عن اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، صدر حديثًا كتاب جديد للباحث والكاتب الأديب لطيف عبد سالم، وسمه بـ: "مِن جَنى الذائِقة.. حكايات من وحي نصوص مختارة"، والذي ضمنه مجموعة حكايات مستوحاة من نصوصٍ شِّعريَّة لأربعةٍ وأربعين من الشواعرِ والشُعراء العراقيين والعَرب. وقد تحدث الأديب الأستاذ عبد السادة البصري عضو المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن الكتاب هذا قائلًا: عندما تقف على عتبة نص ما، ما عليك الاّ ان تتأمله قليلاً، وتغور بين خوافيه على وفق ما تهديك ذائقتك القرائية، وبعدها ستجني ثمار ما قرأت... هذا ما قام به الكاتب والباحث المبدع لطيف عبد سالم، وهو يقدّم على موائد القرّاء ما اكتنزته ذاكرته من ثمارٍ جنتها ذائقته ذات قراءات متعدد، ليقول للجميع هاكم ما اطّلعت عليه وحفر في داخلي هواجس واشارات كثيرة.... بكتابه هذا يشركنا معه في بعض القراءات لنستمتع بجنَى ذائقة واعية جدا. مبارك واتمنى أن نقرأ لك المزيد.. ومحبتي.
كذلك أشار الأديب الأستاذ حامد عبد الحسين حمادي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان إلى هذا الكتاب قائلًا: يعدّ كتاب "من جنى الذائقة " لمؤلفه " لطيف عبد سالم " من الكتب المهمة؛ لما ضمّ بين دفتيه من نصوصٍ أدبيَّة إبداعيَّة لأدباء عراقيين وعرب، حيث أخضعها الكاتب إلى الفحص الدقيق من أجل تسليط الضّوء على مناسبة النصّ ومعطياته، واستعراض المناخات التي حرّضت الناصّ على الدخول في أتونها، إنّه توثيق التقاطي موفّق حيث يؤرّخ رؤية جادّة في التنقيب الحداثوي ومتابعة المحفزات الداخليَّة والخارجيَّة التي كان لها الأثر الكبير في تفجيرِ مكنونات الناصّ لتتوالد لدينا - هنا - استكشافات تجارب الأدباء المختلفة، في محاولة لسبر أغوارها ضمن منظور غلب عليه طابع الحكائية المنبسطة وبأسلوب ينمّ عن مديات ثقافة الكاتب ورصانته.
ومن الشقيقةِ مِصْر، كانت للشاعر الأستاذ محمد جاد المولى رئيس فرع النقابة العامة لاتحاد كتاب مِصْر بالأقصر وقفة حيال مضمون الكتاب، أوجزها بقوله: ونحن نقف بين ساحلي كتاب "من جنى الذائقة"، لابد أن ننظر بعين الاهتمام إلى هذه التجربة الجديدة التي جاءت متميزة بفضل ما احتواه الكتاب من موضوعاتٍ تعكس الجهد الواضح للكاتب الذي تجلى في قراءةٍ معمقة لنماذج مختارة من التجارب الشِّعريَّة، أو الحالات الإبداعية المتباينة التي أثرت الواقع الأدبي وعموم المشهد الثقافي العربيّ. ولا شك أنّ حضور تلك الكوكبة من شُعراء العربيَّة، قد تم اختيارها وفقًا لأسس عديدة، أهمها: التميز الإبداعي، ثم الدور الملموس الساعي إلى النهوض بالحركة الأدبيَّة في المحيطِ العربيِّ. ومن الطبيعي أن يتطلب هذا العمل جهدًا مخلصًا ووقتًا ثمينًا تصدق به الأديب الأستاذ لطيف عبد سالم على ساحتنا الأدبيَّة، وكأن لسان حاله يترجم مدى احتياج المهتمين بالشأن الأدبي لهذه الإطلالة من أجل التعرف على أكبر عدد من الشٍعراء المتميزين في مختلف البلدان العربية. ترى هل لنا أن نطمح بأن تقوم المؤسسات الرسميَّة المعنية بالشأن الثقافي في مختلف البلدان العربية في تبني مثل هذه التجربة؟، والتي نجح الأديب لطيف عبد سالم في تنفيذها وإخراجها إلى النور، حيث نجح أديبنا في تقديم أكثر من أربعين شاعرًا عربيًا لكل منهم صوته وتربته ورؤيته الخاصة والحاضرة في المشهد الإبداعي.