رسالة سابقة لأوانها بوداع مؤلم ، ووصية مختومة بلوعة
قصيدة " صباح الخير ... بعقوبة " للشاعر الراحل إبراهيم الخياط
الزخم الصًوري وتَكثيف محمولات الأسماء دلالياً
قصيدة " صباح الخير ... بعقوبة " للشاعر الراحل إبراهيم الخياط
الزخم الصًوري وتَكثيف محمولات الأسماء دلالياً
رغم إن القصيدة قد كتبت قد رحيلهِ بـ عقدين من الزمن أو أكثر ، لكن حين نتفحص إستذكاراتهِ المبثوثة في المتن النَصي ، قد يأخذنا العجب بتلك السيميائية المذهلة ، والإستنساخ الحياتي الذي سبق أوانهُ ، يأخذنا العجب بذهول !.. بما آلت لهُ روحهُ من تنبؤ لما يحدث لهُ في قادمات الأيام وهو القائل : " هي القيامة قد قامت \ وفيها واحـدة لا تكفي \ فكم “ نجف” تحتاجين بلادي \ في ازدحامات الحروب " 1. قد يبدو للمتلقي كأنها" القصيدة " سبقت رحيله بيومٍ أو ليلة أو ربما ساعة الإحتضار. فـ " التحية " التي إستهل عنونتهِ بتحية متمدنة وبتفاؤل متضمخ بالطيبة " صباح الخير " التي أعادتنا إلى أيام الهناء ، فرؤى القصيدة بما يشبه إحصائية وإستبيان وتقصي بجرد الأمكنة المُحببة للقلب ، نعم إستذكرها وكأنهُ على دراية بنهايتهِ المؤجلة ، لذا زج كل هذا الزخم الإستذكاري " الصوري " والتكثيف الدلالي كي تبقى تعيش معهُ أينما رحل ، فهذهِ الاستعادة هي رائحة المتعبين وعرق الكداحة والطيبة ، هي رجع الأصداء عبر أشواق تكاد أن تكون أشبه برسالة برموز مشفرة ومختومة كما بوصية صاحبها ، تراهُ يتعاطاها بحميمة من المنفى وجبهة القلب ، يرسلها عبر الأثير يود أن يسمعها كل من في بعقوبة من بشر و شجر , حجر و مدر , ماء و هواء و أهواء ، هذا ما جاء في قصيدتهِ " صباح الخير ... بعقوبة " من ضمن مجموعتهِ الشعرية " جمهورية البرتقال " من منشورات الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق – دار الشؤون الثقافية العامة -2007 ، إخترتها من بين كل هذا التَحشد الحيَاتي اليَومي ن وكما هو القدر الذي إختارهُ من بين ثلة من أصحابهِ ، هي مواءمة مع الحدث الذي غيبهُ ، كون القصيدة رسالة سابقة لأوانها بوداع مؤلم ، ووصية مختومة بلوعة إستذكار للذي ذكرهُ وإستذكرهُ حُباً مكثفاً لما رأهُ وسمعهُ حتى جاءت الأسماء والصور والشخوص والأشخاص والمحمولات والإستدلالات بمحبة أليفة . نرى قد ذكر التضاد العيني ، من المهمش والبارز ، المنسي والمذكور ، الغائب والحاضر ، المركزي والفوضوي ، المتحزب والحيادي ، المسكين والمستكين ، حتى جاءت القصيدة كلوحة تشكيلية تظم ما خطر بمخيالهِ من طرق الموروث الشعبي بإمتياز ، حتى تحية " صباح الخير " والتي أستفتح بها نصه نكاد أو ما عدنا نسمعها ألان ، وكأنها لا توائم حياتنا المؤدلجة بفعل بث ريح ما لا نشتهيها قد تطبعنا عليها قسراً وقهراً. وقد أراها تتناص مع " أرض البرتقال الحزين " المخطوطة والمدونة بلوعة ورؤى الشاعر " غسان كنفاني " والذي يقول الناشر : هي محاولة " كنفاني " الثانية لتأسيس رؤية إبداعية للأفق الفلسطيني الذي سيبقى بكلماتهِ ، والأفق يأتي ممتزجاً بالذاكرة " 2 كما هو عند " الخياط " الذي وظف بشمولية جمهوريتهِ بلك القصيدة المنوه عنها فكانت رؤاها من أفق المدينة " بعقوبة " بكل غنجها ودلالها وعذوبتها وعفويتها .
