الجمعية، صار نصيف الناصري، يدون كل ما يخرجه عن المألوف اليومي، لكنه ماغادر الحرب وتفاصيلها، وخذلاناته الأنسانية، وشعوره بلاجدوى من الوقوف عن بوابات انتظار الخلاص، اهمل الناصري، فكرة المخلص، حتى انه ادمن السياحة داخل المواضي الحياتية، ليس ثمة من نص لنصيف الناصري، لاتجد فيه حنيناً صاخباً، واماني ضالة معبأة بدهشة المسعى واضطراب الافعال، لم يستطع الناصري، ايجاد منفذ لخطاب شعري، غير تبنية البناءات السردية التصاعدية، يشيد النص وفق هرمية يختارها لتكون خط شروعه، وخطو وجوده هو، لاشيء داخل هذه الشعرية المغايرة سوى نصيف الناصري ذاته، هو المدون العارف لكل شيء، وهو الباحث عن اوهام ماعاش وشرور الاتي، وهو الراغب بأن يمنح العالم ، هوية انسانية جمعية، مغايرة لانتكاسات ماعاش، وما يمكن ان يعيشه في قابل ايامه، لم التجأ الناصري ، الى هذه المغايرات، اهو الخوف الكامن في اعماقه من الارثيات التراكمية للشعر العربي، الذي يشكل ضغطاً على تحربة الناصري الشعرية والحياتية بكاملها؟

اهي الحاجة الى اشاعة الغرابة المهشمة للوعي الجمعي، وبناء خصائص وعي مغاير؟

ام ثمة ماهو اخص من هذا، ماكان نصيف الناصري ليتميز لولا غربته وابتعاده عن ضجيج الشعرية العراقية التي امتهنت ذكريات الحروب والجوع والحصار، وقراءات لغير المألوف من التأريخ العربي والأنساني، الذي تبنى نصيف غير مألوفه وراح يشيد على غراره، نصوصه المثيرة للاسئلة التي لاتنتظر الأجابات ولا تسعى اليها، نصيف الناصري قارة شعرية،تسكنها كائنات تعيش الحياة بحسب مفومات المقلوب وغير المرغوب، لهذا يحتاج الى فتوحات قرائية جديدة، تسعى الى ان تعرف بماالذي له وماالذي علية، وتلك مهمة النقدية العراقية، التي ابتعدت عن الناصري واعتبرته هجيناً لايحتاج الى تعريف وتفحص، وهذه علامة من اعمق علامات الانكسار التي اثرت في الناصري، وجعلته لان يرتمي بين احضان خاص الخاص من التلقي، ويدون مايشاء دون الاكتراث لمعوقات قصيدة النثر، وعدم ثباتها؟!!