حوار الحضارات / عكاب سالم الطاهر

  • 6-09-2020, 17:48
  • نقد
  • 973 مشاهدة

(بعيدا من المطابقة - - قريبا من الاختلاف )

منشورات مكتبة الدار العربيه للعلوم \ بغداد 2017 ويقع فى 157صفحه وزيرى -

قراءة ورأى - - - الناقد عبد الهادى الزعر

-------------------------------------------------------------------------------

ماهى المشتركات بين كلمتى الماضى والمستقبل ؟ ربما يكون حرف الميم فى لغتنا العربية فرغم تباعد الزمن بين المفردتين فلا مستقبل بلا ماضى ؛ وقد ينظر لهما على نحو اّخر:

فالحاضرمستقبل قد حضر والماضى حدث ولى والمستقبل يسبق اليوم والحاضر يسبق البارحة

فعلم الماضى أو التاريخ هو علم يتضمن ذكر الوقائع وأسبابها ونتائجها وما الوثائق والمعاجم وشهود العيان إلا مصادر معتمدة -

إذن ماهى مناهج البحث التاريخى ؟:

والجواب : هى المصادر بعد غربلتها أو نقدها فهى خير مساعد للباحث على إيجاد أولويات البحث وترتيب الافكار من حيث وقوعها وأهميتها ونوعها -

كيف تنتج الحضاره ؟ :

------------------

مجموع الرؤى ماضيها وحاضرها تنتج حضارة لشعب ما حيث ان الحضارة هى الثقافة ونمط سلوك الافراد التى درجت عليه مجموعة بشرية بعينها من انماط التفكير والقيم المتوارثة والمستحدثة والحضارة لا تبدأ إلا بعد مرحلة الاضطراب والفوضى والقلق (*) فحين يتحرر الانسان من عقدة الخوف حينها تتطلع ذاته للأبداع وصنع الجمال -

فهناك ترابط وثيق بين مفردتين (Culture) وتعني ثقافه و(Agriculture) وتعنى الزراعة وتلك حقيقة لالبس فيها فالانسان الاول لولم يستقر فى بقعة ما ما زرع ولا فلح ولاصنع ادواته التى تساعده على البقاء -

من أين تبتدأ الحضارة ؟ :

----------------------

تبتدأ الحضارة من كوخ الفلاح وتزدهر بالمدن والحواضر فالثقافة فى مجملها هى سلوك الافراد وما ينتظم ويستجد فى حياتهم ومقتضيات عيشهم وتفكيرهم وما أنواع الفنون على أختلافها من الطواطم البدائية حتى الفنون الرفيعة والمعقدة كالسرياليه والتكعيبيه والدئدايه ضمن الانظمة الاجتماعية السائدة كل حسب اجتهاده

فالحضاره بنت المدينه بلا شك فقد ذكر القاموس المحيط ان الحضارة هى الاقامة فى الحضر خلاف الباديه وقد ترتكز على ثلاثه :

البيئة الملائمة --الانسان -- الحياة الاجتماعية

فلو قارنا بين المفردات (Civilisation) الفرنسية وكلمة (Civilization)الانكليزية نراهما إشتقتا من الكلمة اللاتينيه (Civitas) ومعناها -- مدينة -- ولو تصفحنا طيب الذكر جرجى زيدان فى كتابه ذائع الصيت < تاريخ التمدن الاسلامى > لوجدناه أرتكز على ماذكرناه -

فهذا مجمع اللغة العربية الدمشقى يعرف الحضارة بما يلى :

بأنها مظهر من مظاهر الرقى العلمى والادبى والفنى والاجتماعى وهى مرحلة سامية من مراحل التطور الانسانى -

والأنسان لم يبلغ مدنيته تلك إلا بعد ما إجتاز أدواراً ومراحلاً زمنية غاية فى القسوة والشدة -

هل الحضارة تصاعديه دائما ؟

---------------------------

ليست الحضارة فى تصاعد دائمى فهناك إنتكاسات أخرت تقدمها مما جعلت مسالكها مليئة بالعقبات والتضاريس المعوقة كالحروب الطاحنة والطبيعة حينما تزمجر كالسيول والزلازل والاعاصير فأنها تحرق الاخضر واليابس مثلما شاهدنا فى التوسونامى الذى أصاب شمال شرق أسيا وجنوبها -

قال الفيلسوف -- جندجر-- ان الحضاره مرت بأدوار :

