الأدباء يحتفون ببغدادهم.. لينثروا قصائدهم وحكاياتهم في سماء بغداد وعلى منصة الجواهري

  • 18-11-2022, 13:15
  • وكالة الأديب العراقي
  • 850 مشاهدة

 حذام يوسف طاهر _ وكالة الأديب العراقي

(مرّت بكِ الدنيا وصبحُك مشمسٌ

ودجت عليكِ ووجهُ ليلكِ مقمرُ) 

بهذه الابيات الشعرية، احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بمناسبة (يوم بغداد)، ابتهاجاً بعاصمة السلام الحبيبة، حيث أقام اتحاد الادباء وعلى قاعة الجواهري، جلسة أدبيةً ثقافية، تغنى بها الشعراء ببغداد ورموزها، عبر مجموعة من القصائد التي غازلت بغداد المدينة والمدنية، قصائدهم المعبّرة.

 بدأت الاحتفالية بكلمة للأمين العام لاتحاد الادباء الشاعر عمر السراي قال فيها:"لأننا نلتقي في مناسبة يوم بغداد، فإنّ ذلك يعني السلام كله، فبغداد التي رسمتها الأقاصيصُ مواسمَ من الربيع، مازالت القِبلةَ والقُبلة، ومازالت الورد حين يفوح، واليمامَ حين يكحّل الأفق بالبياض  والمطر. لذلك، وبمناسبة هذا اليوم الأجلّ، فإنّه لمن دواعي السرور أن يحتفل الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بهذه العاصمة الشامخة للمدنيّة، والمدينةِ الدائمةِ الخضرة برغم أعاصير اليباس وهي تحاول أن تهجمَ، فتردّها مندحرةً مواكبُ الشبيبة المؤمنين بالحبّ طريقاً والحياةِ منهجاً وسلوكاً".

وتابع: "إننا إذ نجتمعُ اليومَ في حفل تتويج بغداد بالغار، لا يفوتُنا أن نبعث رسائل المحبة لكل أدباء الوطن، داخله وخارجه، مركزه وأطرافه، إذ كل أدبائنا وفي كل مكان، يحملون وطنهم ومدنهم وعاصمتهم درباً مورقاً لمرور الأفكار النيّرة".

واكد في كلمته "موقف الاتحاد الهادف لنشر الثقافة والقيم المدنيّة عن طريق نشاطاته ومؤتمراته ومنشوراته وندواته، وأروقته الزاهرة،  في الضدّ من القبح والنشاز، والتزلّف والزحف نحو الخراب. وتقصير المسؤولين في جعل بغداد في مرتبة عالية بين المدن، فبغداد مدينة لا يمكن لها أن تكون إلا بحجم تاريخها، وحضارتها الممتدة في الضمير والوجدان..".

قدمت الجلسة الشاعرة الدكتورة راوية الشاعر، مضمنة التقديم بعضا من قصائدها الرقيقة، بمشاركة عدد من الشعراء (نجاة عبد الله، مجاهد ابو الهيل، حسن عبد راضي، الدكتور مظفر البابلي)، ورافق القراءات الشعرية الفنان علي حافظ بمقطوعات موسيقية على الة العود، فكانت أمسية رائعة من أماسي بغداد الحبيبة، لتبدأ القراءات الشعرية مع الشاعر كاظم عبد الله العبودي وقصيدة لبغداد:

"افديك في العين يا اغلى من العين علّي اردّ ولو شيئا من الدين"

ثم كلمة لرئيس اتحاد الادباء الشاعر والناقد علي حسن الفواز :" يمكن لنا كصنّاع رأي عام وصنّاع معرفة ان نستعيدها، نستعيد بغداد ونعيد لها سحرها، المدن بقدر ما انها تؤَرخَن ايضا تصنع، متحدثا عن مسؤولية المثقف والاديب العراقي في استعادة بغداد، وهي مسؤولية خطيرة وصعبة كما يجدها الفواز..".

تضمنت الاحتفالية ندوة خاصة عن بغداد وتاريخها ورموزها شارك بها عدد من الاستاذة الباحثين، وقدم لها الباحث حسين الجاف الذي بدأ بسردٍ تاريخي عن بغداد المدينة الحاضرة دوما في ذاكرة الشعراء، مؤسسيها، ومثقفيها، معرجا على رموزها الدينية والثقافية، مستعرضا في حديثه، اقوال شخصيات مؤثرة عن بغداد ( دار السلام )..".

اما الباحث أمين الموسوي، فقرأ مقطعا من مقال طويل له، تحدث به عن ما ذكره الشعراء عن بغداد مركزا على الشاعر مصطفى جمال الدين والشاعر صادق الصائغ، إذ وضع كل منهما افكاره وجعل من بغداد مدينة عصية عن السقوط ...". 

واستعرض الباحث عادل العرداوي الأماكن التراثية لبغداد، وفلكلورها وطقوسها في المناسبات الاجتماعية والدينية... 

كما عقب الدكتور جمال العتابي على اسم بغداد الذي وقف عنده الحضور كثيرا كمعنى لبغداد لغويا، واختلاف الرؤى بشأن هذا الموضوع ثم قرأ لبغداد :" الورد ينمو جوار الحجر الصلد أقف أما واجهاتك كما لو كانت ذكرى منسية، امامك تسقط كل ذكريات الفتية، وحقائبهم المدرسية التي تضم اصرارهم وأحلامهم ...".  

تخللت الندوة مداخلات متفرقة من الحضور، لتأكيد معلومة او لتصحيح معلومة عن بغداد وتاريخها الثقافي والسياسي والاجتماعي، اضافة الى مداخلة من الدكتور الشاعر محمد حسين ال ياسين، والدكتور كاظم المقدادي، 

على هامش الاحتفالية كان هناك معرضا للكتاب، لمنشورات اتحاد الادباء، وفقرة غنائية لفرقة التراث البغدادي/ المربعات البغدادية، مع تفاعل كبير من الحضور الذي ازدحمت به باحة الاتحاد.