علي شبيب الورد.. هو يحكي.. أور تعلمه القول - شوقي كريم حسن

  • 30-10-2020, 23:33
  • نقد
  • 758 مشاهدة

*حين تبصر عين الطفولة زقورة اور الشاخصة عند كتف الفرات الرقراقْ، وتسيح بين المعابد محاولة سبر اغوار كهنتها وقبور ملوكها، وتفكيك اسرار وخبايا تلك الازمنة التي تبدأ برسم الحكايات ومنحها معالم الوجود النابض بالحياة، كل ما يبصره الفتى مفعم بالحقيقة، ومديوف بحبور الاسئلة التي اوقفتها الحيرة عند ابواب الاجابات، يأخذ انليل بيد الفتى الديمي التكوين والصاعد لاهثاً صوب قمة الاله الاعظم، ليسأله، لم جئت يابن ورد؟

يغمض الفتى الادق من الفرح عينية، ليكرر السؤال الالهي، هل على الانسان معرفة لم جاء.. انه مجيء وكفى؟

يبتسم انليل، مدققاً بهاتيك الملامح التي تشبه اخضرار قصب الاهوار وروائح مكوناتها، السؤال الرباني سيظل متابعاً خطوات الولد الذي ادمن الانصات الى كل شفاه الحكي، وملأ روحه الغضة مثل بردية هور، بشذوات هذه العوالم التي تصف الكون والوجود ، ومهمات بقاء الأنسان خالداً خلود الفعل ونجابة الخلق، كان علي شبيب الورد الذي اينع ثمار ترقب، مسحوراً بالانتصات الى حناجر الوجع والقلق والريبة، تجره الآه ليلوذ عند اول خلوة نفس، يشتغل على مديات ثرة من المعارف، حين تحكي اور، يصاب بالادهاش والرغبة بالبكاء، خطت انفاسه مع جبار ونيسه، وخضير مقطورة، وداخل حسن، أول ملامح الفتى الشاعر، دون كل لواعج ارواح الجمع المرتبك، الناصرية التي تحمل الف اسم واسم، اكثر مدن الارض قلقاً، وفتنة، قواميسها التدوينة تخلومن الرضا، وغبار قيظها سؤال بسورة سؤال، محنة الناصرية بحناجر رواتها واصحاب مدوماتها، الاجابات، ليس ثمة من منتج جمالي تجد فيه اجابات خالصة، كلما اقترب السارد من هدوء الاجابة اصابته لوثة السؤال الابدي، لهذا لم يستقر علي شبيب الورد عند متكيء جمالي، يقظة روحه صيرته نباشاً ارثياً، يقترب من السردمدونا لكل مايعرفه وتعرف اليه بفعالية المقتدر، لكنه يجد ان الغور في حقول القصائد اكثر نفعاً، فيقول الشعر، مانحاً وجوده بعض القناعة والرضا، حين اكتشف اسرار شباب وفيقة وانتظارات السياب، قال، هل يستطيع مثلي، ايجاد شباكا لوفيقة اور؟

وهل يمكنني صناعة القدر الذي اريد؟

الهدوء الذي يتمتع به علي شبيب الورد، وضحكاته المتسلسلة الصاخبة ، جعلته محفوفاً بعطور الصبر والهدوء معاً، في صباح اوروي قائظ قرر الورد، عمل مستحيل التدوين، بعنف التحدي، راح يتابع خطوات السرد الاوري عبر اجياله المتعددة المشارب والافكار والقلق والغرور ايضاً، فكرة تحديد البدايات كانت الاقسى والاكثر مرارة، حين تحكي اور، شعراًوسرداً، ومثيلوجيا، على الامتداد الكوني ان ينصت، كبرت رغبات الورد وازدادت مسراته الاشتغالية، رغم اني اعيب عليه الانتقال السريع، وعدم الثبات، روح متحفزة للتمرد على المعارف الباحثة عن سبل مغايرة، الوجع وقهر الايام اصابتا علي شبيب الورد، بكثير من السهام، وفتقت بين طيات اطماره حفراً لايمكن ان تندمل رغم مجساته الجمالية التي لايمكن تجاهلها؟

انليل، قال للصبي الذي صار يحمل اسماً لايغادر اطر البذخ، علي شبيب الورد، ماالذي تريد؟!!

لابد من تكراره اليوم، الاكتشافات، ولوج المدن وتفكيك خفاياها السرية، لوعة هجر اور، محاولة نسيان القهر العام، كل هذه تحتاج الى مدون حاذق ماهر مثلك... فماالذي تريد؟

محنة شبيب الورد، وهي محنة اصابت الكثير، هي اغفال النقدية العراقية لجهده الابداعي في السرد والشعر والتجميع لموسوعات لايمكن تجاهلها، مدون من طراز العاشق، الهائم في محفورات المعشوق،

الورد يحتاج الى فهم نقدي تفسيري، يزيح عنه بعض مالحق به من ظلم وحيف.، وتلك مهمة ليست بالسهلة ولكنها ليست بالمستحيلة!!