اتحاد الأدباء يؤبن الأديب والمناضل جاسم المطير..

  • 21-02-2023, 17:57
  • وكالة الأديب العراقي
  • 168 مشاهدة

وكالة الأديب العراقي_حذام يوسف طاهر  

أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة تأبين للأديب والمناضل الراحل جاسم المطير، شارك فيها عدد من الأدباء والباحثين، على قاعة نازك الملائكة في جمعية الثقافة للجميع.

 قدم للجلسة الاستاذ مهدي الشعلان، شاكرا اتحاد الأدباء هذه المبادرة قائلا: "نجتمع اليوم لإحياء ذكرى عزيزة على قلوب الوطنيين والعراقيين واستعادة تجربة الكاتب الكبير جاسم المطير ولابد من نبذة تعريفية عن هذا الطود الشامخ في السماء العراقية، فهو من أبناء البصرة، دخل معترك النضال الوطني مبكرا وهو في سن الاربعة عشر، وعمل بائعا للصحف، وكانت قد سبقته والدته أم المناضلين للعمل السري".

 وتابع: "ذكر في كتابه (نقرة السلمان) الذي اعده وثيقة وطنية كتبها على شكل يوميات عندما كان معتقلا عام 1967، وقد حكم عليه بالإعدام وبعدها تغير الحكم الى المؤبد لمدة عشرين عاما لنشاطه السياسي. نقل الى سجن الحلة وكان من بين المخططين الاربعة للهرب مع الشاعر مظفر النواب، وقد وثق هذه المرحلة في كتابه (الهروب من النفق المظلم) ومن اوائل الموقعين على تأسيس نقابة الصحفيين واتحاد الأدباء، كما أسس دارا للنشر باسم المكتبة العالمية".

واضاف ان المطير عمل في الصحافة العالمية، حيث أقام في هولندا الى يوم وفاته بعد معاناة مع المرض، "ربما من محاسن الصدف ان كتاب (مقامات جاسم المطير عن مظفر النواب) صدر مع وصول جثمان المطير الى العراق..".

حضر الجلسة عدد كبير من الأدباء والمثقفين وأصدقاء وزملاء الفقيد في شوطه النضالي والأدبي والاعلامي، كما حضر الجلسة الأمين العام لاتحاد الأدباء، الشاعر عمر السراي الذي قال: " .. كان من المفترض اقامة جلسة سابقة للأستاذ المطير، وبالفعل تم الاتفاق على ذلك، لكن الموت كان اسرع منا اليه للأسف. الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق دأب على ان يكون بيتا وحضنا لجميع الأدباء، وموقع المناضل والكاتب والصحفي جاسم المطير فيه كبير ومتميز، والتواصل معه كان مستمرا عبر اصدارته وسؤاله عن الجميع، وهذه هي سمة المثقف الحقيقي والتنويري اذا لا ينفك عن الارتباط عن وطنه واصدقائه واستطاع ان يظل الى الان منهلا حرا للباحثين والمفكرين، كان يحرص المطير على ان يُوصل كل كتاباته الينا".

واضاف السراي: " اظن بأن هذا الجيل الذي قدم كل هذه التضحيات، يستحق ان تتجسد كل شمائله وواجب الحكومات ان تكون وفية لكل من استطاع ان يكون حجرا باسقا ومضيئا لنا في هذا الوطن، وهذه الجلسة جزء من الوفاء لهذه الرموز التي نفخر بها على مر الزمان شكرا لكم ولحضوركم وشكرا لعائلته الكريمة التي حرصت ان تظل على تواصل مع الاتحاد".

بعدها تحدث الاستاذ مفيد الجزائري وزير الثقافة الاسبق عن نشاط المطير ونضاله السياسي : "نلتقي هذا اليوم لنحتفي بشخصية متميزة في حياتنا العراقية المعاصرة شخصية وطنية سياسية وأدبية، انغمرت بالنشاط السياسي والثقافي في تقدم ونكوص، لم يكن الفقيد قد بلغ العشرين حين استفزه الوضع السياسي وأجواء الصراع السياسي وحقوق الشعب المنهوبة، كذلك هواجس القلق من المستقبل في منطقة مضطربة الى جانب ارهاصات المشهد الثقافي، واستفزته المرحلة للكتابة ولم يكن قد بلغ العشرين حين كتب بمضامين اجتماعية وسياسية على صفحات الجرائد، وانخرط في النشاط المعارض للحكم آنذاك واقترب من الحزب الشيوعي فكان واحدا من العناصر النشطة والمخلصة للعمل الوطني، وواصل العمل السياسي والوطني تحت رايته، هكذا شق رفيق الدرب طريقه كمناضل وكاتب ..".

