الماء والكهرباء والآذان الصمّ...

  • 18-07-2020, 01:39
  • نشاطات ثقافية
  • 908 مشاهدة

من تفاقم الأزمات التي تصرُّ حكومات المحاصصة والبطالة والفساد على استمرارها, ومن قلب الوطن الحامل آلام شعبه, وهو يقارع بيديه المسالمتين, لينال حقوقه التي حوّلها ساسة الظلام إلى محض أمنيات, ومن كل الحناجر التي تصدح باسم العراق رفعةً ونهوضاً... يقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق, في هذا المفصل التاريخي المهم, ليملأ الآذان الصمّ للمتنفذين بصوت الحقيقة الصادقة, الحقيقة التي يحاول أغلب أرباب السلطة الإشاحة بوجوههم عنها. ونذكّر هنا بصوت الشعر الهادر الغاضب المنطلق من المحرّقات الذهبية للجواهري, حين وقف مع الجياع والعراة, وحين بزغت قوافيه لتقول: أنا ذا أمامك ماثلا متجبرا أطأ الطغاة بشسع نعلي عازبا أنا حتفهم ألج البيوت عليهم أغري الوليد بشتمهم والحاجبا فيا حكّام الوطن المبتلى بكم منذ سنوات, لقد وصل الحال إلى فورته العليا, وأنتم تربضون في عليين غفلتكم, بل تغافلكم المتعمد عن هموم الناس. وانتم ترون الفقراء والبسطاء يموتون بين قتل وتشريد ونفي وجوع ومرض, وفضلا عن كل ذلك تردي الوضع السياسي والأمني بفضل سوئكم, وغياب الخدمات التي هي من أبسط متطلبات الحياة للمواطنين, فعجيب أمركم..!!! تتوالى الأيام والسنون ويزداد غيكم, ويتواصل الانحدار في ظلٍّ تنعمون به والناس بلا ظلٍّ في حرارة تموز الجهنمية, ويتكاثف السواد ولا ماء ولا كهرباء ولا شيء سوى خرابكم, وفوق كل ذاك عنجهيتكم التي تستضعف المحتجّين وتقتّلهم لأنهم فضحوا عجزكم أمام الملأ. فيا أيها الحكوميون... أبشروا بصواعق الغضب تأتي مزمجرة لتعاقبكم على هذا التنكيل بالشعب, فنحن هنا لا نطالب, بل نقتصُّ للدماء التي سالت في محافظات الوطن شهيدةً وشاهدةً لشهداء من أجل كرامة العيش... فأين احتواؤكم لما يجري؟! وأين عقوبتكم للجناة؟! وأين امتثالكم لتعويض المتضررين؟! لذلك... يقف اتحاد الأدباء دمعة مواساة, ووردة سلام, وبركان غضب مع الأبرياء, ويدعو لسرعة توفير ما يطالب به الناس عبر تشكيل خلية أزمة تحتوي ما جرى ويجري, كما يصرُّ على معاقبة الجناة, وتطبيب جراح المتضررين, والتعجيل بوضع حدٍّ لهذا الخراب, ونحن إذ نقترب من تاريخ أكبر ثورة أعلنت الخلاص من طغمة الفساد في الرابع عشر من تموز, نذكّر بأن الأجدى بالمسؤولين أن يتنبهوا لما يحصل ويعالجوه, فهذا خيرٌ من ممارسة الاستعراض الأجوف المطرز بالزي العسكري, فالعسكرية شرف كان ومازال قامعا للمتغافلين. ستتوهج سوح الاحتجاج, وتزيل الزبد عن صدورها, لتتكاتف مع كل قطرة دم أريقت, ومع كل مطلب عزيز يجهر به أهلنا, ويحاول المتنفذون قمعه. موعدنا العراق... ففجره سرمديٌّ وقريب. الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الاثنين ٩ تموز ٢٠١٨