الرئيسية / في حوار أجرته معه "حذام يوسف طاهر": ابراهيم الخياط: أنا الأمين العام على خدمة الأدباء

في حوار أجرته معه "حذام يوسف طاهر": ابراهيم الخياط: أنا الأمين العام على خدمة الأدباء

 بغداد ـ ثقافات ـ آب 2017: في أصعب الظروف التي مرّ بها العراق، عامي 2006 و2007، بسبب التطاحن الطائفي - السياسي.. في تلك الظروف القاسية، كان اتحاد الادباء يقيم جلساته، ليطغى صوت المحبة والإنسانية، على صوت الانفجارات، فـ "اتحاد الادباء والكتاب العراقيين"، كان له دور كبير ولا يزال في شيوع الثقافة العراقية وتنميتها، ولا يمكن - البتة - غضّ النظر عن دوره ونشاطاته. في إحدى الأصبوحات، كان هناك دوي انفجارات متكرر، في الكرادة وما يحيط بها، وإذا بانفجار يهزّ المكان من قرب، إذ وقع في ساحة الأندلس أي انه قريب جدا من مقر الاتحاد، لكن المفارقة او ربما التحدي الكبير الذي جعل الاديب والمثقف في مواجهة مع الإرهاب، هو ان جلسة الاتحاد تواصلت شعرا ونثرا وحياة رغم ان مخلفات الانفجار وصلت الى باحة الاتحاد، أمام قاعة الجواهري. لقد كان الموقف أكبر من أن نتوقف فوقفنا بوجه من يريد قتل الحياة. ومازال اتحاد الجواهري الكبير يحرص على متابعة المبدعين العراقيين سواء في بغداد أو المحافظات، أو خارج العراق، وتشهد قاعة الجواهري على عمق التواصل بين الأدباء العراقيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، كما ان احتفاء الأدباء، تعدى الحدود ليكون الحلقة الأجمل والأمتن بين الاتحادات الأدبية العربية، التي شهدت قاعاتها عددا من النشاطات الأدبية والثقافية، للأدباء والمبدعين العراقيين. اتحاد الأدباء النهر الثالث للعراق تأسس اتحاد الأدباء بعد صدور قانون الجمعيات والأحزاب في العراق ابان ثورة 14 تموز 1958، وتولى رئاسته شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، ومعه الرهط المجيد من كبار المثقفين وأساتذة الجامعة منهم د.مهدي المخزومي، د.صلاح خالص، د.علي جواد الطاهر، عبد الوهاب البياتي، لميعة عباس عمارة، محمد صالح بحر العلوم، ذنون أيوب، عبد الله كوران، وعدد آخر من الذين اجتمعوا في بيت الجواهري بالأعظمية على ضفاف دجلة الخالد ببغداد. كان هذا الاجتماع التمهيدي ركنا اساسيا لتقديم طلب تأسيس الاتحاد فأجازت وزارة الداخلية الاتحاد، وخصص له المقر الحالي، وتعاقب على رئاسته الكثيرون. وبعد ٩ نيسان ٢٠٠٣ ترأسه د.عناد غزوان ثم الناقد فاضل ثامر، ومؤخرا فاز الباحث ناجح المعموري برئاسته. تعددت نشاطات الاتحاد على مدار السنوات الماضية ولم تعد مقتصرة على يوم الأربعاء فقط، إذ شكّل عدداً من المنتديات بدأها بنادي الشعر وتلاه منتدى نازك الملائكة ثم ملتقى الخميس الإبداعي الذي ضيّف عددا كبيرا من مبدعينا من فنانين وإعلاميين وفنانين ورياضيين وحتى ضيوفا من المبدعين العرب، فضلا عن نادي السرد ومنبر العقل ونادي الطفل ونادي السينما ورابطة الأدب الشعبي والملتقى الإذاعي التلفزيوني وليس الأخير إعلانه عن تشكيل منتدى الصحافة. جمهورية البرتقال إبراهيم الخياط، شاعر ثمانيني