الدكتور علاء الحطاب من شبكة الاعلام العراقي والذي وثق هذه المرحلة ضمن برنامجه خطى شكر اتحاد الأدباء على اقامة هذه الجلسة، متحدثا عن لقائه بالمطير: "ما لمسته ان الرجل صاحب مبدأ وهو الذي يعد من ابرز السياسيين، ولكن حتى وفاته لم تصدر له شهادة اعتراف من الدولة العراقية على انه سياسي. جاسم المطير الذي بدأ حياته السياسة وهو بعمر الاربعة عشر عاما، ولم يقدم نفسه كمناصل بشكل رسمي لمكسب مادي، بل اراد ان يثبت لهذا الجيل ان هناك من ضحى ومن قاتل من اجل المبدأ، ورحل ولم يثبت في سجلات الدولة العراقية انه سجين سياسي، لقد عملت في العديد من البرامج السياسية والتقيت بمختلف الشخصيات والتوجهات، وادركت تميز اليساريين وزهدهم بالمادة..". 

وتحدث الأستاذ نجاح سميسم عن ذكرياته مع الاستاذ جاسم المطير ولقائه به، عبر الاتصالات المستمرة معه، وخاطبه برسالة مليئة بالعاطفة والحسرة لفراقه. 

ثم فتح باب الحوار النقدي والمشاركة، وكانت للناقد فاضل ثامر رفيق المطير في نقرة السلمان كلمة تحدث خلالها عن كتابات ونشاطات المطير، وقد بدا حديثه بكلمات الشكر لاتحاد الأدباء وجمعية الثقافة للجميع، على استذكاره في هذا اليوم: "جاسم المطير كان اخا وصديقا ورفيقا في النضال، وبرز في تلك الفترة عبر كتاباته الصحفية، وعملنا معا في القسم الثقافي في الصحف فكان مثالا للصحفي المهني والمحترم لمهنته، كان كتله من النشاط، كان نشطا في سجن نقرة السلمان وكان مسؤولا عن صحيفة نصدرها في السجن، وكان نشاطنا في السجن كبيرا وبها جلسات ثقافية مميزة، وهو كان من المنظمين لهذه النشاطات، و من الشخصيات الفعالة التي حولت السجن الى مركز ثقافي حيث اقمنا العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية، الرواية فيها الكثير من التأويل، وفيها اكثر من حبكة، كان هناك ضوء بداخلها ..".

رئيس اتحاد الادباء علي الفواز يرى انه من الصعب الحديث عن المطير بهذه العجالة وهو الشخصية الفاعلة في الساحة الثقافية وقد نحتاج كما يرى الفواز الى أكثر من جلسة واضاف : "هو متعدد الكتابات كرجل اقتصاد وكاتب محترف هو من اخطر القراء، هذا القارئ الذي يكون بمستوى الفاعل النقدي، كتب في المجال الاقتصادي والروائي والاعلامي، ان جاسم المطير واحد من العلامات الفارقة والمؤسس الحقيقي للمثقف العضوي والمثقف الممتلئ ولم يكن ليبراليا بالمعنى المتشظي لهذا المصطلح، فكان صانع اسئلة مهم خلوده سيظل في ضمائرنا وستكون عنه جلسة لقراءات لأعماله الادبية ..".

وكانت كلمة الدكتور عارف الساعدي مستشار رئاسة الوزراء ومدير عام الشؤون الثقافية مختصرة مقدما خالص العزاء لعائلة المطير واصدقائه :" الحديث عن تجربة جاسم المطير الابداعية حديث طويل مع تجربته الانسانية والادبية والسياسية، واعلن من هنا عن طباعة كتاب جديد للمطير واي كتاب نفد من المكتبات سنأخذ على عاتقنا طباعته..".

أما الباحث حسين الجاف فتحدث عن لقائه الوحيد مع المطير في عمان، وحديثه معه عن كردستان وذكرياته فيها، حيث أكد أن المطير مفعما بحب العراق وشعبه وكان يحلم كثيرا ان يرى وطنه بخير.

تخللت الجلسة كلمة للدكتورة تمارا ابنة المطير، عبر تصوير خاص سجلته لهذه الجلسة، شاكرة اتحاد الأدباء هذه المبادرة، وفي ختام الجلسة وزع عدد من المطبوعات للراحل جاسم المطير.