الرئيسية / دروب / وهاب شريف

دروب / وهاب شريف

الطريقُ إلى المقبرةِ مليءٌ بالجنوب

يا إلهي كلُّهمْ يعرفونني !

أأنا الوحيدُ الذي مارسَ هذه الذنوب ؟

ألتَفِتُ إلى أمير المؤمنين

أراهُ مبتسماً

أتُحِبُّني إلى هذه الدرجة ولا أدري ؟

أأنا مفجوعٌ وضعيف ٌ إلى هذا الحد ؟

أتَحَسَّسُ آلامَ الحجرِ الذي ضمَّ قلباً توقّفَ

كنتُ على مدى ستين عاماً

أمارسُ دَورَ القوِيّ ببلاهةٍ .

لا أعتقدُ أنَّ هناك مَنْ هوَ أجبن مني

كيف تركْتُها تذهب للقبر وحدَها ؟!

لا وهاب ولا شريف

لقد أخذها الموتُ مني

وأنا ساكت .

 أنت صديقي وتعلم يا ربّ

وقادر على كلَّ شيءٍ وأدري

لا أجدُ مبرِّراً لأقول لكَ أعِدْها لي أرجوك .

أعود ببطء إلى البيت

بذريعة أغسل وجهي

أفتح الماء وأبكي

لم أطلب من ربي شيئا

طيلة عمري

غير عودتها.

العينُ التي لا تراك ضائعةٌ في الفراغ

اليدُ الشاعرةُ تمسك بعضها لكي لا تنفرط

حين يحفر الغياب آثاره في الدماغ

أستمعُ إلى الأذان

فَأراكِ أمامي تحدِّثينَ الخالقَ الجميلَ

الوحيدَ الذي تحدِّثينه سواي ولا أتململ

أشاهدُ الذاهبين إلى أمير المؤمنين

فَأشمُّ أنفاس الورد التي تفوح من دعائك

الذي يتنفسُ  الفقير واليتيم والعليل

أضعُ قلبي على الورقة

فَأشعرُ إنَّ الزمن الذي مضى

كانَ سلسلةً قصيرة من ابتسامات تركتْ آلاماً

في جدار الروح وسقف القلب ونبض البيت

 فانكسرت القصيدة

وارتفعَ منسوب الدمع في نهر العمر .

14-08-2021, 17:11
عودة