صدور العدد الرابع للعام الثالث والستين من "مجلة الأديب العراقي" بطبعة غنية بالجمال
يوم اللغة العربية فعالية مشتركة بين اتحاد الأدباء وكلية التربية في الجامعة المستنصرية
اتحاد أدباء العراق ينهي مشواراً ناجحاً في معرض العراق الدولي للكتاب
اتحاد الأدباء يبارك للأدباء الفائزين بجائزة الأبداع العراقي والمكرَّمين بقوائمها القصيرة..
الشعر والأدب الساخر محاور جديدة طرحها اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
الأجيال الأدبية والمسرح الجماهيري أهم محاور اتحاد الأدباء في معرض العراق للكتاب
(١٥) كتاباً جديداً يصل لجناح منشورات الاتحاد بمعرض العراق الدولي للكتاب
المهرجانات الأدبية كرنفالات ثقافية سنوية، تؤكد أهمية الاحتفاء بالكلمة والكتاب، وفي أغلب المهرجانات، كان هناك اعلان عن طبع البحوث والدراسات لتكون في متناول الدارسين والمتابعين للأدب العراقي، ولكنها خطوة بطيئة، وربما لم تتحقق في بعض المهرجانات، لكن في مهرجان الجواهري بنسخته ال(14) دورة الشاعرة لميعة عباس عمارة، كان الاحتفاء حقيقيا ومبكرا، عبر طبع البحوث والدراسات في كتاب نقدي وزع في المهرجان، وتلاقفته الايدي المتلهفة للاطلاع على دهشة الحرف والمعنى.
وفي لقاءات سريعة مع الأدباء كان الحديث يدور حول هذه المبادرة وعمق تأثيرها على الكاتب والمتابع، البداية كانت مع الناقد عبد علي حسن الذي تحدث قائلا :"تكتسب المهرجانات والمؤتمرات الثقافية والأدبية منها تحديدا، أهمية استثنائية على مستوى الاختصاص أولاً وعلى مستوى الأداء الثقافي الشامل لحركة الثقافة واتجاهاتها المؤثرة لكل بلد، وهي وان كانت ترصد وتعكس المستوى الثقافي في زمان ومكان معينين، وتؤشر لحالات النكوص والتقدم والتحديث وتجاوز الموضوعي صوب وضع استراتيجيات لمرحلة لاحقة، وأمام كلّ هذه المهمات فلابد من تجاوز اللحظة المحايثة لزمن انعقاد تلك المهرجانات والمؤتمرات، ولا يتم ذلك إلّا عبر توثيق ما يجري من طرح وجهات النظر والآراء والأوراق البحثية التي تعالج الوضع الثقافي من خلال المعايير التي توصلت إليها لتقييم مرحلة ثقافية شاملة، ولعلّ إصدار كتاب أو مطبوع يتضمن البحوث المقدمة يًعدُّ من أهم وثائق المهرجان أو المؤتمر، بسبب من أن الخطوات اللاحقة يجب أن تبدأ من حيث انتهت مرحلة ما قبل المهرجان، وهذا ما اهتمت به اللجنة التحضيرية لمهرجان الجواهري في دورته ال14 الذي أقامه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وقد توضّحَ هذا الاهتمام من خلال المحاور البحثية المهمة التي اقترحتها اللجنة النقدية للمهرجان، فالمحاور قد شملت مناقشة وضع الشعرية العراقية المعاصرة ، والمشاريع الشعرية للشباب، وكذلك حايثت المناهج النقدية المعاصرة الفاعلة كالنقد الثقافي وعلاقته بالنقد النصي، كما شملت محورا مهما حول الشاعرة الراحلة لميعة عباس عمارة التي حمل المهرجان اسمها عنواناً لدورته الحالية، ولاشك بأن المساهمة الفاعلة من قبل النقاد والأكاديميين العراقيين في تفعيل هذه المحاور عبر البحوث المقدمة للمهرجان وتوثيقها في الكتاب البحثي الصادر عن المهرجان يعد من أولويات تجاوز لحظة أو زمان المهرجان صوب القابل من الأيام ليتم الانطلاق منه لوضع مؤشرات تقدم المشهد الشعري العراقي اللاحق .
