مستعداً لمعرض العراق.. اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض الشارقة الدولي للكتاب..
كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بمناسبة افتتاح مهرجان النّفّري الثقافي في الديوانية
إنجاز المعاملات الخاصة بقطع أراضي أدباء بغداد مع البلديات المعنيّة..
التجديد في شعر عبد الله گوران" عنواناً للجلسة النقدية الثانية لمهرجان الثقافة الكردية الأول
جلسة شعرية عامرة بالمحبة ضمن فعاليات اليوم الأول لمهرجان الثقافة الكردية
طالب المثقفون العراقيون الحكومة المقبلة بإخراج وزارة الثقافة من المحاصصة الطائفية والسياسية بإيجاد تشريعات قانونية لدعم النشاط الثقافي وحمايته وتشجيعه، وأكد المثقفون خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقده اتحاد أدباء العراق صباح الخميس 21 آب 2014 على قاعة فندق بغداد، بمشاركة باقة من المنظمات والاسماء الثقافية المعروفة على تشكيل مجلس أعلى للثقافة يرعى النشاط الثقافي غير الرسمي في بغداد وبقية المحافظات وبشكل خاص نشاط الاتحادات والروابط والنقابات الأدبية والفنية ليكون ظهيراً لوزارة الثقافة ولا يتقاطع معها.
هذه المطالبات تأتي بعد تصريحات السيد حيدر العبادي، رئيس الوزراء المكلف، باختيار وزراء يمتلكون الكفاءة بعيداً عن اختيار عشوائي من قبل الكتل السياسية لمرشحيهم. وأشار البيان الذي ألقاه الناطق الإعلامي للاتحاد إبراهيم الخياط، إن وزارة الثقافة الحالية أعلنت صراحة عدم مسؤوليتها عن دعم النشاط الثقافي وأنها معنية بإدارة نشاط دوائرها ومديرياتها فقط. كما دعا إلى استكمال بناء البنية التحتية المتخلفة أو المهدمة للثقافة من خلال تأسيس مراكز ثقافية ومقرات للاتحادات الأدبية والفنية المختلفة في بغداد وفي بقية المحافظات والمدن العراقية وبناء المكتبات العامة ومراكز الأبحاث والدراسات وتوفير دور للعرض السينمائي والمسرحي وقاعات للفن التشكيلي ومراكز للبحث العلمي والتطبيقي للموهوبين الشباب بشكل خاص في مجال دعم الاختراعات وحماية براءات الاختراع قانونياً وحماية حق الملكية الفكرية. وفي سبيل تطبيق هذه المطالب، التي عدّها المثقفون حقوقاً بسيطة يجب الحصول عليها، أكدوا الحاجة إلى مراجعة العملية السياسية برمتها وتلمُّس أسباب الإخفاق التي اعتورت التجربة السياسية في المرحلة السابقة من خلال اعتماد مبادئ الشفافية والمكاشفة والنقد الذاتي وصولاً إلى تعزيز تلاحم كل مكونات شعبنا العراقي من العرب والكرد والتركمان والسريان والإيزيديين والشبك والصابئة في عراق موحد يحترم الخصوصيات والاختلافات مثلما يحترم المشتركات ويؤمن بالدستور الذي أقره الشعب العراقي في 2005 وبالقوانين التي تكفل تحقيق مجتمع الحرية والعدالة والمساواة لجميع أبناء الشعب العراقي بغض النظر عن الجنس والدين والقومية والطائفة والاتجاه السياسي.
