بلاد مفخخة - علي فرحان

  • 30-08-2020, 22:50
  • شعر
  • 896 مشاهدة

البلاد التي أزدردت أبناءها

في سيف سعد والفاو و حلبجة وحفر الباطن

البلاد التي هي اور واشور وبابل

سليلة الحسب والنسب

أم عشتار وأخت أنكيدو

تـــــــــــــــ

ئــــ

ن

من الجرح / القطار يقطع أوصالها

والشعراء أغلبهم خائفون

يلموّن مدائحهم من بلاط القواعد / أقصد القصور الرئاسية

لا شيء أقصد غير البلاد

ولا شيء أحصد من حاضر مترف بالقنابل

تستاف أوجهنا

من يؤدلجها هذي القذيفة ؟

من يمسح الدمع والدم عن وجه هذي البلاد الاليمة والمؤلمة

سيّان هذا الصباح

أسود كالجمل الرخو / أسود من كربلاء

فلماذا ستكشف عورة عمرو أمام القوات متعددة الجنسيات

ولماذا يحمّل عمار مالا يطاق ؟

سيان يا سيدي وقع أقدامهم فوق احلامنا

فالهمرات السريعة تشلع أسفلت أعمارنا

وتمر على القلب ، تماما على القلب

تحذر أضلاعنا

وطن في الجنوب / ينوب عن المقابر الجماعية /

وطن في الجيوب / تطقطق أوراقه حين أبكي

وانا في الوسط

والهمرات السريعة تجري تماما على القلب

الوسط الان ينوب عن المقابر الجماعية

***           ***             ***

الشمال مثال الوطن / يدور لنشرب أوجاعه ليس إلّا

البلاد التي هي اور واشور وبابل

أم عشتار وأخت أنكيدو

يتضوع يأس حماماتها في التكايا

لا ذكريات ستنجو

لا رواة لهول الدم المترنح ،

فالبلاد القديمة ترفس تحت خيول المغول .

***           ***           ***

لست مع الدم

أنني معه حين يجري بأوصال طفلي

وليس بمستنقع

ولهذا أمر على رصيف العمر بحذاء لاستيك

يسهل تلميعه

***          ***         ***

الغد الرخو ، الذكريات الاليمة، العمامات بألوانها، بول الاذاعات ، الهـــــــــــــــمرات

الوعود الكسيحة ، العبوات الغبية ، الكهرباء اللعينة

قاسمنا المشترك

***        ***          ***

الانكليز رحلوا وعادوا

الملوك رحلوا وعادوا

الطبّالون رحلوا وعادوا

الشيوعيون والبعثيون والقوميون رحلوا وعادوا

الشهداء والعشاق رحلوا

الامريكان حلوا واحتلوا ووزعوا حلوى النصر على الملوك والطبالين والشيوعيين والبعثيين والقوميين والتكنوقراطيين والديمقراطيين والفدراليين والارهابيين

***             ***              ***

ولدجلة التي هي بنت البلاد التي هي أخت أنكيدو

خطواتنا المستريبة ،

ولدجلة من مات حرقا ودهسا ورميا وسهوا بتفخيخ أيامنا

ولدجلة أعمارنا المتورمة بالأحلام .

دجلة خمرتنا المستحيلة. نشربها كيفما أتفق

لا ورب العمامات . لا ورب القساة . لا ورب الموبايل . لا ورب التجارة مفتوحة كالحدود وأعراضنا . لا ورب الشمال الذي كان حرا واصبح منغلقا دوننا .لا ورب العراق المفخخ بالحلم . لا ورب العراق الهزيل النحيل المضيع والمنتهك . لا ورب العراق جنوب فقط . لا ورب العراق شمال فقط . لا ورب العراق وسط . لا ورب العراق

لا ولا كل أربابهم

بالعمامات او بالشراويل او بالدشاديش

كاشفة أعقابهم ،سيبقى العراق دما ساخنا

***           ***                  ***

سواء ستعلك أعمارنا الحرب

الجنرالات

الملوك او الهمرات

سواء سنموت بالغازات السامة او في المقابر الجماعية

جنوب الوطن او شماله

سواء انقطعت الكهرباء او اعناقنا

فالوطن باق في النهاية.

                                      * * *