ويجد الناقد علي سعدون ان صدور كتاب يتضمن بحوث ودراسات مهرجان الجواهري خطوة في تطوير إجراءات المثاقفة وتفعيلها، وتحقيق افضل وسيلة للتداول الجاد في الآراء والأفكار التي تتضمنها هذه البحوث :"إضافة إلى ذلك سيتعرّف الجمهور مسبقا على الدراسات وعند حضوره الجلسات التي تتضمن الملخصات ستتكون لديه فكرة كاملة عما يجري في البحث، وثمة فضيلة أخرى تضاف إلى ذلك كله وهي التوثيق وحفظ هذه الدراسات من النسيان والزوال. بتقديري البسيط ان هذا الكتاب سيكون مرجعا ذا أهمية بسبب تنوعه وثراء مضمونه".
وللشاعرة سلامة الصالحي عتب على تأخر هذه الخطوة التي تأجلت لمرات في المهرجانات السابقة :"المهرجانات التي أقيمت كانت الدراسات النقدية المشاركة او النصوص نادرا ما تطبع بعد المهرجان او لا تطبع نهائيا وتذوب مع الايام ولا توثق، وتبقى مجرد ملفات لدى كاتبها، مبادرة اتحادنا الحبيب بطباعة كتاب نقدي يتناول الدراسات والبحوث التي تخص مهرجان الجواهري الاغر هي جزء من وفاء وايثار واخلاص وحب اتحادنا لأدبائه، وكتابه خطوة ترتقي لمستوى الصدق والثقة العميقة بهذا الاتحاد الذي نلوذ جميعا تحت خيمته الوارفة بالحب والعطاء والجمال، ولا يسعني الا ان اتقدم بالشكر والامتنان لكل الذين ساهموا بهذه الخطوة الكبيرة التي توثق وتعطي بعدا تاريخيا للحدث واهميته وتغني المكتبات العربية والعراقية بهذه الدراسات التي ستكون مهمة جدا في البحث والرؤى التي ستتشكل في المستقبل للأجيال القادمة من مبدعين وكتاب".
وفي وقفة سريعة مع الناقد علوان السلمان وسؤاله حول طبع الكتاب النقدي قال:"للثقافة المقروءة اثرها وتأثيرها على الذات المستهلكة، كونها تخضع للتحليل والتأمل لتحقيق بعضا من الاضافات الابداعية عبر التساؤلات التي يطرحها فكر المتلقي للوصول الى ما يصبوا اليه من متعة جمالية ومنفعة فكرية، وهذا ما حققه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق باحتضان البحوث النقدية التي ستقدم في المهرجان بكل تشكلاتها التي انتجها العقل النقدي العراقي، وقد انحصرت بين دفتي غلاف كشف عن مضامينها، اذ عناق شعراء الريادة محمد مهدي الجواهري الظاهرة التي فرشت ظلالها تحت لقب(شاعر العرب الاكبر) ومتنبي زمانه، ولميعة عباس عمارة ذات الربطة الحمراء، التجديد والتجاوز والانتماء للنهر، لقد شكلت مبادرة الاتحاد العام في طبع البحوث وجمعها في كتاب وتوزيعها على ادباء المهرجان سابقة استثنائية متجاوزة للمتعارف عليه، فالبحوث صارت بين يد المتلقي وتحت بصره وبصيرته ليكون مشاركا فاعلا في الحوار والتجاوز من اجل اضافة خلاقة يزهو بها الفكر الانساني، فسلاما لوطن السلام وهو يحارب خفافيش الظلام، سلاما لوقع اللفظة الجواهرية المنبعثة من القلب الى القلب، وسلاما لنخلة الله(لميعة) الشامخة وهي تعانق ظلالات الغيوم، وسلاما لكل الخطى القادمة وهي تحمل في جيوبها حروف السلام والصفاء والنقاء، لتغنيها في حضرتهما، وكل السلام للمبادرات الخلاقة التي يحقق عوالمها اتحاد الجواهري العريق.