كتابة ونشراً، طورد واعتقل وسجن لانتمائه إلى خطوط المعارضة اليسارية ضد النظام الفاشي المباد، كتب العديد من المقالات للصحف العراقية، وعموده الشهير "تغريدة الأربعاء" خير شاهد على تواصله مع الشارع العراقي ونبض الناس، له ديوان وحيد اسمه (جمهورية البرتقال)، ويؤكد الخياط عندما يتحدث عن نفسه، بأن معلميه في الأدب والحياة عندما كان طالبا، هما: خليل المعاضيدي في متوسطة بعقوبة، وهو الشاعر الشهيد الذي أعدمه النظام الفاشي المباد سنة 1984، والثاني هو عبد المطلب صالح، مدرّسه في الثانوية الجعفرية بالعبخانة. ولد عام ١٩٥٩ وابتدأت رحلته مع الحياة، بكل صهيلها وكبواتها حتى فاز بأعلى الأصوات في ثلاث انتخابات متعاقبة لاتحاد أدباء العراق ليصبح أمينه العام. هو الإنسان والشاعر والمناضل إبراهيم الخياط، وفي زحمة عمله الإداري والأدبي، كان لنا معه هذا الحوار الصريح والجريء والجميل. الصورة الجديدة لاتحاد الأدباء س١: لنبدأ من خطتكم المستقبلية .. ما هو برنامجكم المقبل لإعمار مقر الاتحاد، الكافتيريا، الحمامات، وبقية المرافق الأخرى؟ وما هي وارداتكم المالية وما هي وجهة صرفها؟ ج: للإجابة عن هذا السؤال بدءاً سأنقل لحضرتك الصورة الحالية الجديدة لاتحادنا: أولا، فيما يخص الجانب الاداري، فإنّ الاشتراكات والهوية وعلى وفق قوانين الداخلية العراقية، وحسب تعليمات قانون الاتحاد، يجب ان تجدد الهويات بتاريخ اصدار ونفاد محددين، ولأن السنة المالية تنتهي في 31 كانون الأول وجب ان تنتهي الهويات معها ليعاد تجديدها مع جباية الاشتراك الذي هو شرط اساس لاستمرار العضو في عضويته. ومن ذلك قرر الاتحاد ان يحصل على جهاز خاص لطباعة الهويات متحصلا الموافقات القانونية والأمنية، حرصا على عدم تزوير الهويات، ويستحصل الاتحاد مبلغ عشرة الاف دينار فقط، وهو عن تجديد الهوية لثلاث سنوات، فالأديب يدفع لمرة واحدة والاتحاد ملزم بالتجديد كل سنة من دون استحصال مبلغ مضاف. كما انّ الاشتراك لسنة 2017 أصبح خمسة وعشرين الف دينار، وهو قرار للمجلس المركزي، وهذا المبلغ قابل للتخفيض في السنوات المقبلة، دعما لأدبائنا. وكان الاتحاد قد اتخذ قرارا بإطفاء مبالغ اشتراك ادباء محافظتي نينوى والأنبار للسنوات السابقة وتجديد هوياتهم مجانا دعما لهم، وتقديرا للمعاناة التي تحمّلوها. وأشير أنه ولأول مرة باتت هوية الاتحاد تحتوي على تاريخ الانتماء، وهو ما سيوفر قاعدة بيانات مع السير الذاتية للأدباء من ضمن أرشيف الاتحاد، وعليه وبعد التثبت من كبار الأدباء، ستتم سَلسلة الأرقام ابتداءً من رقم واحد للجواهري الى آخر عضو تم قبوله، ليكون الرقم ثابتا في السنوات المقبلة، وعلى يد لجنة متخصصة، اذ من غير الممكن تثبيت الأرقام بصورة عشوائية مع فقدان جلّ قيود الاتحاد السابقة. وأيضا رمم الاتحاد واجهته بما يليق بالأدباء، والسعي جار قريبا لبناء الاتحاد ليكون صرحا فنيا جميلا، وأثث قاعته وجددها، وسيتواصل بهذا الاتجاه، كما عمّر اجزاءً من مبانيه حفاظا عليها من التلف. وتمت المباشرة ببناء مختبر فوق المحلات الأمامية