حذام يوسف طاهر
لسنوات عدة كان الكاتب العراقي يشكو من فقر متابعة القارئ لنتاجه الأدبي، والبعض كان يشاكس بقوله "العراقيين كلهم يكتبون منو يقرأ"، ولكن بنظرة سريعة على معارض الكتاب في بغداد والبصرة والموصل ومعارض الكتاب العربية، ندرك ان القارئ العراقي والعربي مازال يتعامل بشغف مع الكتاب، وكان لإتحاد الادباء دورا مهما ومؤثرا في ايصال الكتاب العراقي للقارئ العربي وتحريره من حدود المحلية.
كانت لنا وقفات مع عدد من الأدباء بشأن أهمية مشاركة اتحاد الادباء في معارض الكتاب وكان للقاص والروائي خالد الوادي وجهة نظر في هذا الموضوع إذ تحدث قائلا: "لا يخفى على احد ان الكتاب تراجع في السنوات الاخيرة وما عاد باستطاعة الكاتب ان ينجز عمله الابداعي على نفقته الخاصة، بسبب ارتفاع اسعار الطبع بشكل غريب!".
وتابع :"تعد معارض الكتاب واجهة مهمة للتبادل المعرفي والثقافي، وكذلك منصات مهمة للترويج، في هذا الصدد اعتقد ان اتحاد الادباء في العراق نجح بشكل نسبي بالتواصل مع جميع المعارض التي تقام في المنطقة، واخذ على عاتقه طبع اعمال الادباء العراقيين لتخفيف عبء الطباعة واسعارها المرتفعة، وأجد ان منشورات الاتحاد جيدة جدا وانيقة، اضافة الى رصانتها لأنها تخضع للجنة تقييم الاعمال المقدمة، اضافة الى دعم الكاتب من خلال المشاركات العربية والترويج للكاتب والكتاب، وهذا لانجده في اغلب دور النشر، انها خطوة تعزز علاقة الاديب مع اتحاده وتزرع الثقة بينهما وكذلك تمنح المنجز النجاح خاصة في محافل الكتاب التي تقام على مدار العام، وحضور الاتحاد في اغلب معارض الكتاب يعزز مكانة الكاتب العراقي في المجتمع، وهي فرصة لتوجيه الشكر لإدارة الاتحاد على هذه المبادرة النبيلة..".
وتحدث الروائي حسن الموسوي: "من اجل التفاعل مع كل المعارض سواء في داخل العراق او في خارجه، يحرص الاتحاد العام للأدباء و الكتاب في العراق على المشاركة الفاعلة من اجل التعريف بالكاتب العراقي والترويج لمنشوراته، وبمناسبة انعقاد معرض العراق الدولي للكتاب و الذي حمل اسم الروائي العراقي الكبير غائب طعمة فرمان نجد ان جناح الاتحاد العام للأدباء و الكتاب في العراق قد احتل مساحة كبيرة في أروقة المعرض وهذا يعكس رغبة القائمين في الاتحاد على ديمومة المشاركة في كل المعارض، تحية لكل العاملين في الاتحاد وهم يعملون بكل جد و نشاط من اجل الإرتقاء بالكتاب العراقي".
ووجد الكاتب ياسين شامل مبادرة الاتحاد في المشاركة بمعارض الكتب مميزة وداعمة للأديب العراقي بما ينشره من مطبوعات: "وكان له حضور رائع في البصرة والشارقة والرياض وفي بغداد، وهو يعكس الثقافة العراقية بما ينشره من مطبوعات وهذا يدعم الساحة العراقية الثقافية، جميل ان نشهد عدد من المطبوعات للأصدقاء في جناح الاتحاد ، وكانت مشاركاته محط فرح واعتزاز لنا جميعا ونفتخر بالكتاب العراقي".
وقال القاص والروائي نبيل جميل: "اتحاد الادباء له مشاركات عديدة في السنوات القليلة الماضية، التي لاحظنا بها كثرة المطبوعات ومشاركة الاتحاد في الرياض كانت رائعة جدا ونسعد بهذه الفعاليات، وكانت مشاركة كبيرة وهذا امر يفرحنا جدا بعد ان حرمنا طويلا من خروج الكتاب العراقي للخارج، المبادرة الرائعة ايضا ان الاتحاد يرسل سلسة منشوراته الى الجامعات العراقية، ليطلع عليها طلبة الدراسات العليا، والدور العربية المشاركة اليوم تنظر للكتاب العراقي باهتمام وتقدير عالي، وعندما ينشر مطبوع على صفحة الاديب العراقي كأنه اشارة لهذا الكاتب ليتعرف عليه الكاتب والقارئ العربي، وهنا اتمنى ان يبادر الاتحاد بتزويد الجامعات العراقية في كل المحافظات ولا تقتصر على جامعات بغداد، والتمس من اتحاد الادباء أن يركز على موضوع الترجمة وكل التوفيق لكل ادباءنا ومبدعينا وشكر كبيرة لاتحاد الأدباء على دعمه للأديب العراقي وكل التوفيق لكم".
ولأن اتحاد الأدباء خيمة لكل الأدباء العراقيين، لم يدخر جهدا في دعم الكتاب العراقي واخراجه بشكل أنيق يليق بمنزلة الأديب العراقي، ليصل الى القاريء العربي بيسر ومحبة.