فمٌ من رماد

  • أمس, 16:34
  • شعر
  • 10 مشاهدة

فمٌ من رماد،،، 


نعيشُ العُمْرَ

كَيْ نَنْعَم،

وقد نَسْمُو

وقد نَهْرَم،

وإنْ ضاقَتْ بنا الدُّنْيا، نُطَلِّقُها ولا نَنْدَم،

وقد نُرْجَم،

ونَبْعَثُ من رمادِ الدَّهْرِ أَحْلامًا من المَنْفَى

تُنادِي موتَنا المُبْهَم،


نَشُدُّ الصَّوْتَ من فَمِنا،

وإنْ خَذَلَتْ خُطانَا الأرْضُ… نُفْنِيهَا،

ولا نَرْحَم،


وقد نُوسَم،

وقد نَشْفَى

وقد نَسْقَم،

ولكِنَّا إذا اشْتَدَّتْ رياحُ القَهْرِ… لا نَسْأَم،

ونُحَرِّقُ لَيْلَها الأَجْهَم،


نَجُرُّ الوَيْلَ من حَلْقِ الزَّمانِ المُرِّ،

لا نَخْشَى لَهُ سِحْرًا، ولا طَلْسَم،


وقد نُغْرَم، 

وقد نَضْبُو

ولا نُخْفِي جِراحَ القَلْب نَتْلُوها، ولا نُؤْثِم،


وقد نُكْلَم،

ولكنَّا على مَضَضٍ

بِتاريخِ المَدَى… نُشْكَم،

ولا نُهْزَم!


ونَبْقَى في رُقَادِ اللَّيْلِ

نُهَدْهِدُ خَوْفَنا الأَبْكَم،

نَعُودُ بُذُورَنا الأُولَى

ونَزْرَعُ صَبْرَنا في الأرْضِ

نَسْقِي بِذْرَهُ الأَدْهَم،


وإنْ طَالَ ارْتِحَالُ الصَّمْتِ

لَنا موتٌ يُوَسِّدُنا

لا يُمْحَى

ولا يُرْسَم،


ونَنْسُجُ من حُطَامِ القَيْدِ

أَعَاصِيرًا لِتَلْبَسَنا

وتَخْلَعُ وَجْهَها الأَجْهَم،


ولا تُطْفِي دُمُوعَ النَّايِ،

حِكَايَةُ شَيْبِ قِصَّتِنا

نَقُصُّ سِنِينَها بالدَّم!


لأنَّ العُمْرَ يَحْمِلُنا

لِوَجْهٍ زَانَهُ العِنْدَم،

وأَيَّامٌ تَقَطِّعُنا

ولا نَدْرِي لَها من فَم،،


     رافد عزيز القريشي