لمبنى الاتحاد دون صرف درهم واحد من الاتحاد بل سيستحصل الاتحاد ايجارا نظير اشغاله مقداره مليون ونصف المليون دينار شهريا، فضلا عن بناء جناح اداري علوي كبير وأنيق ومجانا أيضا. ثانيا، فيما يخص النشاطات الثقافية والمهرجانات الوطنية، فقد أقام الاتحاد مهرجانات عامة شملت بدعواتها ما يقارب الأربعمائة أديب مدعو من كل الوطن، مثل مؤتمر "عراق ما بعد داعش"، والفلسفة واسئلة العقل، ويوم الشعر العالمي، ومؤتمر السرد، وجواهريون للأدباء الشباب. وتقدر ميزانية المهرجانات المذكورة بخمسة وتسعين مليون دينار. كما أصدر الاتحاد ثلاثة أعداد من مجلته "الأديب العراقي"، مع هدية العدد التي هي عبارة عن اعادة طباعة عدد قديم من مجلته العريقة، وبميزانية تقارب الخمسة ملايين دينار لكل عدد عن طباعتها ومكافآت لهيأة تحريرها. وأيضا يتصدى الاتحاد لطباعة منشورات أدبائه بنصف الكلفة، وقد صدر الكتاب الأول للبحوث في مؤتمر السرد، مع كتابين للقاصين هيثم بهنام بردى وحامد فاضل، ومجموعتين شعريتين للكبير ياسين طه حافظ, والشاعر نضال العياش, وكتاب نقدي للباحث د.نجاح كبة, ومجموعة قصصية للأطفال من ضمن مشروع تعال نكتب في بغداد جمع واشتغال قاسم سعودي, في مبادرة وطنية وإنسانية تهدف لإيصال الأدب إلى أطفال المدارس, وفي الطريق بقية الكتب لكبار أدبائه وناشطيه (د.خليل محمد إبراهيم، شوقي كريم, رسمية محيبس, و د.معتز عناد غزوان) مع تصدي الاتحاد لتعضيد مجموعة من الكتب لرموز أدبية فاعلة, وأسماء من الأدباء الراحلين إكراماً لتاريخهم الإبداعي, وتوزع هذه الكتب والمجلات مجانا للأدباء. ثالثا، فيما يخص اتحادات أدباء المحافظات والمكاتب القومية: إنّ الاتحاد يمنح اتحادات المحافظات مبلغا مقطوعا بين أربعة ملايين دينار وخمسة ملايين دينار لديمومة النشاطات بغضّ النظر عما يستحصلونه من حكوماتهم المحلية من شحيح المساعدة التي قد تكون معدومة في حالات كثيرة، فضلا عن دعم كل مهرجان يقيمه اتحاد أية محافظة، فقد دعم الاتحاد المربد بالبصرة بما يزيد عن اربعة عشر مليون دينار، ومهرجان المتنبي في الكوت بما يزيد عن مليوني دينار، ومهرجان تامرّا في ديالى بما يزيد عن ثلاثة ملايين دينار، ومهرجان بذار الشعر في النجف بسبعمائة الف دينار, وجلسة (دگة عاكف) في بابل بأربعمائة ألف دينار, وسيدعم الاتحاد ملتقى قصيدة النثر الثالث في البصرة بما يقارب خمسة ملايين دينار. كما يمنح الاتحاد مكاتبه ميزانية جيدة، وهو ما يكفي لإقامة مهرجان كردي كما حصل في مهرجان رضا طالباني في كركوك بميزانية بلغت أكثر من عشرة ملايين دينار، فضلا عن اصدار مجلة "الأديب الكردي" بمبلغ مليون ونصف المليون للعدد الواحد، واقامة مهرجان للتركمان مثلما حصل في مهرجانهم ببغداد بميزانية فاقت الخمسة ملايين دينار، وتم رصد عشرة ملايين دينار لمهرجانهم اللاحق، فضلا عن إصدار مجلة "الأديب التركماني" التي صدر منها خمسة أعداد والسادس قيد الطباعة, إذ سيصدر في شهر أيلول, وبواقع مليون ونصف المليون دينار للعدد الواحد، وكذلك اقامة مهرجان أكيتو للأدباء السريان