تَغْريدةُ الزَّيتوُن
ناظم الصرخي
هَـمَّــتْ وَهَـــمٌّ كــــــانَ أَرَّقَـــــــهَــــا
لَيْــــلَ الْبُعَـــــادِ فأَمْـطَـرتْ عَتَبَــــا
نَـفْـحًــــا مِـنَ الـــــدُّرَّاتِ زَيـَّنَــــــهَــا
وَهَمَـتْ كأنَ الْدَّمــعَ قَدْ غُـصِبَـــا
جَــارَ الزَّمَـــــانُ فَأَصْبَحـتْ خَبَـــــرًا
يُتْلى عَلى مَنْ غَــــابَ أو غَرَبَــــا
كلُّ الشُّــمُـوسِ تأبَّطَــتْ كَــــــدَرًا
تَشْكو كُسُوفَ السَّعْـدِ مُذْ نُهِبَـــا
مَحْـزونةُ العينيــنِ كَمْ سَــعِـــدَتْ
بِــسَـنـائِـهِ وسـعَتْ وَكمْ طَــرِبَــــا
مُـذْ كَأسِـــهَــا والنُّــــورُ أَثْمَــــلَــــهُ
مِنْ ضَـرْعِ فَـجْــرِ نُبُـوءَةٍ شَـرِبـــــا
مُـذْ بَـدْرهِ والنَّـهــــرُ شَــــــوَّقَـــهَـــا
فاسـتـأســـرتهُ وَقَـلْبـُــــهُ رَحِــبَــــــا
مأْســورةٌ أَسَــــرَتْ مُـتَــيــمَـــــهَــــا
وعلى الثَّـــريّا النَّبْـضُ قَدْ حَدِبَــــا
لَو حَـادَ يَومًـــــــا عَنْ مـجـــرَّتـِـهــــا
كَلَحَ الزَمَــانُ وبَحْـــرُهُ اِضْطَـرَبَـــــا
لَــمْ تَـتَّـكِــــلْ يـومًــا عـلى وَهَـــــمٍ
فالْـــوَردُ مَـنْضُـــودٌ لِمــنْ وَثَــبَــــــا
أَوْمَــتْ بأُصْبَــعـِـــهـا لِــــدارَتـــــــــهِ
أُولاءِ أهْـــلي عَانَـقُـوا الشُـهُـبـَــــــا
فَـتَـفــــزُّ أشْـواقٌ لَـظَــىً كَبَــــــرَتْ
وَهْـــجٌ يـُزَيِّـنُـــهـــا بِهــــا لَــزَبَـــــــــــا
يَا قُــــدْسُ يا حُــلْمًـــا أَبـاحَ دَمـــي
وظَلَلْــتُ أَنْزُفُــــــهُ ومَــا نَضَــبَــــــا
آتـون بُـرْكَــــانًـا وفَجْـــــرَ سَـنَــــــــــا
يُرْدي الــدُّجَـى ويُمَـزِّقُ الْحُجُــبــــا