زرتُ الحسينَ لأنّني أهواهُ..
وعرفـــــتُ قدْرَ محبتــــي بــــرؤاهُ..
وشممتُ عطرَ تُرابهِ في دمعةٍ
وملكتُ نــــــــــوراً مُترفــــــــــــاً لنداهُ..
ووقفتُ عندَ حماهُ أطلبُ حاجتي
إذْ كانَ موئلَ حاجتي بحماهُ..
ونزلتُ حائرَهُ أطوفُ بركنــــــــهِ
وتحيّرتْ في مُقلتـــــــــــــــيّ الآهُ..
صلّيتُ والمحرابُ قلبي مذعناً
وســـــــــعتْ إليهِ منابرٌ ترعاهُ..
هوّمتُ والذكرى شطوطُ تأمّلٍ
في ساحةِ الطّفِ انبرتْ ذكراهُ..
وتساءلتْ كلّ الدموعِ لترتمي
أعتابَ صرحِكَ والسّما تنعاهُ..
وعلى الضفافِ مقاتلٌ تحكي لنا
كيفَ الخيولُ تقاسمتْ مرماهُ..
كيفَ الخيامُ تمزّقتْ في لوعةٍ
وتشرّدتْ بينَ الحرابِ نِساهُ..
حتّى الشموسُ تكسّفتْ وتعطّلتْ
بالحُزنِ بين دمائهم تنعاهُ..
زرتُ الحسينَ أزورهُ وأزورهُ
بل كلّ عمري هاهنا أحياهُ..
ظَمَأَ القصيدُ على ضفافِ حروفهِ
فاكتالَ من وحي الدّعاءِ سناهُ..
واختارَ عنوانَ الخلودِ لهُ المدى
ما كانَ بيتاً للقصيدِ سواهُ..
واختارَ كُتّابٌ سروجَ خيولهِ
وتخيّروا دونِ الدّنا مثـــــــواهُ..