وكأنّها فوضى وما هيَ فوضى
الميّــتون تساءلــوا والمــرضى
فالناسُ حيرى لا سبيل يضمّهم
إنْ أقبلوا طولا أمالوا عرضا
والمستحيلُ أتى وأصبحَ ممكنا
والممكنُ المـــقبول واجـهَ رفضا
والعلم طأطأ رأسَــهُ مستسلما
مِن بعدما ملأ الحقـــائقَ نقضا
والقابعون بقشرةِ الدّين ارتضوا
بيعَ اليـقينِ وقد أباحوا عرضا
أنْ يصحبَوا الحذرَ الشديدَ كظلّهِم
ويُســـابقوا الأجــلَ المقدّر ركْضا
والملحدون تنـــكّروا لطــقوسهم
فطقوس حج الموت أضحت فرضا
والأثريـــاء اللائـــذون بـــمالِهم
لم يغنِــهم والروحُ تُقبضُ قبضا
والمجرمون الموقدون حروبَــنا
صُعقوا وكَلَّ سلاحُــهم وانفضّا
أمـــا الذين تشبـــــثوا بيقينهم
علموا بأمــَـرِ الله أنّـــى يُقضى
علموا بأنَّ الـــكونَ رهــنُ ولادةٍ
ولأجلها مَخضَ الخلائقَ مخْضا
فتزوَّدوا بالـــزاد زاد رجـــوعهم
حيث الرضا والشكرُ يحضن بعضا
الصابرون المؤمنون بوعدهِ
لبّوا الندا وسيوردون الحوضا
لاخــوفَ يلبَِسهم ولا حـــزنٌ بهم
ووجوهم بالبـــشرِ تمطرُ فيضا
زرعوا بذورَ كلامِـــهم بفعالهم
فنما بهم حسنُ التصرّفِ روضا
هم بيننا يتــــناغمون وفكـــرَنا
وقلوبنــــا تستلّ منهم نبــــضا
إنّــي عقدتَُ عقائدي بكـمالهم
وعجلتُ يا ربّـي إليك لترضى