يسترسل الشاعر الخياط في قصيدته الاستذكارية " صباح الخير ... بعقوبة " .
تحيته الفضية أو رسالته المتلئلئة بإبلاغ السلام على يوميات ومشاهدات تراها تؤرقهُ حباً كي يصحو أبداً ، وكأنهُ يودع مدينتهِ برسالة مكثفة من محمولات الأسماء ، كوصية أودعها بيد صديق صادق وإستحلفهُ أن يمر على كل ما في الرسالة من مسميات كي يبلغهم التحية ، وكما قيل عنهُ " تستند المفردات الشعرية في قصائد الشاعر إبراهيم الخياط على عمق الصورة الإيحائية ذات المدلولات الحسية والرمزية التي تستمد من التراث الحضاري لهذا البلد ومن أوجاع القاطنين فيهِ " 3 :
صباح الخير على الشَاخة
على الصبحِ
على الأحبة
على شارع "الأطبة"
على المساطر المكتظة
بالفج و العمال و العبوات
على "العنافصة"
على الملاية "مائدة" 4
على الشاخة , على الصبح و الاحبة وشارع الاطبة , على المساطر المكتظة , بالفجر و العمال و العبوات , الى الكادحين و اشخاص و مسميات عزيزة على نفس الشاعر حيث يهندس سرديته بلهفة مرتحل أو مرحل , مهاجر أو مُهجر ، مسافر أو مسفر قسرا" لمحطة تكاد أن تكون خالية ، هكذا يحس البعيد في إستذكارهِ كل لحظة . هذا الإكتضاظ الحياتي قد صورهُ في صباحية مدينة تعبق منها روائح الدنيا قبل أن تلوثه أنفاس المارة ، خلتهُ يطلُ عليها من نافذة منارة عالية تتراءى أمامه كل المعالم ، ولسان حاله يقول " صباح الخير يامدينتي " المدينة التي تغفو على إنسيابية " ديالى " وتصحو على تغريد البلابل في بساتينها ، هي الأقرب لقلبه الشجي . نعم رسم صورة الصباح بلوحتهِ وكأنهُ يراقب بزوغ الشمس من مساطر العمال – صوت الملاية – الشَاخة ، هي مواقيت تخزنها ذاكرته .
المكان يفضي بنا الى محور الانفتاح " بعقوبة " بكل جمالها و جماليتها و قرينتها البرتقال بعطره الزكي
هاتان التؤمتان المتعانقتان أبد الدهر , لا تذكر بعقوبة منفردة من دون البرتقال " الفردقال " هكذا ينطقها أهل
بعقوبة حصرا" , لذا ان الخياط بعقوبي حتى النفس الاخير .
يستمر الخياط بتحياته وفق لغة واقعية الطرح بالمتضادات " السجن و الحمامة / الجنة و الجحيم / المحافظ و فوزية " لماضي يسرده من واقع المدينة وهو لم يوظفها لغرض الزخرفة أو التزويق ، وإنما ترك المسميات على حالها بلهجتها المحلية المعهودة حيث تأسف على خبو سطوعها و فقدان ملامحها .
ان الخياط استنطق الاشياء و منحها صفة " العقلانية " لذا أبلغها التحية حيث استخدم الضرورة لملائمة الايقاع و القافية في مفردة " الأطبة " بلهجتها الدارجة المحلية كي تلائم مفردة " الأحبة " .
