أرّختُ للريحِ .. درباً فانحنى عِوجا
أسرى هطولَ ندىً
في الأرضِ فانفرجا
فكان كالضوءِ يجري في ربى عدنٍ
بهِ المدينةُ ولهى تُبصرُ الهَوجا
كي يعمرَ الوجدُ تنهالُ الرؤى شغفاً
وما تعثّرَ صبٌّ يعتلي اللُّجَجا
يكادُ يلمسُ من عينٍ سنا دعةٍ
ويكتمُ الدمعُ عن وجناتهِ الحَرجا
يداعبُ الروحَ يمضي في مفارزِها
وما تقلّدَ إلّا البوحَ كي يَلِجا
كم أرتجي ..
وبلوغُ الحبِّ حادَ بنا
عمّا تولّى وغالى فيك .. ما انزعجا
أيُّ المشارقِ عن غاياتها ارتحلت
وأنت تحجبُ عن أقمارنا الحُجَجا
سيّانَ عندي على علاتِها انهمرت
مساربُ اللحظِ تستقصي الهوى لَعِجا
وكادَ يمسكُ عنّي ما ألم بهِ
لولا شعورٌ إلى فوديهِ قد وَلَجَا
وعادَ وجهٌ تجلّى منذُ ضحكتها
وشادَ فينا بريقاً أترعَ الوَهَجا
ولّيتَ نحوي غداةَ البين متخذاً
صبرَ النبيين درساً أسعفَ المُهَجا
مناهلُ الليلِ مازالت مُلبدةً
بالذكريات وأفرى الصبحُ ما نُسِجا
مسافراً بين آهاتٍ تحرّكني
كي أقصدَ النخلَ كانَ الدربُ مُنعرجا
ياويحَ قدٍّ .. تبارى غير منكفئ
يعطي المليحةَ شكلاً دونك النضِجا
وما تركت ندوباً رغم حاجتنا
أن نستبيحَ فماً للآنَ مُنبلجا
لمّا أزحتُ ستار الخوفِ حاط بنا
شوقٌ تفرّسَ قد أخفى الذي اختلجا
مُتمّماً بعضَ ما شادت لواعجُهُ
ومحبطاً كلَّ شوطٍ يُلعنُ العرِجا
وتستطيل بلا ختلٍ مواعدةٌ
فهي انعكاسٌ لجفنٍ باتَ منحرجا
أحلامنا ترتدي أشتاتَ شاردةٍ
لها أسالَ شهيَّاً مورقاً لزِجا
أهلاً أقولُ لمن أرسى مناسكَهُ
أحلَّ للماءِ كي تبتلَّ مُمتَزِجا
وأن تهيجَ ثمارَ الطلعِ مكتشفاً
حجم البراعمِ في سعيٍ بما دَرَجا
فما عساني .. ونصفي عالقٌ ثملٌ
يَستمرئُ الصمتَ ..
هل يكبو إذا لَهِجا ..؟