مجتمع مدني
الناقد فاضل ثامر، رئيس اتحاد الأدباء، أشار إلى أن هذا المؤتمر من أجل تحول الأدباء إلى قوة حقيقية، وإعطائهم دوراً قادراً على فرض مطالب الثقافة على المشاركين في العملية السياسية، "منذ تغيير النظام السابق وحتى الآن ظلت المؤسسة السياسية تتجاهل دور المثقف العراقي، لقد لاقى المجتمع العراقي بشكل عام الكثير من المحن جراء السياسات التي تتجاهل الوعي والثقافة والتنوير، ونقول لهم يجب أن ندرس بعناية ما مرّ بنا من محن وتجارب، ونعرف أننا بحاجة لمن يتمسك بالمشروع الديمقراطي الحقيقي لا المشروع العبثي للديمقراطية" وأضاف ثامر أن المثقفين يطالبون بديمقراطية اجتماعية تحقق العدالة وتحترم من لا يشارك في العملية السياسية قبل المشارك فيها، "لا نريد أن تتحول العملية الديمقراطية إلى طريق المحاصصة الطائفية، بل يجب أن تكون لدينا مجموعة أهداف تصب في ذلك الطريق للخروج من هذه المحنة التي نمر بها، وفي مقدمتها جمع الصفوف من أجل تطهير ترابنا الوطني من كل العناصر الإرهابية، التي شوهت الإسلام المتسامح".
فنانون على الهامش
من جانبه، ألقى صباح المندلاوي، نقيب الفنانين العراقيين، في كلمة باسم النقابات والاتحادات المهنية الثقافية بياناً تحدث فيه عن المشاكل التي تواجه المواطن العراقي عموماً والفنان بشكل خاص، وكشف المندلاوي أن نصيب الفنانين من التجاهل ليس بالقليل، إذ ثمة لا أبالية ونظرة قاصرة ولا حضارية في الوقت الذي تفتخر الشعوب المتقدمة والمتحضرة بمبدعيها وفنانيها، فهم حملة مشاعل التاريخ والتنوير والبناء، هم المرآة الصادقة لتطلعات وطموحات أبناء الشعب... وقدّم المندلاوي مطالب الفنانين التي يأمل تحقيقها على يد الحكومة الجديدة، والتي أولها إخراج وزارة الثقافة من المحاصصة الطائفية وتفعيل دورها بكل معنى الكلمة من خلال استقطاب الوجوه الثقافية البارزة في بلدنا. والعمل على النهوض بالواقع الثقافي ومواجهة التحديات الموجودة. وتعديل قانون نقابة الفنانين العراقيين الصادر العام 1969 والمعدل في عامي 1971 و1983، وبما ينسجم وتطلعات الفنان العراقي في حماية حريته وحقوقه ودوره الفاعل. وتفعيل قانون تقاعد الفنانين العراقيين بما يلائم دور الرواد بعد عطاء طويل. وتوفير فرص عمل للعاطلين من المثقفين والفنانين وإلغاء كل أساليب الابتزاز التي يتعرض لها المثقفون. وتحسين المستوى المعيشي للفنانين وتقديم منحة سنوية للنقابة لتغطية نشاطاتها، وتأمين مقر ملائم لنقابة الفنانين العراقيين يليق بحجم عطائهم وإبداعاتهم، وضمان الرعاية الصحية، وإرسال من يحتاج للعلاج خارج العراق على نفقة الدولة، والمشاركة الحيوية والفاعلة في المهرجانات العربية والدولية بتحديد نسبة لنقابة الفنانين عند مشاركة وزارة الثقافة بهذه المهرجانات، والتفكير جدياً باستقطاب الوجوه الفنية البارزة التي اضطرت لمغادرة العراق وتوفير فرص تحفزهم على العودة لبلدهم، وغيرها من المطالب.
