عبد الرزاق الربيعي في جلسة تفاعلية

  • 14-09-2020, 01:06
  • نشاطات ثقافية
  • 1 452 مشاهدة

الشاعر يشترك مع الأطفال بقاسم مشترك هو الدهشة


متابعة - أحمد رافع


ان الشعر هو شغف طفولي والشاعر يشترك مع الأطفال بقاسمٍ مشترك هو الدهشة والحديث عن الطفولة طويل ولا ينتهي عند شيء معين .

ضمن برامجه التي تندرج تحت عنوان " اتحادك في بيتك " استضاف منتدى ادب الطفل في جلسته الرابعة عشر في امانة الشؤون الثقافية في العراق الشاعر وكاتب الاطفال عبد الرزاق الربيعي للحديث عن تجربته الإبداعية في الكتابة للأطفال شعرا ومسرحا في حوار ثقافي غطى من خلال هذه الجلسة الإجابة على اسئلة المشاهدين من خلال بث تفاعلي مباشر عبر منصات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق في الفضاء الافتراضي وعلى مدى ساعة كاملة تحدث الربيعي عن بداياته في أدب الطفل في الأجابة على السؤال المطروح ( كيف بدأت الكتابة للطفل) وأجاب الربيعي على ذلك " نحن لم نكتب شعر الأطفال وفق نموذج مسبق ولا طلب منا أن نكتب ولكن كتبنا للطفل عندما استطعنا أن نستحضر طفولتنا، هذا الأستدعاء للطفولة هو الذي جعلنا أن نستمد منها كل ما نحتاجه في عملية الكتابة للطفل التي توصف بانها الكتابة الأصعب لأن هناك مقولة لبيكاسو يقول: كل رسام يطمح ان يحتفظ بالعفوية التي تعرفها اصابع الطفل.

وأضاف الربيعي مسترسلا اجابته في بدايته للكتابة عن الطفل ان الكاتب يعود الى طفولته ويستحضر ماضيه وهذا هو الرهان الاكبر والمهمة الاصعب التي تحتاج الى استعداد فطري أن يتنازل الشاعر عن وعيه الحاضر ويصغر الى ان يفكر بذهن الطفل وكذلك يتخلى عن كل ريش اللغة ويحتفظ بمفردات محدودة لسبب بسيط لان ذخيرة الطفل اللغوية هي قليلة نسبيا فهو يحاول ان يصور العالم ،العالم الذي يريد التعبير عنه للطفل ببضع كلمات هي كل ما يمتلكه الطفل.

وقال الربيعي انني عشت في طفولة فقيرة ماديا لكنها كانت غنية بالحكايات والطقوس والموسيقى والاغاني.

ونشأ الربيعي في مدينة الثورة في بغداد التي تسمى بمدينة الصدر الآن، نشأ فيها خمسة عشرة عاما فهي الخلفية للطفولة التي يتذكر فيها الربيعي السنوات عندما كان يسمع صوت داخل حسن يغني في احد الأعراس ويمضي بهذا الصوت ويتبعه الى بقية الاعراس بكل عفوية وبساطة ،كذلك الحال مع حسين سعيدة والمطربة ريم وستار جبار وبسبب هذا الامر صار مدمنا على الأوبرا لانه يستعيد فيها تلك الاماسي وهذا جانب من حكاياته عن الطفولة وهي الحكايات التي حملها اهله من العمارة وتحديدا في الميمونة والتي صارت فيما بعد تطرز ليالي الربيعي بحكايات الطيور والى آخره فهذا كله خزين في ذاكرته.

وأكد كلامه بمقولة سبيدر عن الذاكرة قائلا "يجب على الشاعر أن يكون يمتلك قدرات غير عادية في السمع والرؤية والتخيل والذاكرة "

فالربيعي هنا يستعيد ذاكرته ويؤكد على التدريب في استعمال الذاكرة واستعادتها من خلال الخبرات المتراكمة فهو يفتح أفق للتخيل ومن هذا الباب تبقى الذاكرة عصب الشعر.

فالبيئة التي عاش فيها الربيعي طفولته وكذلك في طقوس عاشوراء واستذكاره أول قصيدة يسمعها ( جابر ياجابر مادريت بكربلاء شصار....) فهذه الطقوس بقت عالقة في ذاكرته وهي تدربه على الموسيقى وتغذي المخيلة فهذه كلها تظهر فيما بعد داخل النص.

فكتب للاطفال وهي النقطة التحول المهمة منذ كان عمله في دار ثقافة الاطفال سنة 1980 وعمله محررا في مجلتي والمزمار الذي اخبره المرحوم عبد الآله رؤوف انك في يوم من الايام ستعمل في هذه الدار . وان عبد الرزاق عبد الواحد فتح له هذا الفضاء وأخبره انك ستكون واحد من أهم شعراء الاطفال في العراق .فكانت تجربته في دار ثقافة الاطفال تجربة غنية وثرية فهي المنطلق الأول في كتابته عن ادب الاطفال. واصدر ديوانين شعر للاطفال خلال تلك السنوات وكتب قصص الاطفال وسيناريوهات مصورة ونصوص مسرحية .

أضاف الربيعي في جلسته ان الناقد الحقيقي في ادب الطفل هو الطفل نفسه واستذكر مواقف مرت عليه منها موقف يسر بت آمال الزهاوي فكانت لديه قصيدة يقول فيها:

وقطرة من الندى

صافية

رأيتها غافية

قالت اريد ان ارى النهارا

والشمس والاطيارا

اخذتها من كفها الدافية

وحينما اقتربت من مدينة النهار

عدلت عن قراري

لأني حين ألتفت لم أجد صديقتي جواري .

فهذه الفتاة يسر كانت صغيرة بحدود السبع سنوات وتقرأ هذه القصيدة وفجأة سكتت لتقول: كيف قطرة ندى وكيف اخذتها من كفها الدافية"

فاخذ الدرس من الطفلة الصغيرة فقام بتغييرها الى الحاني.

واردف الجلسة بقراءات من نصوص الاطفال وكان من بينها نص "عاليا يانجوم"

عاليا عاليا يا نجوم السماء

حلقي واسرحي وامرحي في الفضاء

سلميلي على بدرنا الطالعِ

وعلى خديه قبلتين اطبع

نيزكا نيزكا املئي تلتي

وانزلي ساعةً نوري غرفتي

وارقصي يا نجوم والعبي يانجوم

انزل لنا ياقمر

نلعب تحت الشجر

ونلمئ النهر

انوارك البهية زوارق فضية

تضيء كالدرر

تعال ياقمر

نعبد الدروب بالحب بالطيور

بشعرك الطويل ياقمر الجميل

فيهرب الظلام ويسعد البشر

تعال ياقمر

--

كذلك نص آخر كتبه للروضة:

ماما كتبت درسي

على جبين الشمس

ماما كتبت اسمي

على شفاه الغيمِ

ماما شدت ضفائري

للفجر في دفاتري

--

لوكان لي جناح

سافرت للنجوم

وسقت من بريقها لغرفتي مصباح

لو كان لي جناح طرت للسحاب

وحكت من ردائها لزهرتي ثياب

لو كان لي جناح

سافرت للقمر وعدت من رياضه

بباقة من الزهر

لو كان لي جناح

اعطيته لطائر مقهور جناحه مكسور

لكي يطير منشدا يرقص في الصباح


وختم الربيعي جلسته بشكر وتقدير الى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق والى منتدى ادب الطفل والدكتور علي هارف والاستاذ عمر السراي ويوسف الزبيدي والدكتورة زينب عبد الامير وآخرون من الأدباء وكل من شاهد جلسته .