عزلة مدهشه - أديب كمال الدين

  • 24-09-2020, 18:00
  • شعر
  • 1 002 مشاهدة

بقُبَّعةٍ من حروف

وقميصٍ من نُقاط

ذهبتُ للقاءِ البحر،

فلم أجد البحرَ في مكانه.

بل وجدتُ قصيدةً عظيمةً زرقاء

مكتوبةً بآلافِ الحروف

ونقطةٍ واحدة.

*

دائماً أسألُ نَفْسي:

كم مَرّة في حياتي

كانَ ينبغي أنْ أطلقَ النّارَ على رأسي

لو لم أكنْ تَوأماً للساحر العظيم

الذي يُسمّى الحرف؟

*

أعرفُ الحبَّ نقيّاً كقطرةِ المطر.

ولذا فكلُّ ما يُقال

عن علاقةِ الحُبِّ بالأحلام

أو القُبَل

أو القصائد

أو حتّى الموت

هي مَحض أكاذيب وهَلْوَسات.

*

في المكتبةِ القريبةِ من البحر

وجدتُ كتاباً غامضاً عن البحر

كتبَهُ شاعرٌ مجهول

أُنتُشِلتْ جُثّتُهُ من بين الأمواج

وهي تغنّي أغنيةً هائلةً

عن الشّمسِ والنِّساءِ والسُّفن.

*

في حلمي البارحة

رأيتُ ناياً قديماً مصنوعاً من الحجر

مَرميّاً على فراشي.

وحينَ سألتُ مُفسّرَ الأحلامِ العجوز،

قال: لا تقلقْ.

هذا ناي شاعرٍ مجنونٍ بالعشق

أو ناي مجنونٍ يعشقُ الشِّعر.

*

في المنفى قلتُ لهم:

أريدُ وطناً.

فاعتذروا.

قلتُ: أريدُ امرأةً لا تملُّ من القُبَل.

فاعتذروا ثانيةً.

قلتُ: أريدُ عُزلةً مُدهشةً.

قالوا: خُذْها عُزلةً مُدهشةً إلى الأبد.