وطنٌ أصليٌّ

  • أمس, 23:37
  • شعر
  • 8 مشاهدة

وطنٌ أصليٌّ 

 

في العراق 

عشت ثلاثة انتقالات 

مواطناً في بطن أمي 

في هذا المكان، كنت أرى أصوات القصف وهي تسقط على رأسي مثل سقوط التمر 

كنت أفكّر بالموت كعربة تحاول الهرولة بي نحو الخارج 

كانت أمي تفكر من خلالي 

تحرقني بشعور الخوف وتفرحني بالخضار 

كان ذلك في التسعينيات 

لم يترك القصف وردة إلا وحوّلها إلى أسطورة تتوّج الناجين من الانتماء 

 

 

وعيت على الحرب وهي تفلت من السماء على ملابسنا مثل أعقاب السجائر 

كنت مدججاً بالمخبرين السريين 

أمر عبر نقاط التفتيش، فأقرأ بصوت عالٍ: «الدين لله والوطن للجميع» 

أتعرّض للمضايقات الصفراء 

أنزح، ومن هنا يطير بيتي 

لقد ملأناه بمئات الأطنان من الإسمنت كي يتجذّر داخل كروشنا 

لقد زرعناه بأيدينا ونحن نرفعها إلى السماء 

أبي زرع عمّي الشهيد، فنمت وردة كبيرة في حديقتنا 

نزحت، وأنا أبحث عن فيءٍ لأشعر بالوطن 

أحمله في علب اللحم وبالونات أطفالنا لئلا يطير 

 

تدريجياً أمر بالمراجيح 

وكل انتقالة أرى الدماء خلفي والسفاحين أمامي 

فأعود إلى بطن أمي، فهو أرحم إن ضاق بي من الأرض 

كان ذلك في الألفية الثانية 

حينما الألم فعل السعادة في قلبي للمضي قدماً باتجاه أفواج النارنج 

نزفت لوهلة قبل أن نغادر 

أخذت صورة لبيتنا، وحجزت له تذكرة سفر 

أو بالأحرى هربت 

خالفت اللعبة وانتميت للوطن 

وأصبحت رماداً يحترق ليضيء عتمة الوافدين 

 

أنا أتدرّب ثلاث ساعات كل صباح لأكون لاجئاً 

أحمل السيارة المفخخة وأذيبها بدرجة حرارة حزني وأحولها لقلائد 

أردم فراغات القصف وشظايا جسدي 

أنظف الأرض من بالونات الغياب 

أعلّم الأطفال كيف يبتسمون مجاناً؟ 

 

وها أنا في أرض أخرى تعجن الياسمين 

أبحث عن المعنى مثل الابتسامة وهي تحوّل البدينات إلى غابة من الكركرة 

أتمشّى مع الفراشات دون أسلحة ومراقبين سريين 

نتوجه نحو الأماكن العامة الخالية من الضرائب 

الفراشة تغادر عتمتي 

وأنا أتوجه مرة أخرى إلى بطن أمي مواطناً أصلياً 

 



الاسم :جميل صلاح الدين جميل بهنان 

الاسم الأدبي : جميل الجميل 

سنة التولد : 12-11-1990 

العنوان : العراق – نينوى 

 

التحصيل الدراسي :- 

جامعة الموصل - بكالوريوس تربية جغرافية (2010 / 2011) 

دبلوم "اللاعنف وحقوق الإنسان" جامعة اونور – لبنان (2023) 

 

الصفة الأدبية : شاعر 

عضو اتحاد الأدباء والكتاب السريان 

عضو الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق 

رئيس ومؤسس منتدى بغديدى الأدبي 

عضو تجمع ناشرون للثقافة والأدب في عمان 

عضو المركز العراقي لمهارات التفاوض وإدارة النزاع 

عضو شبكة مبادرون لحقوق الإنسان والديمقراطية الدولية 

عضو تجمع نشطاء ومدافعي حقوق الإنسان في العراق 

صدر له "ما تركه جندي في بغديدا" مجموعة شعرية عن دار انخيدوانا للنشر والتوزيع – المملكة المتحدة 2015 

و "النازح رقم "7 مجموعة شعرية عن دار نون للنشر والتوزيع – العراق – نينوى 2017 

و "ما دشوقلي بلخا كو بغديدا - ܡܐ ܕܫܒܩܠܝ ܒܠܟܐ ܒܒܓܕܝܕܐ" نص ملحمي باللغة السريانية عن دار أنخيدوأنا للطباعة والنشر – المملكة المتحدة – لندن 2017 

و " أنتظر شحوب الوقت " مجموعة شعرية عن دار نون للنشر والتوزيع – العراق نينوى 2018 . 

و " آل نيميقي " أنطولوجيا شعر المكونات عن دار سرقايا للنشر والطباعة والتوزيع – لندن – كامبريدج 2018. 

و " طيستا من وراقا دانكاليون – ܛܝܣܬܐ ܡܢ ܘܪܐܩܐ ܕܐܢܟܠܝܘܢ " مجموعة شعرية باللغة السريانية عن دار نشر انخيدوانا للنشر والطباعة والتوزيع – لندن – كامبريدج 2019. 

و " أطحن الحرب وأتوّج نفسي بالأيتام" مجموعة شعرية عن إصدارات إتحاد الأدباء والكتاب في العراق 2022. 

و "نساء داعش" مجموعة قصص حقيقية عن دار ماشكي 2022. 

 

بحوث قيد الإصدار في مجال حقوق الإنسان : 

 

التغيير الديموغرافي في سهل نينوى 

انتهاك الهوية وتأثيره على وجود المسيحيين في العراق 

نحو بيئة متماسكة (دراسات وتحليلات حول بناء السلام في سهل نينوى) 

الموت البطيء، اضمحلال اللغة الأم عند المسيحيين في العراق. 

مشارك في برامج عديدة في مجال حقوق الإنسان وموثّق للكثير من الانتهاكات مع الادلة والإفادات, ومشارك في ورش حول التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي وبناء السلام , 

مشارك في مؤتمرات خارج العراق خاصة بحقوق الإنسان والأقليات. 

مدافع عن حقوق الإنسان والأقليات 

منظّم لأكثر من أربعين مهرجانا وآماسي شعرية وثقافية وأدبية. 

مشارك في الكثير من البرامج الإغاثية التطوعية مع منظمات محلية ودولية. 

نُشرت أعماله وقصائده في الكثير من المواقع المحلية والدولية والجرائد والمجلات. 

شارك في الكثير من المهرجانات العراقية منها مهرجان المربد الشعري ، مهرجان الجواهري ، مهرجان جواهريون ، مهرجان التنوع، مهرجان الثقافة السريانية ، ومهرجانات أخرى. 

عمل في مجال الصحافة والإعلام منذ عام 2008 وما زال يمارس هذه المهنة. 

مدرّس اللغة السريانية في متوسطة الزيتون للبنين – ناحية بعشيقة.