الملتقى القصصي البابلي الأول/ الأهداف والمتحقق

  • 8-10-2020, 12:34
  • مقالات
  • 1 319 مشاهدة

أقام المنتدى الأدبي في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين / بابل الملتقىٰ القصصي البابلي الأول/الالكتروني و تحت عنوان ( بابل تأريخ سردي عبر الأزمان ) في دورته الأولى التي حملت اسم القاص والروائي العراقي البابلي عائد خصباك ، للمدة من 1--5/ تشرين الأول/2020 ، وقد كانت المساهمة واسعة من قبل القصاصين البابليين من أعضاء الإتحاد وأعضاء المنتدى الأدبي ، إذ بلغت المساهمات النقدية والقصصية 40 أربعين مساهمة توزعت بين دراسات نقدية خمس ، والمتبقي قصص قصيرة وقصة قصيرة جدا ، وقد شاءت إدارة المنتدى أنت تكون المساهمات حصرا للقصاصيين البابليين ، وتبدت صحة هذا الحصر في ضرورة تقصي المشهد القصصي وحجم مساهمته في الحركة الثقافية في بابل ، وكذلك في توفر إمكانية وضع اليد على قدرة السرديين البابليين القصصية وتأشير المؤثر منها في مجمل المشهد السردي العراقي .

لقد شهد الملتقى مساهمة فاعلة من قبل قصّاصين امتلكوا مشروعهم القصصي عبر منجزات ضمتها مجاميعهم القصصية التي تجاوزت المجموعة الواحدة ، مثل القاص المحتفى به عائد خصباك وباقر جاسم محمد وحسن الغبيني وعباس الحداد وفاضل القيسي وعامر حميو وعمار ذياب ونبأ الشمري وليلى عيال وعلي السباك وعلي خليل ووئام الموسوي وعبد الحسين العبيدي وسواهم ، فضلاً عن مساهمة واسعة من قبل قصصاصين ٱخرين يجتهدون في امتلاك مشاريعهم القصصية الشخصية ، وقد كان هذا الملتقى فرصة طيبةللتعرف على القابليات السردية التي لانشكّ في توجهها المخلص للظفر بمكان مميز في مسيرة المشهد القصصي البابلي والعراقي .

لقد تمكن المنتدى الأدبي من لمِّ شتات القصّاصين تحت خيمة الملتقى وعلى مختلف انتماءاتهم الجيلية ، وعلى الرغم من المساحة الزمنية الضيقة بين الدعوة لإقامة الملتقى وتقديم المساهمات القصصية ، إلا أن الملتقى كشف عن وجود منجزات قصصية يعتدُّ بها تواصلاً مع منجزها الناجز، وأخرى لاتزال في منطقة النشوء والخطوات الاولى في تقديم خطابها القصصي ، ولو كانت المساحة الزمنية أطول مما أعلن عنها ، لكان بإمكان الكتاب من امتلاك حرية في الإختيار وربما توفر وقت كافٍ لتقديم نصوص جديدة وجيدة ، فضلاً عن توفير فرصة للنقاد من تقديم مقاربات نقدية للنصوص التي كانت بحاجة إلى نقد يأخذ بالإعتبار المستوىٰ الذي وصل إليه القص العراقي على أقل تقدير ، ومقارنة هذه النصوص مع المستوى المتقدم الذي وصل إليه القص العراقي ، وبهذا الصدد أرى ضرورة عرض المساهمات على لجنة نقدية تأخذ على عاتقها اختيار الأفضل من المساهمات وإن قلّت المساهمات ، وعندئذٍ يكون الملتقى قد حقّقَ هدفه الفني في تقديم مشهد قصصي بابلي يسهم في تأثيث المشهد السردي العراقي ، فقد كان التباين في مستوى بناء النص ومضامينه ووجهات النظر التي تبنتها النصوص واضحا للمتابع ، ولعل هذا التباين امر طبيعي ، ويكشف عن تعددية الأساليب والرؤىٰ ، إلّا أن بعض النصوص لم تكن في مستوى يؤهلها لأن تقف إلى جانب البعض الٱخر من النصوص التي امتلكت مشروعها السردي المتقدم ، وقد كان بالإمكان تدارك هذا التفاوت الواضح في مستوىٰ استخدام التقنيات السردية المتقدمة واختيار المضامين والإعتناء باللغة بناءً وفناً ، عبر الأخذ بالملاحظات التي أوردتها ٱنفاً ، وقطعاً ليس بالإمكان الإشارة هنا في هذا الحيز الضيق الىٰ توصيفات ذلك التفاوت والتباين بسبب من العدد الكبير للنصوص على نوعيها القصير والقصير جداً ، وجدير بالثناء المساهمات المهمة للقاصّات البابليات في هذا الملتقى، الذي سيدفعهن إلى تقديم الأفضل في الملتقى القادم ، كما أنه سيحفز الأخريات على المساهمة اللاحقة .

لقد شكّل الملتقى علامة بارزة الوضوح في أنشطة المنتدىٰ الأدبي في اتحاد أدباء وكتاب بابل ، دون أن يقف الوضع الحرج لوباء كورونا والتباعد الاجتماعي حائلاً أمام مد الجسور بين الاتحاد والوسط الثقافي في المحافظة وبقية أنحاء وطننا الحبيب ،

تحية وثناءً لكلّ من خطّطَ لإقامة الملتقىٰ ولإتحاد الأدباء المركز ، ولمن ساهم ولمن دعم ، وتحية خاصة للقصّاصين البابليين الذين وجدوا في هذا الملتقىٰ نافذةّ يطلّون عبرها على المتلقي العراقي اينما كان ، وسيتجدد اللقاء في الملتقى الثاني الذي سيكون حتماً افضل تنظيما وأمضى تأثيرا في تقدم السردية العراقية .