حذام يوسف طاهر
تشكو الأديبات من فقر مشاركاتهن في المحافل الأدبية، وضعف الدعم الرسمي للنساء في الوسط الثقافي، ويستغربن من عدم تسمية المهرجانات او الشوارع بأسماء الأديبات الا نادرا!، فيأتي رد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الخيمة الأجمل لكل الأدباء، ليعلن تسمية مهرجان الجواهر لهذا العام بإسم الشاعرة لميعة عباس عمارة، ليؤسس للقصيدة الأجمل بحب العراق بين رقة لميعة وعذوبة الجواهري، هنا لابد من الوقوف مع عدد من الأديبات وسؤالهن، كيف استقبلن خبر تسمية مهرجان الجواهري بإسم لميعة عباس عمارة.
الشاعرة غرام الربيعي تؤكد ان الاختيار متعمد لغايات ثقافية عالية الدلالة فمنظمي المهرجان يرفعون شعار الشعر شعر بلا تجنيس :"الشاعرة لميعة في السماء الشعرية نفسها التي ينتمي لها الجواهري، واختيارها يعطي نظرة واسعة وشاملة ومغايرة للمفهوم الجندري العابر للهيمنة السلطوية وذكورية الثقافة التي يتمسك بها البعض، هي التفاته رائعة لتطبيق المفهوم الثقافي في معيارية الرمزية في اختيار الشاعرة لميعة عباس عمارة لمهرجان الجواهري، ولابد من الاشارة الى ان مهرجان الجواهري من المهرجانات المهمة والكبيرة التي يشارك فيها كل أقطاب الشعر العراقي من شمال جماله لجنوب قوافيه، لذا هو منبر للإبداع والتجدد نحو المغايرة والانتماء للإبداع الثقافي الشمولي الذي يبدد المقاسات الجافة والجامدة، مؤيدة لاتحادنا الكبير وهو يتبنى هذه المفاهيم التي تعبر النفق الضيق نحو الضوء، وبالتأكيد كوني شاعرة يمنحني المسرات لانتمائي النسوي الذي يضعني في معادلة الشعر المتزنة بالمعيار الابداعي لا المعيار الاجتماعي والجندري".
القاصة والروائية رغد السهيل تجد ان الشاعرة لميعة عباس عمارة رمز عراقي يلمع في تاريخ عطاء المبدعات العراقيات والعربيات خصوصا والمبدعين عموما:" ما الاحتفاء بها الا واجب وتقدير لتاريخها المتميز وهي العراقية الخالصة حتى بنبضات كلمات قصائدها التي تجعلك ترى العراق من البعد، لكن تمنينا ان يكون هذا خلال حياتها لتشعر بتقدير أهلها وشعبها لتاريخها الطويل فاصل التسمية رسالة وفاء وعرفان جميلة، هي الان بين يدي رب كريم رحمها الله ولن تسمع بهذا الاحتفاء، بكل حال يظل اسمها نجمة تضيء في تاريخ الادب العراقي وذكرها بالتأكيد أفضل من عدمه، اتمنى من إدارة الاتحاد إعادة طبع مجاميعها الشعرية الكاملة كي تصل للأجيال الجديدة ..".
الروائية ابتسام الطاهر تصف الشاعرة عمارة بالنخلة العراقية :"لميعة عباس عمارة قامة شعرية عراقية شامخة كنخيل العراق الشامخ، زاملت اهم شعراء الحداثة السياب ونازك الملائكة والبياتي، لكنها تفوقت بقصائدها التي كتبت باللغة المحكية، لا اريد ان اقول قصائد شعبية فكل القصائد باي لغة تكتب اذا لم تكن شعبية فلا تعد من الشعر، تميز شعرها كذلك بجرأة الطرح سواء على الصعيد العاطفي او السياسي، فكانت رائدة في هذا المجال، كُتب عنها الكثير من قبل النقاد العراقيين او زملائها الشعراء، كانت تطرح أسئلة أكثر صخبا، ووعيا أكثر انشداد إلى مفاهيم الحرية والثورة والتمرد والبحث عن رؤى جديدة يمكن أن تتسع للإنسان الذي وجد نفسه أمام لغة جديدة، وأمام ورؤى وتحولات عصفت بالواقع مثلما عصفت بالقصيدة". لميعة عباس عمارة تستحق كل الاهتمام من قبل الدولة والمؤسسات الادبية، وتخليد اسمها ليس في الدورات الشعرية فحسب، بل نتأمل ان يطلق اسمها على ساحة ما او شارع ما من شوارع بغداد ..".
الشاعرة فراقد السعد تجد من الرائع جدا ان يكون مهرجان الجواهري لهذا العام بإسم شاعرة متميزة ولها بصمتها وتاريخها المشرف في الادب العراقي والشعر العربي :"اسمها الذي نفتخر به نحن كأديبات عراقيات يسعدنا جدا ان تكون تسمية دورة هذا العام لمهرجان الجواهري باسم سيدة الشعر العراقي لميعة عباس عمارة وانا كشاعرة عراقية افتخر ان هناك متابعة من قبل اتحاد الادباء والمثقفين العراقيين ان يكون للمرأة اسم ودور بارز في المهرجانات والوسط الثقافي
وتقول الروائية عالية طالب ان المبدع ثروة الأمم: "هل يحتاج أسم " لميعة" اللامع باكتنازه ان يحمل مهرجانا أدبيا اسمها؟ وهل لها ان تفرح وهي في البرزخ بما نستذكره عنها؟ وهل نحن مقصرون أم مبالغون؟ وهل لأسماء المبدعين اولوية ندخرها لهم حين يغادرون؟ كم كانت ستفرح لو حمل المهرجان اسمها خلال سنوات (92) التي عاشتها ما بين بغداد وغربتها، وكم كان جميلا ان نتدارك خيباتنا ويحمل مهرجان الجواهري اسمها، فأن تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا.
لروحها التي تبقى دائما بيننا، السلام والمحبة وللقائمين على فكرة تزيين المهرجان باسمها التحية، وللأحياء عبق ما تركته لهم من صوت نسوي انثوي ساحر دافئ مكتنز بكثير من المميز الذي سيبقى خالدا في المكتبات والعقول اينما تواجدت".
القاصة حوراء الزبيدي تعلن سعادتها الكبيرة بإختيار أديبة عراقية كعنوان لمهرجان شعري ثقافي :"انها لسعادة كبيرة ان يتم اختيار امرأة وشاعرة كبيرة وأحد اعمدة الشعر المعاصر ليتغنى باسمها مهرجان الجواهري وان يحسب للمرأة دورها الكبير في المجتمع، فقد شاركت منذ العصور القديمة والحديثة في شتى المجالات، وكان لها أدوار أخرى عديدة كشاعرة وملكة وفقيهة ومحاربة وفنانة ومعالجة وغيرها، كما ان لميعة عباس عمارة اكثر من يستحق فهي الرومانسية المرهفة عذبة الالقاء، وهي الاحق ان تحتل جزء كبير من خارطة الشعر العربي فهي اهم الشخصيات الشعرية النسوية ومحطة مهمة من محطات الشعر وهذه بداية تبرز للمرأة مكانتها في شتى المجالات .." .