بميزانية فاقت الخمسة عشر مليون دينار، مع اصدار مجلة "الكاتب السرياني" لعددين بواقع مليون ونصف المليون دينار للعدد الواحد، فضلا عن منح مساعدات للنازحين من الأدباء السريان بمبلغ قدره أكثر من خمسة ملايين دينار. وقد بلغ مقدار دعم الاتحاد لما جرى ذكره من دعم للمحافظات والمكاتب القومية ما يقارب التسعين مليون دينار. وفي الشهر الماضي (تموز 2017) أُعطيت منحة عام 2017 لاتحادات المحافظات، بما يقارب الخمسين مليون دينار. وسيظل الاتحاد داعما لاتحاداته في المحافظات، وملبيا طلباتها بأكثر مما يستطيع. رابعا، فيما يخص كلية اليرموك الجامعة التابعة لاتحادنا: إنّ الاتحاد وحفاظا على امواله فإنّه يعقد مع كلية اليرموك مذكرة تفاهم تكفل لنا مبلغا صافيا من دون حسابات الربح او الخسارة. وقد تسلم الاتحاد مبالغه كاملة من الكلية منذ تعاقب الدورات، وكان الاتحاد بشخص أمينه العام السابق الأستاذ ألفريد سمعان حريصا على استحصال كل مستحقاته من الكلية كونه الجهة المؤسسة لها. ولقد عقد الاتحاد تفاهما جديدا مع كلية اليرموك الجامعة، تجعل الاتحاد مستحصلا لـ 4% من الايراد، من دون حسابات الربح او الخسارة، فضلا عن مبلغ مقطوع قدره ستون مليون دينار سنويا. وهو اتفاق سيمنح الاتحاد متسعا ماليا حال دخوله حيز التنفيذ مع بدء السنة الدراسية الجديدة. خامسا، فيما يخص النادي الاجتماعي: لقد راجع الاتحاد العقد السابق مع متعهد النادي واستطاع ان يجدد العقد ليبلغ مائة وخمسة ملايين دينار سنويا، فضلا عن قرض بناء قاعة كبيرة للضيوف في الحديقة، فيما تخصص القاعة الأخرى للأدباء، وبمواصفات أكثر من الجيدة جدا، وسيكون دخول الأدباء لناديهم من بوابة الاتحاد الرئيسة مع دعم مالي لفاتورة الأديب حصرا ويوميا. كما استطاع الاتحاد أن يستحصل مبلغ خمسة واربعين مليون دينار من المتعهد لبناء كافتريا عصرية في مبناه، وسيباشر في وضع قواعدها حال دخول العقد الجديد للنادي حيز التنفيذ آخر السنة الحالية. والآن نأتي لسؤالك عن خطتنا المستقبلية فأنبيك ستي العزيزة بأن الاتحاد خاطب جهات رسمية عدة، للحصول على مكتسبات نقابية من قطع أراض وحسومات، ولم يلق أذنا مصغية من الحكومة، لكن في قابل الأيام سنبدأ تحركا أوسع للضغط وصولا الى التظاهر والاحتجاج وحتى الاعتصام لنيل الحقوق الكاملة. كما إنّ للاتحاد - الآن - قناة خاصة على اليوتيوب تؤرشف نشاطه الثقافي: https://www.youtube.com/channel/UCB-DvnUqQDVmj8YYP0S0-NQ وكذلك موقعا حديثا يواكب النشاطات ويلاحقها: http://www.iraqiwritersunion.com/ وسيشهد قريبا افتتاح مقهاه الثقافي الخاص، ومرافقه اللائقة بأدبائه، فضلا عن عقد مهرجان الجواهري بدورته الثانية عشرة. وحريّ أن أوضح بأن لا قبض للأموال إلا بوصل رسمي يقيد المدخولات، ولا صرف إلا بقرار وموافقة اللجنة المالية الثلاثية وموافقة المكتب التنفيذي والأمين العام، ومباركة المجلس المركزي، ووفق السياقات المالية للدولة العراقية الخاضعة للتدقيق من قبل الهيئات والجهات الرقابية وعلى رأسها ديوان الرقابة المالية. وهنا يجدر القول ويتحتم أن لا نترك النشاطات والانجازات الثقافية كلّها في مهبّ الريح ونلتفت الى الجانب المالي للاتحاد الذي هو بسيط لأن الاتحاد ليس مصرفا أو بنكا أو شركة عقارية، فالمتن الأساس للاتحاد هو الأدب لأنه اتحاد الجواهري الكبير. الدفة الإدارية والجرف الأدبي س٢: كونك الأمين العام لاتحاد الادباء، هل أخذ منصبك الإداري من جرف اهتمامك الادبي؟ ج: ليس انا فقط، بل كل الذين يتصدون للعمل الإداري، مجبرون على اهمال الاهتمام بنشاطهم الإبداعي، وصدقيني فإن المنصب الإداري يأكل من جرفي الأدبي، ومن جيبي، ومن وقتي ووقت أسرتي، ومن أعصابي، ولكن ما هو مبهج في المنصب الإداري اني لا أرى نفسي أمينا عاما للاتحاد بل الأمين العام على خدمة الأدباء. س٣: البعض يعيب على إدارة الاتحاد السابقة انها كانت تحصر الايفاد او النشاطات خارج العراق بمجموعة محددة من الأسماء، والسؤال هو كيف تتعامل إدارة الاتحاد - الآن - مع هذا الموضوع؟ ج: الحقيقة نحن ليس لدينا ايفاد او مشاركات خارجية، سوى حضور اجتماعات اتحاد الأدباء العرب، مرة واحدة كل ستة أشهر، وكل مرة في بلد عربي معين. وقد أقرّ الاتحاد آلية جديدة، ولأن المطلوب في كل مرة ثلاثة أعضاء، فلذا يكون احدهم وهو رئيس الوفد من المكتب التنفيذي ويكون الثاني من المجلس المركزي، والثالث من الهيأة العامة، واخر وفودنا الى اجتماع الجزائر كان مكوّنا من الأساتذة جمال جاسم أمين رئيسا، وبشير حاجم ود.علي حداد أعضاءً، ووفدنا المقبل الى اجتماع (العين) الإماراتية سيتكون من الأساتذة: رياض الغريب رئيسا، ورئيسي اتحادي أدباء كربلاء ونينوى (د.عمار المسعودي، عبد المنعم الأمير) أعضاءً. س٤: في أكثر من مهرجان أدبي وثقافي لاتحاد الأدباء، تتوجه سهام الاتهام الى اللجان التحضيرية على أنها تجامل مجموعة على حساب أخرى، كيف يمكن تجاوز هذه المجاملات التي تتكرر مع كل مهرجان؟ ج: للأسف فإنّ اللجان التحضيرية دوما متهمة، ولكن المشكلة ان الجميع (ومن حقّهم جدا) يريد أن يشارك في القراءات الشعرية، مع ان الجلسات محددة، لان أكبر مهرجان لا يمكن ان يستمر لأكثر من ثلاثة أيام، فمن هنا أرى ان الحلّ في الشفافية، أي أن يتم ابلاغ الأديب المدعو، بانه مدعو للمشاركة ام للحضور فقط، حتى يكون على بينة من أمره، ولنا في اتحاد أدباء البصرة أسوة حسنة، ولكن اغلب لجاننا التحضيرية في المهرجانات تتعامل مع القراءات الشعرية، وكأنها ملف مخابراتي اذ لا يتم الإعلان عن الأسماء التي ستقرأ الا قبل ساعة من بدء الجلسة!. أربعاءات الاتحاد س٥: أكثر من حديث جمعني مع الأصدقاء من الأدباء، كان هناك مقترح انشاء قاعة أخرى داعمة لقاعة الجواهري، تكون خاصة بنشاطات الملتقى الإذاعي او ملتقى الخميس، او الندوات التي تقيمها جمعيات ثقافية نظيرة، حتى تبقى قاعة الجواهري خاصة بجلسة الأربعاء، هل هناك مشروع بهذا الخصوص؟ ج: أرى ان لا مبرر لحجز قاعة الجواهري لجلسة الأربعاء فقط، لأنها قاعة ثقافية ومتميزة، وان النشاطات الثقافية الأخرى للنوادي والملتقيات الخاصة بالاتحاد، هي أيضا متميزة، ولتكوني والمتلقي بالصورة، فان حجوزات القاعة لجمعيات من خارج الاتحاد تكون بالمجان، وهي تحت تصرف المنظمات الثقافية المتميزة والرصينة، وربما هذا يضفي وهجا اخر للقاعة، ومؤخرا تم ترميم القاعة وصيانتها وعمل ديكورات إضافية لها فصارت اكثر جمالا وبهاء وهي ـ الان ـ جدُّ لائقة بالأديب العراقي، ودشناها بحفل بهيج بمناسبة انتصاراتنا في الموصل وحلول عيد الفطر. الحبّ والثقة هما القمة س٦: تم الاحتفاء بك في أكثر من محافظة عراقية كشاعر ومثقف عراقي، برأيك ما تأثير مثل هذه الفعاليات على روح الاديب وقلمه؟ ج: الله الله .. هذه ليست احتفاءات بل أعدها مسؤولية كبرى وهي تجعلني أشذب قلمي اكثر وأراجع نفسي باستمرار لأني أعرف كما يعرف الجميع بأن حبّ الناس دليل على ثقتهم بأن الاديب هو صوتهم، وهذا الحبّ وهذه الثقة هما القمة، والوصول الى القمة قد يكون صعبا، ولكن الأصعب هو الحفاظ على البقاء في هذه القمة واقصد حب الناس وثقتهم، باختصار أردد ما قاله الناقد اللبناني الياس سحاب حين سئل: لماذا الناس تحبّ فيروز؟، وكان جوابه بسيطا ان الرحابنة يأخذون قطعة من قلبك ويحولونها الى اغنية ثم يعيدونها اليك بصوت فيروز أي يعيدون القطعة الى مكانها في القلب. س٧: كيف تنظر الى المسابقات الأدبية في المنتديات الثقافية محليا وعربيا؟ - بل إسأليني: كيف ترى نتائجها؟ لأقول لك: إنّ نتائجها مبهرة لنا عربيا، لان جلّ الفائزين هم من العراقيين، وهذا يؤكد ان خط الابداع العراقي المتواصل لم ينقطع، من عهد العباسيين الى الان، ويكفي القول ان الجبلين الكبيرين المتنبي والجواهري، هما عراقيان وقد ملأ الأول الدنيا وشغل الناس فيما الثاني أطلق العرب عليه شاعر العرب الأكبر، ونتائج المسابقات الأدبية العربية هي تتمة لهذا المشوار اليوبيلي. في الحرب الطويلة تلك س٨: بخصوص تجربتك الأدبية، ما الجديد في الأفق؟ - ليس على مستوى تجربتي الأدبية فقط، انما الجديد في الأفق ينحصر بثلاثة أمور: أولا: انهيت السنة التحضيرية من دراستي لنيل الدكتوراه في كلية الاعلام بجامعة بغداد، وسأبدأ بعد الامتحان الشامل بكتابة اطروحتي والتي ستكون دراسة سيمائية عن ( المسكوت عنه في الخطاب الصحفي العراقي). ثانيا: سأعود لكتابة العمود الصحفي الأسبوعي الخاص بي وعنوانه (تغريدة الأربعاء) والذي توقفت عن كتابته لانشغالاتي الدراسية، وكان ينشر معا وفي يوم واحد في أربع صحف زاهرة هي "طريق الشعب"، "الزمان"، "البينة الجديدة" و"الحقيقة"، وستضاف اليهنّ "الصباح الجديد". ثالثا: كتبتُ قصيدة جديدة واعطيتها لصديقي الأستاذ عبد الستار البيضاني لنشرها في مجلة "الأقلام" الأثيرة، وهي بعنوان (في الحرب الطويلة) وسأشارك فيها بمهرجان "قصيدة النثر" الثالث في البصرة، ومقطعها الأول هو: (في الحرب الطويلة تلك، كمّا المكوكُ كان يسلكُ الطريق النحسَ ذاتَه، بعقوبةَ، النهضةَ، فالأرضَ الحرامَ.. وكان يقفلُ عليه، نعم من الأرض الحرام الى النهضةِ فبعقوبةَ وفي الحرب الطويلة تلكَ، الفتى الخاكيّ الخجولُ لم يخفْ ولم يحزنْ ولم يمتْ.....)
16-09-2017, 13:59
عودة