ان القصيدة يومية نلمس بها حالة الزحام الكثيف في التسميات والزخم الصوري في إحصائية بما يشبه " الإستبيان " المعرفي للمشهد اليومي المألوف ، غرضهُ أن يغطي ويحيط
يسترسل الشاعر الخياط في قصيدته الاستذكارية " صباح الخير ... بعقوبة " .
تحيته الفضية أو رسالته المتلئلئة بإبلاغ السلام على يوميات ومشاهدات تراها تؤرقهُ حباً كي يصحو أبداً ، وكأنهُ يودع مدينتهِ برسالة مكثفة من محمولات الأسماء ، كوصية أودعها بيد صديق صادق وإستحلفهُ أن يمر على كل ما في الرسالة من مسميات كي يبلغهم التحية ، وكما قيل عنهُ " تستند المفردات الشعرية في قصائد الشاعر إبراهيم الخياط على عمق الصورة الإيحائية ذات المدلولات الحسية والرمزية التي تستمد من التراث الحضاري لهذا البلد ومن أوجاع القاطنين فيهِ " 3 :
صباح الخير على الشَاخة
على الصبحِ
على الأحبة
على شارع "الأطبة"
على المساطر المكتظة
بالفج و العمال و العبوات
على "العنافصة"
على الملاية "مائدة" 4
على الشاخة , على الصبح و الاحبة وشارع الاطبة , على المساطر المكتظة , بالفجر و العمال و العبوات , الى الكادحين و اشخاص و مسميات عزيزة على نفس الشاعر حيث يهندس سرديته بلهفة مرتحل أو مرحل , مهاجر أو مُهجر ، مسافر أو مسفر قسرا" لمحطة تكاد أن تكون خالية ، هكذا يحس البعيد في إستذكارهِ كل لحظة . هذا الإكتضاظ الحياتي قد صورهُ في صباحية مدينة تعبق منها روائح الدنيا قبل أن تلوثه أنفاس المارة ، خلتهُ يطلُ عليها من نافذة منارة عالية تتراءى أمامه كل المعالم ، ولسان حاله يقول " صباح الخير يامدينتي " المدينة التي تغفو على إنسيابية " ديالى " وتصحو على تغريد البلابل في بساتينها ، هي الأقرب لقلبه الشجي . نعم رسم صورة الصباح بلوحتهِ وكأنهُ يراقب بزوغ الشمس من مساطر العمال – صوت الملاية – الشَاخة ، هي مواقيت تخزنها ذاكرته .
المكان يفضي بنا الى محور الانفتاح " بعقوبة " بكل جمالها و جماليتها و قرينتها البرتقال بعطره الزكي
هاتان التؤمتان المتعانقتان أبد الدهر , لا تذكر بعقوبة منفردة من دون البرتقال " الفردقال " هكذا ينطقها أهل
بعقوبة حصرا" , لذا ان الخياط بعقوبي حتى النفس الاخير .
يستمر الخياط بتحياته وفق لغة واقعية الطرح بالمتضادات " السجن و الحمامة / الجنة و الجحيم / المحافظ و فوزية " لماضي يسرده من واقع المدينة وهو لم يوظفها لغرض الزخرفة أو التزويق ، وإنما ترك المسميات على حالها بلهجتها المحلية المعهودة حيث تأسف على خبو سطوعها و فقدان ملامحها .
ان الخياط استنطق الاشياء و منحها صفة " العقلانية " لذا أبلغها التحية حيث استخدم الضرورة لملائمة الايقاع و القافية في مفردة " الأطبة " بلهجتها الدارجة المحلية كي تلائم مفردة " الأحبة " .
ان القصيدة يومية نلمس بها حالة الزحام الكثيف في التسميات والزخم الصوري في إحصائية بما يشبه " الإستبيان " المعرفي للمشهد اليومي المألوف ، غرضهُ أن يغطي ويحيط