طوفانُ نوح العربي / وجيه عباس

  • 14-10-2023, 17:01
  • شعر
  • 872 مشاهدة

نوافذُكِ الغريبةُ والحِرابُ

دمٌ، وعليك ألفُ يدٍ خضابُ

مسوّرةٌ كأنك لستِ فيها

حضوراً ليس يدركُهُ الغيابُ

وغزةُّ صولجانُ دمٍ تراءى

ويعجزُ أن يغيِّبهُ الترابُ

***

لغزَّةَ في الطفوفِ بها"حسينٌ"

وغزَّةُ في" الحسين" لها كتابُ

وغزَّةُ في اليتامى كربلاءٌ

وموحشُ دربها سَفَرٌ وغابُ

 

غريباتٌ وجوهُ بنيكِ فيها

وخطوُكِ في منافيها انتهابُ

وسبيُكِ أحجياتٌ أو رحيلٌ

ودون رحيلك الوطنُ المُهابُ

وإنَّك مستحيلٌ ليس يدري

بأيَّة هامةٍ سكنَ الخرابُ

***

لغزَّةَ كركراتُ فمٍ، وصوتٌ

تُؤذِّنُهُ المنائرُ والقِبابُ

وحشرٌ إذْ يقومُ يقول إنّي

ليوم الحشر نافذةٌ وبابُ

***

وغزَّةُ يالغزَّةَ وهي تنآى

وتبعدُ عن أصابِعها الثيابُ

وتُمطرُنا البكاءَ على عيونٍ

فيطفِئُها على ظَمَإٍ سرابُ

ويا"نوحاً" يطوفُ على سفينٍ

فيُغرِقُهُ من الخَجَلِ العتابُ!

وللجوديِّ بين يديك بحرٌ

يفيضُ على سواهُ به شرابُ

رأيتُكِ مرَّتين بها "عليّاً"

يجوس بدارِها جمرٌ غضابُ

إذا الإسراءُ ضجَّ به مكانٌ

فللمعراج أرضُكِ والمآبُ

وأسئلةُ الوجودِ دمٌ ذبيحٌ

لها من فيضِ أجوبةٍ رِقابُ

تبعثرُنا القبورُ بها، ولكن

تجمِّعُنا المعابرُ والهضابُ

تجمِّعُنا الحروفُ على شفاهٍ

ثمانيةٌ وعشرون، اغترابُ

أَ قرآنٌ؟ ونحنُ بلا لسانٍ

كمثل الخرس أعوزهُ الخِطابُ

نبيعُ الله فيهِ ونحن عميٌ

وتهدينا إذا عوت الذئابُ!!

ونفخرُ لو تجهَّمنا انقلابُ

ونفرحُ لو تغشّانا انتدابُ

فيالك غمَّةً جعلتك صيداً

وللغربان في دمها نِصابُ

ويقتلُنا الحياءُ بها عراةً

ونفخرُ أنَّ ماضينا سُبابُ

وإنَّ الشعر في دمنا دعاءٌ

دعاؤكِ ياغريبةُ لا يُجابُ!

فمُ الجبناء يوسعُنا طنيناً

وما يغنيكِ لو سكرَ الذبابُ

***

عيونُكِ شمعدانُ بلا مرايا

وتحترقين فيهِ كما الثُقابُ

 

وهامتُكِ التوحّدُ في انطفاءٍ

وإن كان الرمادُ هو الشِهابُ

وأنفاسٌ صعدتِ به حياةٌ

فكنتِ، وكان نوؤكِ والسحابُ

وتختصرين في الأقصى حكايا

تعذَّر أن يكون لها صحابُ

وغزَّةُ والعراقُ بها حسابٌ

يطولُ بها، إذا اجتمعا، حسابُ

بلى ستعاتبين ولا تطيلي

عراقُك بين غزَّتِك انتسابُ

عراقُكِ بين غرَّتها بياضٌ

وأنت على مفارقِهِ شبابُ

وأنت ثمالةُ الكأس ارتشافاً

وكأسُكِ دون خمرتها تُعابُ

أَ تظمأُ غيمةٌ ويجوعُ كونٌ؟

وأولى قبلتيك بها رحابُ

ووجه" محمَّدٍ"، وعلى يديهِ

بلادٌ لو يقومُ لها، حجابُ

***

ويا وجع السنين بها استفاضت

وحسبُك من مواجعها الإيابُ

ويا وطن المشارق حين تدنو

ومغربَها إذا أذِنَ الضرابُ

وللأقصى هناك على يديهِ

معلَّقةً جنائنُه الرطابُ

وكيفَ تُمدُّ من يبسٍ ضروعٌ

ومترعةٌ، وساقيها عذابُ

أَ من وطنٍ يُباعُ ولا سبيلٌ

سوى ما تمنحُ القدمَ الركِابُ

ويعلوها الصهيلُ وليس فيها

نديمٌ غير ما ...نعقَ الغرابُ

***

دماؤك كرنفالُ دمٍ ووحيٍ

وإلا...كيف يُختصرُ الرهابُ؟

وكيف تُقامُ مملكةُ الضحايا

و"مريمُ" و"المسيح" بها انتحابُ

هلالُك والصليبُ تقاسماني

متى افترقت بعينيك الشِعابُ

وكيفَ غفرتِ والطوفانُ آتٍ

ومرحمةٌ، وأنت بها عِقابُ

وآخرةٌ تكونيها قياماً

ويستجدي نداكِ به الثوابُ

.............................. 

لمتابعة نشاطات الاتحاد:

الويب/ الاتحاد:

https://iraqiwritersunion.com/

الفيس بوك/ الاتحاد:

https://www.facebook.com/iraqiwritersunion?mibextid=ZbWKwL

الانستغرام/ الاتحاد:

https://instagram.com/iraqi_writers?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==

انستغرام متحف الأدباء:

https://instagram.com/writers_museum?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==

الفيسبوك/ متحف الأدباء:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100089542158676&mibextid=ZbWKwL

قناة الأدباء/ يوتيوب:

https://youtube.com/@user-db3ks4fl6m

 

https://iraqiwritersunion.com/cpadmin.php?mod=addnews&action=addnews