ذو القبعة السوداء

  • اليوم, 01:09
  • شعر
  • 11 مشاهدة

*ذو القبعة السوداء*

ثائرة اكرم العكيدي



يا قصيدةً ملونة

 تحلق فوق رماد العالم

علمني أن أكتفي 

ببرهةِ الوميض

وأن لا أندم على شيءٍ 

أفلتَ من قبضتي

دون تفويض


أيها الطائر 

صاحبُ القبعةِ السوداءِ

أتسكنُ ضفافَ النهرِ

 أم ضفافَ الغياب؟

أأجنحتُكَ مرايا الحُريةِ

 ام اوهام عمياء ؟

تُحلقُ كأنكَ تسألُ السماء

عن جدوى الطيران 

وتنقضُّ كأنكَ تحتالُ 

على الوقتِ والموتِ

وتسقط وكأنك تعلن للعالم

ان التأريخ لا يكتبه 

سوى الجلادِ والسوطِ 


يا رفرافَ الصمتِ 

يا من تخبئُ في الزرقةِ 

ألفَ اعتقاد

وتحتضن اسرار الزمن

في أعماقنا خواءٌ قديم

وروح ترتعش

 بين خوفٍ ووهم وإفتقاد

نمشي على أرضٍ نزعمُها لنا

ونجهلُ أنها ظل وفساد

نرفعُ صروحَ التيه والاعتقاد

ثم نهوي في صمتٍ

كأن كل يقينٍ فينا إنقياد 


أيها الرفراف

 يا حلم المسافات

نبحث عن وطنٍ يليق بحنيننا 

 لا يساوم قلوبنا في المزادات

ولا يقتات على وجع

 الذاكرة والشتات

دلنا على وطن

 لا يضيق بأحلامنا

ولا يطردنا حين نختلف 

في الاعراف والديانات

يا طائر الحكايات

دلنا على ضفافٍ

 لا تعرف الخيانات

على ترابٍ يزهرُ

 رغم بقايا الندبات

على سماءٍ تشبهُ صدرَ الأم 

تزهرُ حين تنبت المعجزات


رفرافُ الروح

هل اخترتَ الزرقةَ كي تذكرنا

أن السمو والمجهول 

وجهان لوميضٍ واحد؟

وهل انسيابُك الحذر

سخريةٌ من صخبِ أقدامنا الثقيلة

على أرضٍ كنا نظنها لنا؟


يا كائناً يزنُ الوجودَ بخفةِ جناحيه

علمني أن أكون عبوراً

وألا أخاف أن أسقطَ

في قلبِ الموجة

بحثاً عن قطرةِ حقٍ

تليقُ بظمأ الأسئلة

أيها الرفراف يا رفيق العبور

علمنا كيف نصنع وطناً من شعور

وطناً لا يفرط بنا عند أول حضور

ولا يغلق بابه إذا عاد المسافر مكسور..