اتحاد الأدباء يشارك في تأبين (الصباح) للراحل جمعة الحلفي

  • 24-02-2018, 13:59
  • نشاطات ثقافية
  • 906 مشاهدة

كلمة الأمين العام لاتحاد أدباء وكتّاب العراق الشاعر ابراهيم الخياط التي ألقاها ظهر الثلاثاء ٢٠ شباط ٢٠١٨ في حفل تأبين جريدة "الصباح" للراحل جمعة الحلفي: أيها الحضور الكريم.. تحية حزينة.. وكلمة شكراً كبيرة لجريدة "الصباح" الزاهرة.. لغزُ الحياة وحَيرةُ الألبابِ أن يستحيلَ الفكرُ محضَ تُرابِ أن يُصبحَ القلبُ الذكيّ مفازةً جرداءَ حتى من خفوق سرابِ ليتَ السماءَ الأرضَ ليت مدارَها للعبقريّ به مكانُ شهابِ بألمٍ وأسىً مُرّين تلقى اتحاد الجواهري الكبير، اتحاد أدباء العراق نبأ رحيل الشاعر والصحفي والمناضل جمعة الحلفي، وبفقدانه خسر الاتحاد واحداً من أفاضل أعضائه إسماً وإبداعاً وسيرة، وخسر المشهد الثقافي العراقي أحد فرسانه الأصلاء وأحد وجوهه المتلألئة، وأيضا خسره مشهد الجمال والحبّ والخير والعراق. عزيزاتي.. أعزائي.. أتذكّرُ - في هذا الموقف الحزين الحميم - ثلاثةً من الفرسان: أولهم: مالك بن الريب الذي رثى نفسه عندما لدغته عقرب وهو في طريق الفتوحات فآثر أن يسري السمّ في جسمه.. وفي هذه المدة الضئيلة، يومين أو أقل.. كتب شهيرته (ألا ليت شِعْرِي هل أبيتنّ ليلةً..) وفيها يصل الى ما قد أرى أنّ أبا زينة هو الذي يقول: ولما تراءت عند "مرو" مَنيتي وحلّ بها سقمي وحانت وفاتيا أقول لأصحابي: إرفعوني فإنني يقرّ بعيني أن سهيل بدا ليا خذاني فجُرّاني ببُردي إليكما فقد كنتُ قبل اليوم صعباً قياديا نعم، فمع فيض طيبتك وبحر هدوئك، كنتَ صعب القياد فأنت هو ذاك المبدئي الملتزم الذي لا يعرف الا الحقّ، والحق فقط. وثانيهم: العندليب الذي قال عنه الشاعر محمد حمزة: - لقد كان عبد الحليم حافظ في بروفات أغنية "مداح القمر" عندما أصابه نزيف حاد أجبره على السفر للعلاج، ولما عاد إكتشف أني كتبت أغنية "موعود" فأشار لبليغ أن يلحنها ليغنيها قبل "مداح القمر" لأنه عدّها مرثية له. وهنا أرى جمعتنا يترنّم: (تاني تاني تاني.. راجعين للحيرة تاني.. والنار والعذاب من تاني) نعم، ثانيةً أبا زينة يمّمتَ وجهك شطر بيروت، ففي الأولى أجبرك الطاغية وفي الثانية أجبرك السرطان والنكد الحكومي. يا لقلبك الكبير يا جمعة الخير.. كم تحمّلَ الويلات من الأعداء ومن الأصدقاء اللدودين.. وثالثهم: هو أنت يا أبا زينة.. فقد كتبتَ قصيدة عام ١٩٧٢ ونشرتَها آنذاك والآن يسمّونها (ومضة) وفيها حرف الألف يتكرر كتابةً في كلمة "بوياي". ومرّت سنواتُ القمع والقهر والحروب والحصار والأحزان والاحتلال والارهاب والاحتراب والتكميم، فسألتُكَ في اتحادك العريق عن حرف الألف المكرر، سألتك فقرأتَ القصيدة/الومضة وأطلتَ التنغيم في الألف وكأنّك تصرخ، فعرفتُ أنّه الجوابُ: {إحزرْ..؟ إحزرْ چم جرح بالروح والله اجروحي لو تندل عددهن چا گلت: بوياااااااااي بس إنته صدگ مجروح} ......... والسلام عليكم..