ويؤكد الشاعر جواد كاظم غلوم ان طبع الكتاب النقدي مبادرة رائعة تستحق الثناء والشكر من لدن الاتحاد ورعاته، وانت من ضمنهم وهذا يدلل على مدى اهتمامكم ومتابعتكم للشأن الثقافي ورفع اسمي الجواهري ولميعة عباس عمارة وهما من صفوة شعرائنا العراقيين، ونشاطات الاتحاد لاتقف عند، شكرا وافرا لكم ومزيدا من الارتقاء والتقدم لكل من يذلل الصعوبات من اجل رفع اسم العراق الرائد ثقافيا.
وللشاعر البابلي حامد خضير الشمري كلمة في ذات الموضوع :"غالباً ما يكون الحفل الختامي لأي مهرجان تشييعاً أو حفلاً تأبينياً له ما لم يتم توثيقه بالصورة والصوت وقبل كل شيء بالكلمة، لقد أهدر الفساد الإقتصادي مبالغ ضخمة وأكاد أجزم إن تبديد الثروة الفكرية لا يقل ضرراً عن ذلك، ولعل كل متتبع للمشهد الثقافي العراقي يعي إن اللجان التحضيرية للمهرجانات المحلية أو القطرية، تعد المشاركين والمتابعين بأنها ستوثق ما يُلقى بكتب تصدر لاحقاً تضم النصوص الشعرية، بمختلف أشكالها، وكذلك الدراسات النقدية التي تتناولها وتتصدى لها، لكنها سرعان ما تتراجع عن قراراتها وترجئها إلى الدورة القادمة، التي لا تختلف عن سابقتها بشيء وبهذا فرطنا بثروة لا تقدر بثمن فالعالم يحتفي ويحتفل بنتاج مبدعيه في الأدب والفن والثقافة عموماً ويضع روائعهم وكل ما يتعلق بهم في متاحف راقية، ما يبهج النفس حقاً في مهرجان الجواهري الرابع عشر هو مشروع الكتاب النقدي الخاص بالمهرجان الذي يضم بين دفتيه دراسات رصينة في شعر خليفة المتنبي، وشاعريته المبهرة ليطلع عليه المشاركون والمتابعون ومريدو هذا الشاعر العظيم،
أتمنى أن تكون هذه المبادرة الرائدة نهجاً يقتفيه القائمون والقيمون على المهرجانات الأخرى ومنهجا يقتدون به".
أما الروائي جابر خليفة جابر فيرى ان الاعداد الجيد والمدروس للمؤتمرات والندوات عموما وللثقافية والادبية خصوصا، له دور فعال في نجاحها وتحقيق نسبة مهمة من الاهداف المرجوة منها، ولاشك ان الخطوة التي اتخذتها اللجنة المنظمة لمهرجان الجواهري بجمع البحوث والمواد النقدية الخاصة بالشعراء المشاركين في المهرجان وإصدارها بكتاب بالتزامن مع انطلاق اعمال المهرجان، هي خطوة متقدمة على صعيدي التنظيم والتميز، تسجل لإدارة المهرجان كإنجاز ادبي جميل سيضاف الى ما سيحققه المهرجان من نتائج مثمرة، فتحية لهم ولكل من عمل ويعمل جادا ومخلصا لإنجاح الفعاليات الادبية والثقافية بعيدا عن الاهداف الهابطة والرخيصة وكل عام وكل جواهري والشعر العراقي جواهر نادرات.