صلَّتْ بكَ الشمسُ ، أم طافتْ بكَ الشُهُبُ ؟
حَتّى اصطفتكَ إلى أسرارِها الكتبُ ..
أم كُنتَ وَحيًا لِسِفْرِ الطفِّ مُنْتَبَذًا ..
طافَتْ على وَحيِهِ الأسفارُ وَ الرُتَبُ ..
يَا آيةً خَطّهَا جبريلُ مُنكسِرًا ..
فوقَ النَواويسِ فَاحمرّتْ بِها السُحبُ ..
وَ أمطرَتهَا بعاشوراءَ وَاهِبــــةً ..
دونَ التفاسيرِ تأريخًا لِمن كَتبوا ..
كقابِ قوسينِ منها كُنتَ مُقتَربًا ..
بُراقُكَ الرمحُ للفردوسِ تقتربُ ..
كي تَنزعَ الهيفَ مِن ينبوعِ كوثرِهَا ..
بلا صَدىً و استدارتْ خلفَكَ الحجُبُ ..
لكنَّ مِعرَاجَ يومِ الطفِّ ليسَ له ..
إلّا المنَايا لِحزِّ النحرِ تَرتَقِبُ ..
على شَفا الرمحِ كنتَ الدينَ و اختُصِرَتْ ..
على تَراتيلِكَ الأزمانُ و الحِقبُ ..
فكنتَ أنتَ ذبيحَ اللهِ لا عوَضًا ..
و لا صفيَّ سواكَ اليومَ يُنتَجَبُ ..
و كُنتَ أنتَ يسوعَ الصبرِ يومَ كبَا ..
على جِراحاتِهِ الإنجيلُ يَنتَحِبُ ..
وَ كنتَ أنتَ خليلَ اللهِ حينَ هَوى ..
منكَ الرضيعُ بسهمِ الغَدرِ يَختَضِبُ ..
آمَنتَ بالموتِ ، ظَمآنًا قَدِمتَ لهُ ..
وَ بينَ جَنبيكَ لاذَ الموتُ يَرتَعِبُ ..
وَ صِحتَ : هيَّا خُذيني يا سيوفُ إذا ..
لَم يستقِمْ دونَ قتلي الدينُ وَ النَسَبُ ..
صِرتَ اختصَارًا وَ إعجازًا و أحجِيَةً ..
وَ حارَ في وَصفِكَ المَعلومُ وَ العَجَبُ ..
يا ثورةً هزّتِ الطاغوتَ مِنْ دِمِهَا..
فَأينَعتْ مِن صدى هيهَاتهَا القببُ ..
سِفرُ الشهَادةِ قَدْ سَمّاكَ سيدَهُ ..
طوبى لكَ السِفرُ وَ التَشريفُ وَ اللقبُ ..