تربية نقدية
في حين قال د.عبد جاسم الساعدي، رئيس جمعية الثقافة للجميع، في كلمة باسم منظمات المجتمع المدني الثقافية: "يبدو أن طموح القوى المدنية في مجال بناء دولة مؤسسات بكفاءات علمية لا يمكن تحقيقه ما لم نسع جميعاً في النضال من أجل نشر مفاهيم الثقافة النقدية التي تعنى بثقافة السؤال النقدي والمعرفي وتقديم مشروعات عمل حقيقية تنقذ العراق من حال البطالة والتشرد والأمية والجهل بتفعيل المؤسسات الصناعية والزراعية المعطلة عن قصد، وكسر النماذج التقليدية في المناهج الدراسية". مبيناً أن التربية النقدية تشتغل على رفع مستوى الوعي لدى الطلاب ومنحهم الفرصة الكافية في الحضور والمناقشة وإبداء الرأي. وتقترح المرحلة الحالية على المثقفين والمفكرين وكل المبدعين والأكاديميين والباحثين الحضور الحيوي في ميادين الحوار والبحث والمشاركة في لجان مجلس النواب لتفعيل الرأي والانتقال إلى حكومة كفاءات وطاقات يتمتع أفرادها بالنزاهة والمواطنة والإنجازات العلمية والثقافية.
الاكاديميون
كما ألقى د.عقيل مهدي كلمة باسم الاكاديميين العراقيين.
وزارة سيادية
أما الأدباء الشعبيون فقد كانت لهم كلمة في هذا المؤتمر عن طريق بيان أصدرته الجمعية على لسان الشاعر جبار فرحان رئيس الجمعية، وأشار البيان إلى أنه سبق وأن تم تشكيل هيئة عليا للمثقفين والمنظمات الثقافية في بداية التغيير، وحققت أكثر من اجتماع لأعضائها، إلا أن الجهة المسؤولة آنذاك استطاعت أن تسوّف طلباتها وتوعدها بوعود وهمية امتصت من خلالها جدية العمل والتصميم على تحقيق مطالب المثقف العراقي. وطالب الأدباء الشعبيون بتشكيل هيئة عليا أو مجلس أعلى للثقافة مكوَّن من رؤساء المنظمات الثقافية، وإخراج وزارة الثقافة من المحاصصة الطائفية واعتبارها وزارة سيادية.
هذا وقد اجتمع المثقفون على صيغة موحدة من البيانات التي ألقيت في المؤتمر ورفعوها إلى الرئاسات الثلاث من أجل الأخذ به والعمل به ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة والموازنة التي من المؤمل أنها ستقر خلال المدة المقبلة.
وكان الشاعر عمر السراي قد افتتح المؤتمر بكلمات مؤثرة معبرة:
(بالسلاح وحده لن تكتمل صورة الوطن ..
الوطن الذي وزَّعوا ترابه في أقدام كل غاز ٍ هدايا من خذلان ..
ولم يبق َ موحدا إلا في قصيدة النواب .. وهو يردد:
"إن الصلاة َ على تراب ٍ لا يوحــَّــد ُ .. ليس تكتمل ُ " ..
الوطن ُ الذي لم يك ُ جميلا ً إلا في شمس ِ سيابه ِ .. حين "الشمس ُ أجمل ُ في بلادي من سواها .. والظلام .... "
الوطن ُ الذي اختصره الجواهري في حنجرته حين قال:
" أنا العراق ُ لساني قلبه ُ، ودمي .. فراته ُ، وكياني منه ُ أشطار ُ"
الوطن ُ الذي يصحو على انتفاضة الأهازيج ِ في جدارية جواد سليم ..
ويتنزَّه ُعلى مسافة وتر من أجفان منير بشير ..
الوطن الواسع الأرجاء ِ كجدار ٍ رابع ٍ في عرض مسرحية مطولة ..
والصائل ُ بخيول فائق حسن قبل أن تطير َ الحمائم ُ من ساحة ِ الطيران ..
وقبل أن "تتبعها البنادق ٌ محشوَّة ً بالأسى.."
وطن ُ المدينة ِ والمدنيين َ ..
والعشاق ِ والصبايا المعطرات ِ كل َّ مساء ..
والشباب المهندمين بالعصاري ..
وطن ُ الدبكات والمواويل والأغاني ..
لا وطن َ القتلة من كل ِّ الجهات ..)