جـدار
شعر/ ستار احمد
ترجمة / جمعة الجباري
لاتُحدِّق في بابِ هذا البيتْ
غُرَفُهُ مَليئةٌ بالآلام
لو انفَتَحَتْ نافذة
تُوأدُ روحٌ في حفرة
تُخمَدُ صرخة
تُولَدُ للخَنقِ مَلحَمَة..
هذا البيتْ..سَرابُ الامنياتْ
يَجذِبُ شارعاً
حَبلى بالاذرع
الدَّبكةُ تُمسِكُ براس المَنيِّة
وتُصبحُ عَذراء المَدينة
ضمآى لقناديل الليل
مُرهَقة لتحريفِ التاريخ
شَغِفَةٌ للضَحِكِ والابتسامات..
لاتُحدِّق في بابِ هذا البيتْ
امسَحْ جُدرانَها من ذاكرتِك
ارحَلْ الى ايِّ مكان
وبَدِّلِ الجدار..
الارجوانُ ظِلالُك
والوَردُ قناديلُ الشوارعِ والليالي
والقلبُ لسانُ الرحيلِ والسعادة..
اختر ارضاً :
تكونُ مزهريةٌ للماءِ
ومحيِّ للنباتاتِ
لاتُحدِّق في بابِ هذا البيتْ
لألا يكونَ مدفَنَ المدافن
وتاريخَ الجثمان
وغَورَ الجِّرَاح..
نحنُ جَسَدٌ من الرمل
وصَحراءٌ للضياع
لعلَّ الرَّحَالةَ وصدرَ الجبل
يحملانِ عنَّا متاعَ اسفارنا..
اغلقْ باباً :
يكونُ قفصاً للكناري
وتحرقُ فيه رسائلَ العشق.
أنتِ ابنةُ القمر
وعاشقةُ الشفق
لاتنظري الى كوَّاةِ الجروح :
ستضيعينَ من الالوان
وتصبحينَ في لوحة الثلج.. وَطَنْ!