برحيل النواب فقدت الساحة الأدبية العراقية والعربية رمزا من رموز الثورة والأدب
"لا تفرح أبدمنه ..لا يالكطاعي
صويحب من يموت .. المنجل يداعي
حـــــاه شوسع جرحك ما يسده الثار
يصويحب وحك الـــدم ودمك حار
من بعدك مناجل غيظ أيحصدن نار
شيل بيارغ الدم , فوك يالساعي
صويحب من يموت المنجل يداعي ...".
بهذه القصيدة (الثورة) صدحت حناجر الشباب في باحة اتحاد الأدباء، في مراسيم تشييع الشاعر والمناضل الكبير مظفر النواب، ولم يدخر اتحاد الأدباء جهدا في مناشدة الرئاسات الثلاث، لنقل جثمان الراحل الى بغداد، ليكون جوار أهله ومحبيه ومريديه، فكان الشباب في اتحاد الأدباء من شعراء وعمال وموظفين وبإشراف إدارة الاتحاد، يعملون بهمة ونشاط الى ساعات الفجر الاولى ليوم السبت 21 آيار2022 ، ليكونوا في استقبال جثمان النواب. وفي اتحاد الأدباء وقف حشد من الأدباء والمثقفين والناشطين المدنيين، تسبقهم دموعهم التي تحولت الى اناشيد وهتافات وطنية، تطالب بوطن آمن لأبنائه المخلصين في الداخل والخارج.
تشييع الراحل النواب كان مهيبا يليق بتاريخه الحافل بالثورة ورفض الظلم والخضوع للسلطة، فكان الشاعر والموظف والعامل والفلاح والسياسي في مراسيم توديعه الى مثواه الأخير.
الشاعر والمناضل الكبير مظفر النوّاب شاعر يساري عرف بقصائده الثورية التي انتقد بها الانظمة العربية، لتصبح فيما بعد أناشيد يتغنى بها الشباب في تجمعاتهم اليومية وفي تظاهراتهم ضد فساد السلطة، واشتهر بكتابة الشعر باللغة العربية الفصحى وباللهجة العامية التي نافست ببلاغتها القصائد الفصيحة، هو شاعر استثنائي، بشعره وبثورته.
ولد النواب في بغداد عام 1934لعائلة موسرة تقدر الفن والشعر والموسيقى، لكنه ترك حياة الترف ليكون بين ابناء شعبه ويحكي عن هموهم ومعاناتهم مع السلطة، فكان انموذجا يحتذى به كشاعر وانسان.
يذكر ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نعى الشاعر مظفر النواب وقال في تغريدة على تويتر ان "الراحل الكبير مظفر النواب، العراق الذي طالما تغنّيت باسمه أينما حللت، وأفنيت عمرك لإعلاء مكانته، يكتسيه الحزن وهو يودّعك الى مثواك الأخير مُثقلاً بأسى خسارة ابنٍ بار ومبدعٍ لا يتكرر"، وقد امر بنقل "جثمان شاعر العراق الكبير مظفر النوّاب بالطائرة الرئاسية ليوارى الثرى في أرض الوطن، مثلما أراد النواب، وشارك في تشييعه من مقر اتحاد الأدباء.
ولأنه مظفر النواب العراقي المناضل والشاعر الرقيق المنتمي للأرض والانسان رفض تخليد سيرة حياته في فيلم سينمائي او عمل روائي، ليبقى أثره الكبير في قصائده التي صدحت بصوته المميز وطريقة القائه الفريدة، ليفز في قلب العراق الف صويحب يطالب بحق الناس والوطن والاطفال .