قمحيّة العين - وليد حسين

  • 28-12-2020, 00:18
  • شعر
  • 1 096 مشاهدة

غنّيتُ للقلقِ المعقودِ في فمِها

لحناً تَهدّلَ في أنّاتهِ ازدَحَما

 فالشعرُ صوتٌ تلظّى في نبوءتهِ

يستحضِرُ الغيبَ في الآفاقِ والعَدما

والوحيُ أرخى لها عمّا تكابدهُ

وما تكشّفَ حتّى أعجزَ الهِمَما

ياويحَ قلبٍ ..

عداهُ الحبُّ في زمنٍ

إذا تأسّى بفقدٍ شاخَ  وانثَلَما

وكانَ يحفرُ  في آثارِ غربتِهِ

يحكّمُ العقلَ ما أخفى الذي بَرما

ولن يميلَ إلى صوتٍ بداخلهِ

وكادَ يوشكُ أنْ يُدلي بما اتّهما

بلا قِبابٍ ..

 يشيدُ الحزنُ أضرحةً

ذاك العويلُ على أوجاعهِ انكتما

أزجى لها الوجدَ مشفوعاً بهالتهِ

إذا تخلّفَ عن ركبٍ وما نَدِما

بئسَ التبرّمُ .. نارٌ طالَ مَضجعُها

دونَ ابتهالِ نبيٍّ تكتوي حِمما

فلتفضحِ الروحُ سرّاً من بشاشتها

وما الجُفَاءُ سوى زَبدٍ بها ارتسما

فهل تُكتّمُ حُبّاً ..؟

عاثَ في جسدٍ

أزرى بمعتنقٍ لم يتّخِذ صَنَما

مهما تخبّطَ

إنّي عاقٌد بيدٍ

أكاد أبصرُ في أحوالِها النَهما

لها اتّساعُ عيونٍ ..

 كلّما برقتْ

تزدادُ شوقاً لما قد قيلَ أو نُظما

أسرى بها الليلُ 

كم يهفو بناعيةٍ

موتٌ تجلّى بذاك البينِ ماعُدِما

حجمُ الغيابِ

تناهى منذ واعيةٍ

وذاك صوتّ أبانَ العجزَ والورما

وحالَ عنها بصيصٌ عن مماحكةٍ

في كلّ صمتٍ تداعى يورثُ العُقما

قساوةُ الفقدِ حلّتْ غير آبهةٍ

بها من الروع تستعصي الذي فَهِما

قمحيّةُ العينِ إذ أغريتَها انكفأت

ولم تبالِ بصبٍّ شاءَ .. فانهزما

قد صيّرتني رماداً دون كُنهتِها

أحاذرُ البوحَ حتّى خلتني بَكُما

أنا الغريقُ بلجّ غادرتْ سُفني

كلَّ المرافئ بحثا عنك فَارتَطما

شيّعتُ قلبي وآمالاً بكِ انعقدتْ

في نابضٍ لم يزلْ للآنَ مُحتَدِما

يسلو بي الهمُّ مشدوداً بلهفتهِ

وما تسلّلَ .. إنْ أزرى بما غَنِما

أقلّبُ الأمرَ قد تغتالني مدنٌ

بها عقوقٌ  فلم تَمنَحكَ مُتّسَما

حتّى أنختُ بأرضٍ دون راحلةٍ

أهادنُ النفسَ طفلاً يبتغي الحُلُما

وتستبدُّ ببعض من مواجعِها

في غمرةِ البوحِ لن تلقاك مبتسما

 ياثورة الشكِّ في فوديكِ ما هجعتُ

تزداد بؤساً بليلٍ دونك السَقما

فهل تجانبُ صوتاً .. ؟

اِنحنى وجعاً

يعبّدُ الدربَ كي يحظى بما حُرِما 

يرمّمُ الحزنَ ما أضنى بناجيةٍ

حيثُ الشعورُ تنامى كلّما هَرِما