1-مرحلة التأسيس وتمثله المدنيات القديمة فراعنه وبابليين -

2- أعقبها مرحلة التغلب على نظم الحصر والتضييق التى أقامتها النظم العسكرتاريه حيث تحررت الشعوب عقليا مثل الدور اليونانى والرومانى ولكن بعد عناء ؟

ربما تكون مفردات الخلاف \ الاّخر \ الاختلاف \ الهوية \ الحوار \ المناضره تساعد الباحث على فهم وترتيب منهج بحثه -

صدام الحضارات :

------------------------------

ويقصد به التهديد الذى يؤدى الى تعطيل تطور الحضارة الانسانية فالانسان بنى كثيرا من الجدران وقليلا من الجسور التى تفيد التواصل فالحوار هو الخطوة الاولى الممهده للتقارب والذى يبعد شبح الصدام المزعوم -

ومن عوامل التقارب هو الاستشراق حيث يستعين المؤلف بكتاب ( الاستشراق )الذى ألفه أدورد سعيد ويعرفه بالشكل التالى :

أن اى سرد للأستشراق ينبغى أن يأخذ بعين الاعتبار لا المستشرق المحترف بل مفهوم الدراسة القائم على وحدة الجغرافية والعرق والدين بفهم عميق حتى يكون المستشرق أكثر أنصافا للشرق -

التعويض والاسترداد :

----------------------

عرفه المؤلف بانه اعتراف بدولة ألحقت بدولة أخرى ضررا فى دينها او شعبها أو معتقداتها والتعويض هو إزالة الضرر الناجم بفعل حرب أو عدائات قديمة وحديثة كما يعبر عن التعويض بالمال لغرض البناء بعد الحرب وانحسارالاستعماروذكر مثالا وهو قيام الاسبان بمساعدة الكنيسة على إجلاء العرب من بلادهم وهو ماعرف بدولة الاندلس - (*)

مستشهدا بكتاب لودفيج هاغمن فى كتابه ( مسيحيه ضد الاسلام ) ولو ان الحقائق التاريخية تشير ان فترة العرب الاندلسية والتى امتدت ثمان قرون هى لوحه جميله للتعايش بين الاديان فقد ذكرت المصادر الموثوقة ان المبشرين المسيحيين يقومون بالترويج للتعاليم الكاثوليكية عند ابواب المساجد حين تقام صلاة الجماعة بالاخص فى فترة المرابطين التى امتدت قرونا ثلاثة -

من الافكار المهمه التى ذكرها المؤلف فى ( وهم الحوار) ان الحوار قد يحل محل الصدام او الصراع ص95 مادام الحوار قد يحقق للاقوياء ماسيعجزون عن تحقيقه حتى لوخاضوا حربا مع الاخر وانتصروا عليه فالحوار سيقصى فى اللحظه التى يفقد فيه مبررات وجوده -

ثم ذكر افكار الفيلسوف فوكياما التشاؤميه ونهاية العالم التى لم تتحقق ونبوئته الخاطئه تلك -

رأيى فى السيد عكاب سالم الطاهر:--

-------------------------------------

منذ سبعينيات القرن الماضى لم يغب عنى المؤلف ؛ قرأته مرات ومرات من خلال أشتغاله محررا فى بعض الصحف الوطنية وكاتبا - للعمود - فى صحف قبل التغيير وبعدها فى صحيفة الزمان فطروحاته وأفكاره مستقاة من علاقاته الواسعه : مثقفين - سياسيين - منفيين - شعراء - بسطاء - ثم رجالاً كانت لهم سطوة فى يوم ما -

ساح معظم دول العالم من خلال وظائفه الادارية فى أمانة العاصمة العراقية فهو مهندس ولكنه محبا للأدب ومشاغله وأتخذ بغداد مستقرا رغم ولادته ونشأته فى الناصريه - سوق الشيوخ -

ربما أحب الأدب وشغف به بسبب حبه للشاعر الكبير مصطفى جمال الدين لكونه من قرية المؤمنين التى هى قريته و درسه فى الصف الخامس الابتدائى على ماأذكر -

لم ألتقى به وجها لوجه إلا فى مربد 2014 حيث مكثنا فى غرفة واحده أربعة أيام لم نفترق - - وأهدانى بعض كتبه تمنياتى لصديقى أبا شاهين بطيلة العمر والتألق -

(*) الدكتور عبد الحسين شعبان قدم لحوار الحضارات وكانت رائعة ووافية -